ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Wednesday 25/01/2012/2012 Issue 14363

 14363 الاربعاء 02 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

الحبُّ من أهم المشاعر الإنسانية يمكن الإحساس به، لكن من الصعب وصفه بالكلمات، يدخل القلوب في كثير من الأحيان بلا أحم ولا دستور! فتأتي في معيته السعادة والبهجة ويضيء دهاليز القلوب الموحشة. بدونه تصبح الحياة قلقة تتعب من يعيشها! ونحن مجتمع لنا قلوب مثل سائر خلق الله، لكن بعضها عطشى لموارد الحب، وربما عطشت والماء بقربها! كما قال أحدهم (الماء بجنبي وأنا عطشان)! في بعض الأسر يفقد الحب صوته فهو صامت مستتر خلف العيب وقيم مزيفة نلصقها منذ الصغر بـ(الثقل) والعقل وعندما نكبر نجد أنفسنا وقد أصحبنا قوالب جامدة! لذلك فعندما قال أحد المطربين (سأعلن عليك الحب) كانت فعلاً جملة مناسبة لوصف حال مجتمع يكتم محبوه الحب بين أضلاعهم أو لم يتعلموا البوح به، في مجتمع لا يتقبل حتى أن يقول الرجل أنا أحب زوجتي، لذلك تعاني الزوجات من جفاف عاطفي ويعانيه أيضاً الرجال بسبب تربية أقفلت أبواب البوح حتى لأقرب الناس! في الغرب لا يكاد الزوج ينهي مكالمته الهاتفية لزوجته إلا ويقول لها أنني أحبك ويقولها أيضاً لأبنائه، لكن لو قالها أحدنا لزوجته وسمعه أحد أقربائه فربما رماه بنظرة تشي بأنه (راجل مش تمام) وأن ليس له هيبة أمام أم العيال!! وفي الغرب أيضاً قرأنا مؤخراً عن زوج سبعيني تعود منذ خمسين سنه أن يهدي لزوجته كل أسبوع باقة ورد! ترى أين تعلم هذا الرجل أن يبوح بحبه بهذه الطريقة المعبرة! والحب مشاعر يجب أن تعلن بين الزوجين، ولا يصح أن تكتم، فالنطق بكلمات الحب هي ترياق يزيد في عمر الحياة الزوجية طولاً وعرضاً، ويفتح لها بوابات بساتين الرومانسية التي تحتاجها القلوب التي إن صدئت أصبحت الحياة الزوجية باردة كبرودة جدران غرفنا الإسمنتية في عز المربعانية! ألم نكشف (سر) متابعة النساء وخاصة المتزوجات للمسلسلات التركية؟! السر ببساطة لما فيها من رومانسية طاغية وتخمة في عبارات الحب المتبادلة بين الزوجين! وهذا ما ينقص الزوجة إن تسمعه من زوجها الذي تعلم الكثير، إلا كيف يبوح بالحب لشريكة حياته. الخبر الجميل هو إن الحب أصبح بالإمكان أن يعطى كدروس يمكن حضورها، ففي بريدة عقدت دورة تعلم المقلبين على الزواج (مهارات الحب) وهذه الدورة من تنفيذ جمعية «أسرة للزواج والرعاية الأسرية» بعنوان «حتى يكون العسل دهراً لا شهراً» الدورة تركز على كيفية التعامل مع الزوجة من الجانب الشرعي والجانب الاجتماعي، بل إنها تستعرض المهارات الأساسية في تنمة (الحب) بين الزوجين، والحقوق والواجبات وطرق استيعاب المشاكل واحتوائها ومهارات التعامل مع الزوجة وفهم نفسيتها. وهذا لعمري يحتاجه كل مقبل على الزواج، بل إن هذه الدورة الرومانسية يفترض أن تعطى لكل زوجين مهما كانت أعمارهما يعني بـ(أثر رجعي)، فربما وجدا في تعاطي كلمات الحب وهداياه ما يدفئ القلوب ويزيح عنها صدأ الأيام! دروات الحب مهمة وهي تتيح فهم المقبلين على الحياة الزوجية لبعضهما وكيفية مواجهة الحياة وصعابها بالحب والتضحية، وأن يتنازل كل طرف للآخر ولن يكون ذلك إلا إذا وقفا سوياً على منصة الحب.. أيّها المتزوجون تعلموا الحب أعلنوه، فـ(بإعلانه) تكون الحياة زاهية الألوان وتصبح أجمل وألذ كما قال سيد الشعر أبو الطيب المتنبي.

الحب ما منع الكلام الألسنا

وألذّ شكوى عاشقٍ ما (أعلنا)

alhoshanei@hotmail.com
 

بريدة تعلن الحب..!
فهد الحوشاني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة