ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Saturday 28/01/2012/2012 Issue 14366

 14366 السبت 05 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

حين يعيينا الهوى يحتوينا الغوى، وعندما نتيهُ في البيد نفتش عن الحدود، وبينما تتوارى البسمة نلتمسها في ضوء نجمة وظل خيمة وعبير نسمة.

* كذا تحكم الحياةُ ببدائلَ تُرضي من لا يوقفه حائطٌ مسدود، ومن لا يعبأ بالطرق الملتفة حوله أو المتفرعة عنه، وربما كانت علامة «الوقوف الإجباريّ» خيرًا لصاحبها لو قرأها بعين الممكن وغلّب نزعةَ الرضا.

* وبمثالٍ ملموس؛ فإن العمر محطة توقفٍ مهمةٌ لمن وعى دلالاته؛ فالضعفُ نعمةٌ إلهيةٌ تقي «المُسنّ» من العثار البدني والأخلاقي، وهو إنذارٌ لتعديل مائله وتصحيح مساره، وتوهم غير ذلك بتزييف الرقم أو استشراف القدرة بدواءٍ وادعاء. دورانٌ حول الدرب وتناقضٌ مع مشيئةِ الرب، وفي الأثر «أعذر الله إلى امرئٍ أخَّر أجلَه حتى بلغ ستين سنة».

* الستون - إذن - نقطة تحول إجباريةٌ لمن ظن الطريق مستقيمًا أمامه، والبدائلُ إيحاءٌ أخيرٌ له بنقطة وقوف أو جدار يقظة، وكما يجيء البديلُ خروجًا من الطريق السريعة نحو طرق فرعية فهو كذلك بحث عن طرقٍ عريضة احتماءً من وحشة المسالك المقبلةِ المقفرة.

* والمتغيراتُ السياسية والتقنية عمرٌ متجددٌ، يوحي بنصوصٍ تتخلقُ، لا يعيها ناقدُ «قفا نبكِ»ولا «سلوا كؤوس الطلا» ولا حتى «هل عربٌ أنتم»، فضلاً عن إعلام «يونس بحري وأحمد سعيد»، ومن كان رمزه خطابًا حماسيًّا ومقالاً ناريًّا (ائتلاف السياسي والمثقف) فقد ولى زمنهما بما فيه وما عليه لتناثرِ نجومٍ جديدة بديلةٍ للشمس والقمر.

* كان يمكن للواقع أن يكون أجمل لو تجاوزنا نقد المُعيّن نحو نقد الظاهرة، وتخلصنا من محاكمة النوايا والخبايا، وقرأنا الوقائع، ونفينا الرغبات المكبوتةَ والمفلوتة، واستعذنا من الشماتة والتشفي والاحتدام الموصل إلى التهييج وتكريس ثقافة القطيع التي يسير أدناها كيفما اتجه أولها؛ وهو ما جعل السمة الغالبةَ على أنماطنا التفكيرية الشكَّ والتوترَ وتصديق الشائعة وبلوغ النهاية في أول الطريق.

* التخلص من الأتباع والمنتفعين وتقويم التجربة بوعيٍ وجرأة بديلان لمن شاء الانتقال من التفاعل والانفعال إلى الفعل، وليس خافيًا تأثر بعض كبارنا وكثيرٍ من صغارنا بالتدافعِ، يخلقه الاندفاع؛ فتضطربُ الأحكام والأفهام.

* لا طريقَ واحدةً تمتلك المعبر والمحشر معًا، وحين يسمو الهدف فوق الذات فإن طرقًا كثيرةً تستطيع احتواء خطواتنا وتكفير خطايانا، وتائهٌ من يستكبرُ عن التوبة حين يجد لها بابًا يسعُ جهلَه وفوقيتَه وحَيدته عن الحقيقة التي لا تعترف بأبٍ أوحد.

* «الستون» محطةٌ تسبقها محطات للمراجعة والتراجع، والسياسيُّ الذي يردُّ مظالم الناس قبل أن يأويَ إلى مهجعه هو المثقفُ والتاجر والقاضي والمتنفذ الذين يستترون من تعديهم بالإقلاع عنها ورد الحقوق لذويها، وبذا تتوازى خطوط السُّلطة العرفيةِ والرسمية.

* الاعترافُ معرفة.

ibrturkia@gmail.com
t :@abohtoon
 

الالتفاف
د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة