ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Tuesday 17/01/2012/2012 Issue 14355

 14355 الثلاثاء 23 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

التعامل الإيراني مع المنطقة مقلق، ومتوتر على الدوام، لايمكنك أن تفهم السياسة الإيرانية إلا في سياق تناقضها بين التهديد تارة والوعيد تارة أخرى، والتراجع، ومهادنة متواضعة في بعض الفرص السياسية التي لا تستمر حتى تعود كاشفة عن توتر جديد.

صحيح أن العلاقة الإيرانية بدول الخليج قبل الثورة الإسلامية الإيرانية، ثم بعدها بشكل أكثر تشددا وعلانية لم تقدم نوايا سلمية أو علاقة ترتقي إلى الصداقة الحقيقة والمصالح المشتركة إلا في حالات نادرة، وإشارات ظلت على السطح فقط، وخصوصا مع رمزين سياسيين هما الرئيس رفسنجاني، ثم الرئيس خاتمي، لكنهما لم يحظيا بتأييد من القيادة الدينية السياسية والعسكرية المتمثلة في المرشد والقوى المسيطرة فعليا على البلاد .

الوضع العام لم يكن أبدا مريحا للخليج، الذي ظل تحت لغة التهديد الإيرانية طوال العقود الماضية بصبر وحكمة، رغم أن اللغة ترتفع الآن بشكل ملفت ووقح أيضا.

وضع قد يمكن فهمه من خلال فهم العقيدة الإيرانية السياسية، القائمة على تضخيم الذات باستمرار، والتظاهر الزائف بقوة لا تتوفر أسبابها، ويتم الحديث عنها شكليا كنوع من الترهيب ليس إلا، إضافة إلى التظاهر بعناصر القوة والاستعراض بامتلاكها.

فيما لايمكن-مثلا- الجزم بحقيقة عملية استعراض لاصلاق صواريخ حديدية، لايعرف مدى دقة نظام توجيهها والتحكم بها، وقوة تأثيرها، حيث من السهل إطلاق صاروخ من أكثر من منصة وتصويره، لكن ليس ممكن التأكيد على فعاليته بعد ذلك.

هذا الاستعراض العسكري، ثم التهديد السياسي والإعلامي، هو المخيف حقا في سعي إيران لامتلاك السلاح النووي بأي طريقة ممكنة لحسم سريع لمعادلة التفوق العسكري بالمنطقة.

ثم تأتي التهديدات بإغلاق مضيق هرمز منذ وقت طويل، وحين أثبتت التقارير أن إيران غير قادرة إلا على تعطيل الملاحة عبره لوقت قصيرا جدا، قبل أن تعود القوات الأمريكية والدولية لتأمينه، عادت إيران لتقول إن وسائل إعلامية غربية وموالية لها، هي من ضخمت الموضوع وأن إيران لم تهدد بغلق المضيق، على الرغم من إعلان أكثر من مسئول سياسي وعسكري قدرة إيران على فعل ذلك، بينها أحاديث وجهت للداخل .

آخر الوقاحة في السياسية والاقتصاد هذه المرة، تصريح إيراني عن تحذير إيراني لدول الخليج من العمل على تعويض العجز في إمدادت النفط الإيرانية بسبب العقوبة على إيران. حيث حذر مندوب إيران لدى منظمة أوبك الدول الخليجية العربية من تعويض إمدادات النفط الإيراني بالسوق إذا حظر الاتحاد الأوروبي استيراد الخام من الجمهورية الإسلامية.

تهديد يعكس التخبط الدبلوماسي الإيراني اتجاه الخليج، ويعكس الخوف والضعف الإيراني خلافا لكل صور المناورات العسكرية الاستعراضية، لكنه يفسر ايضا الحرص على الوصول إلى سلاح حقيقي.. وأقصد هنا النووي.

 

التهديدات الإيرانية.. وقاحة أم ضعف؟!
ناصر الصِرامي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة