ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Wednesday 01/02/2012/2012 Issue 14370

 14370 الاربعاء 09 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

وماتت طيبة القلب.. أمي
أحمد الأحمري أبو موسى

رجوع

 

قال الله تعالى في محكم كتابه كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ ، وقال تبارك وتعالى: يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ، فجعت في تمام الساعة الرابعة وخمسة وأربعين دقيقة من فجر يوم الأحد التاسع من الشهر المحرم 1433هـ باتصال من أحد إخواني يقول (عظّم الله أجرك في والدتنا) فماذا عساني أن أقول، لا أقول إلا ما يرضي ربنا عزَّ وجلَّ {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} ونحن مؤمنين بقضاء الله وقدره وهذه سنة الحياة أسأل ربي أن يسكنها فسيح جناته وأن يجزيها عنا خير الجزاء، لقد فارقت طيبة القلب هذه الدنيا وكل من يعرفها راضٍ عنها، فأسأل الله أن يرضى عنها برضاه. صحيح أن كل له أم وكلاً يحب أمه ويمجدها ولكن أمي تختلف عن كل الأمهات، والله إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع على فراقك أمي ولعلي أن أذكر قليلاً من كثير من مآثرها - طيّب الله ثراها - لقد ماتت طيبة القلب التي والله إنها تمتنع عن الأكل وهي في أتم صحتها حتى تقول هل أكلت أنت؟ إنها الأم الحنون التي تسأل عن كبيرنا وصغيرنا ولعلي أذكر من مواقفها التي لا تنسى، أسأل الله أن يغفر لها، أننا ولله الحمد نشأنا في بيت دين طيب ولله الحمد ولكن الأحوال يعلم بها الله عزَّ وجلَّ.

وفي ذات مرة كانت غفر الله لها حاملاً ووضعت توأماً ولداً وبنتاً، ومن شدة الجوع والألم ربطت على بطنها بحزام وتحته حجر وأخذت قربة الماء وذهبت إلى عين ماء مخصصة للسقي، وعند زيارتي لها في مستشفى عسير المركزي وكانت متعبة جداً طيّب الله ثراها كانت ترفع رأسها وتسأل حتى عن الأطفال، وكانت رحمها الله وهذا الموقف لن أنساه أبداً وهو عند رجوعي للرياض بعد أن أقمت معها إجازة عيد الأضحى في مستشفى عسير اتصلت فيها وكلمتني بهذه العبارات من فمها الطاهر، هل وصلتم الرياض وطيبين؟ فلما أبلغتها أننا وصلنا ونحن بخير حمدت الله عزَّ وجلَّ ثم دخلت في غيبوبة وأصابها ما أصابها من المرض ما الله به عليم حتى انتقلت إلى أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين، فأسأل الله أن يأجرنا في هذا المصاب الجلل فما بعد فراق الأب ثم الأم والله بمصيبة أعظم وأدهى من هذا الفراق، لكن أسأل الله أن يجمعني بهم في جنات النعيم إنه القادر على ذلك والحمد لله رب العالمين.

- محايل عسير

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة