ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Thursday 02/02/2012/2012 Issue 14371

 14371 الخميس 10 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

من يتابع الأحداث الجارية في شرق المملكة، وتحديداً في محافظة «القطيف» وضواحيها، منذ بداية أحداث البحرين، أو ما يُسمى بثورة 14 فبراير، فسيجد خيوطاً متشابكة بين ما يحدث هنا وهناك. ولتكتمل الصورة فإن ما يحدث في سوريا وما يخرج من تصريحات إيرانية، وتصريحات على لسان حزب الله، فلن يجد أي ثغرة عند تحليل الأحداث، لأنها عبارة عن حلقة مترابطة ومتسلسلة مع بعضها البعض، وإن كانت أعمال العنف التي خرجت من «العوامية» في أكتوبر من العام الماضي، فهي لم تكن مفاجئة، خصوصاً لمن يتابع التحركات في تلك المنطقة وتزامنها مع ما يحدث في البحرين.

وتشاء الصدف، أن يتم الحراك الإرهابي في منطقة القطيف، ومملكة البحرين هذا الأسبوع، باتجاه هدف معين هو «رجال الأمن»، وتُطلق نيران الأسلحة تجاه من يقفون تحت لهيب الشمس الحارقة، ووسط رياح البرد الصحراوي القارس، لحفظ الأمن، فلا يجدوا جزاءً من بني جلدتهم إلا القتل والاعتداء وإشعال النيران! وسبحان الله، نفس الأحداث حصلت في البحرين وكأن من قام بهذه الأعمال في القطيف لا يعلم شيئاً عما يحدث في البحرين، وكأن التعليمات التي وردت إلى العناصر البحرينية -الإرهابية- لم تكن نفس التعليمات التي وردت إلى العناصر الإرهابية -القطيفية- بصراحة، تزامن عجيب بين الحدثين، وكأنه تعبيراً للرد عما يُدار في الجامعة العربية تجاه النظام السوري، وكأنه رد على موقف المملكتين وبقية دول الخليج المؤازر للشعب السوري. أو هكذا يُخيل لي!

وبعد هذا، ومع ما يحدث من إرهاب وترويع وتخويف لسكان المنطقة ولكل المواطنين نجد من يخرج ويغضب ويتهم كل من يرفض هذه الأعمال الإجرامية، بأنه «طائفي» وحصل هذا، ولا زال يحصل! مع العلم، أنني لم أرَ بياناً رسمياً يصدر للتعريف ولإدانة الأعمال الإرهابية، بتحفظ ومداراة -خواطر- كالذي قرأته في الأحداث -القطيفية- الأخيرة، ومع ذلك فإن الاتهامات جاهزة، للبيانات الرسمية، وللصحافة، وللمواطنين، ولكل من يرفض ويدين هذه الجرائم، والرشق بالطائفية هو الأسهل حسب الخطط المرسومة -المبعوثة- من الخارج!

إن هذه الإدانة التي أكتبها في هذا المقال، والتي كتب مثلها زميلاتي وزملائي، ورددها كل مواطني هذا البلد، هي إدانة ضد «سلوك» وضد «تصرفات»، وليست إدانة ضد «طائفة» أو «منطقة»، فنحن هنا ولله الحمد، لا نعرف التمييز بين الطوائف ولا المناطق، لكننا تعلمنا التمييز ضد الأعمال الإرهابية، وضد كل من يريد أن يزرع الفتنة والخراب في بلادنا الآمنة، لذا أتمنى من كل من يخرج ويُلقي بالتُهم جزافاً، خصوصاً أن مواقع الإنترنت هي أرض خصبة ومساحة مفتوحة لمن يكتب الخير أو الشر، أن يجيبني قبل أن يرجمني بأي تهمة.. هل ما حصل في البحرين والسعودية من أعمال تخريب واعتداءات على رجال الأمن، هذا الأسبوع، هو من باب الصدفة؟ لن أرجع بتاريخ الجراح بعيداً، فقط أسأل عن هذا الأسبوع؟ أما حكاية الـ9 المقبوض عليهم بالجرم المشهود، فليس بغريب أن نقرأ من تلك الأقلام -الإنترنتية- إياها، أن الأوكار التي يختبؤون فيها لإدارة الجرائم، والأسلحة التي بحوزتهم كلها خيالية ظهرت لنا بسبب الطائفية!

إن هذه التهم، ومحاولة بثها وتثبيتها في أذهان البعض، أراها بمثابة نذير لاحتقان طائفي يسعى له بعض الوشاة، لأهداف لا تخدمنا إنما هي برامج تم وضعها من قِبل أعداءنا وتُدار بأصابع داخلية وخارجية لزرع الفوضى، وحقن النفوس، وفتح فجوة مصطنعة لا أساس لها. بالنهاية كلنا أبناء وطن واحد، والمواطن لا يعنيه إلا الأمان، أما الاختلافات الدينية والمذهبية فهي من سنن الحياة، وعشنا معها وتعايشنا، فالوطن لا يريد إلا مواطن يبنيه لأجله ولأجل أبنائه، أما تلك الصراعات التي وفدت من أبواب النار، فإنها زراعة لمواد احتقان ببذور وهمية!

www.salmogren.net
 

مطر الكلمات
الاحتقان القطيفي
سمر المقرن

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة