ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Wednesday 01/02/2012/2012 Issue 14370

 14370 الاربعاء 09 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

عندما يرحل الطيبون!
ناصر عبدالله السهلي

رجوع

 

لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار سبحان القائل في محكم التنزيل كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ (آل عمران: 185) وهو القائل اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (الزمر: 42).

ولولا إيماننا بالله سبحانه وأن هذه هي الحياة الدنيا دار ممر وليست دار مقر لظل التساؤل قائماً لماذا الطيبون فقط هم أوائل من يغادرنا للحياة الآخرة؟ لماذا الطيبون فقط نفتقدهم سريعاً لطارئ فجائي ألم بهم ولم يمهلهم طويلا؟

لقد تلقيت خبر وفاة الأستاذ محمد عبد الرحمن العمر كغيري من الناس دون مقدمات بعد أن عاش ذكره الطيب بيننا، قدم خلال حياته - رحمه الله - كل معاني الإخاء والمودة والمحبة والوفاء والنبل والأخلاق الحميدة مع من عرفه وتعامل معه، لقد بكتك أبا عبد الرحمن الشهامة والمروءة والذكر الحسن، لقد كانت الجموع التي اصطفت في الجامع وحملتك مشياً على الأقدام لتشييعك ومواراتك الثرى خير شاهد على ما قدمته في حياتك من أعمال صالحة ندعو الله لك أن تجدها أمامك.

وفي الأحاديث الشريفة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال «ان من أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله». وقال «إن من خياركم أحسنكم أخلاقا». وقال عليه أفضل الصلاة والسلام «البر حسن الخلق, والإثم ما حاك في صدرك وكرهت ان يطلع عليه الناس» وقال «إن من أحبكم وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا». وقال - صلى الله عليه وسلم - «ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن».

وكما ورد في الأثر «الخلق الحسن يذيب الخطايا كما يذيب الماء الجليد, والخلق السوء يفسد العمل كما يفسد الخل العسل».

هنيئاً لك حسن الخلق أبا عبد الرحمن.. هنيئاً لك جوار سيد المرسلين - بإذن الله - فنحن شهود الله في أرضه نشهد أنك أحسنت الخلق والأخلاق في تعاملاتك مع الناس، نشهد أننا أحببناك في الله ونسأل الله لك الرحمة والعفو والمغفرة وأن يجمعنا بكم في جنات النعيم وجميع موتى المسلمين. ولا أجد ما تبوح الذاكرة بأجمل مما سطره الأديب الجواهري ذات فقد إذ قال:

في ذمة الله ما ألقى وما أجدُ

أهذه صخرةٌ أم هذه كبدُ

قد يقتل الحزن من أحبابه

بعدوا عنه فكيف بمن أحبابه فقدوا

تجري على رسلها الدنيا ويتبعها

رأي لتعليم مجراها ومعتقد

أعيا الفلاسفة الأحرار جهلهم

ماذا يخبي لهم في دفتيه غد

طال التمحل واعتاست حلولهم

وما تزال على ما كانت العقد

ليت الحياة وليت الموت منصفة

فلا الشباب ابن عشرين ولا لدد

ولا الفتاة بريعان الصبا قصفت

ولا العجوز على الكفين تعتمد

ناجيت قبرك استوحي غياهبه

عن حال غيث عليه معجل يفد

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة