ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Thursday 02/02/2012/2012 Issue 14371

 14371 الخميس 10 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

تقدير لا قدر
بمناسبة تكريم فضيلة الشيخ حمود بن عبدالعزيز الفايز

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لا أكتمكم القول، إن هذا المركز ظل لأكثر من عام، وهو يبحث عن أسلوب يستطيع بواسطته أن يكرّم فضيلته، دون أن يجرح مبدأ ظل مذ عرفناه جزءاً من شخصيّته وتكوينه، فهو في عداءٍ مزمن مع الأضواء، وهو في خطٍ معاكس مع كلمات الإطراء قيلت أمامه أو خلفه، فجاءت هذه المناسبة التي سمعنا فيها من زميلينا خلاصة تجربتهما مع عملهما الجديد في عامهما الأول، ليذهب إليه مضيفنا الدكتور زياد في منزله، ويقول له: يا أبا فيصل، إن قبولك الدرع هو تكريم لنا نحن، قبل أن يكون قدراً لك.

في عالم اليوم، أناس نعرفهم بسيماهم، يعزفون عن البهرجة، فلا تستطيع الأضواء العثور عليهم ولو حرِصَت، وآخرون لا يتزاور الوهج عنهم ذات اليمين أو يُقرِضُهم ذات الشِمال، لأنهم يتجاذبونه إلى أنفسهم وعلى ذواتهم بالقوة، والشخصية المكرّمة بالحيلة هذه الليلة، من عجينة متوارية، لا يجيد فن تصدّر المجلس، وهو لا يحيد عن الظهور فحسب، لكنه يشقى به، يتعبه لأنه ضد ميوله وقناعاته.

هل رأيتم شخصيّةً في قدره وعلمه وتاريخه، لا تختزن قواعد المعلومات عنه سوى رؤوس أقلام؛ تاريخِ ميلاده الذي لا يخفيه، وبلدة المذنب التي ولد فيها وقرية الفرعة التي احتضنته، وأنه درس في معهد شقراء، و درّس في معهد المجمعة وفي كلية الشريعة، وأن رسالته في الماجستير من المعهد العالي للقضاء كانت بحثاً عن الأسرة في الإسلام، وعن عضوية مجلس الشورى ورئاسة ديوان المظالم.

أما المقابلات الصحفية والإذاعية والتلفزيونية، فهي أصلاً خارجة عن قاموسه، والمشاركة باللجان والمؤتمرات والرحلات والندوات، فهي عنده، قلّت أو كثرت، ليست مما يلائم قلم الضبط والتدوين في سيرته الذاتية، المعدودة الكلمات أصلاً.

عرفناه في مجلس الشورى، وفي السفر والرحلات، وفي ممارسة هواية المشي، وفي جلسات السمر الوقورة، وعلى مستوى العلاقات الأخوية واللقاءات الاجتماعية والجانبية، فوجدناه في كل موقع ومناسبة، تزداد المعرفة به وثوقاً، والمحبة عمقاً، والمنزلة احتراماً ورفعة وإجلالاً، وما وجدناه في يوم مدّعياً بعلمه، أو بازّاً بأهليّته، أو متعلّياً بمكانته الإدارية، أو حتى متقدّماً لإمامة الصلاة على غيره، ذلك أنه خرّيج مدرسة، لا يسجَّل فيها إلا الندرة من الرجال الأشداء على أنفسهم، ليست للفقه ولا للعلوم ولا للفلسفة، بل هي مدرسة الأخلاق، وأكرم بها من أكاديمية، وأعظم به من تخصص ودبلوم امتياز.

أعلم أنه ينحدر من بيت لا يخلو من قول الشعر، نبطيّه وفصيحه، بدءاً من والده رحمه الله، مروراً به وبأخيه، فما وجدناه يوماً ينشره أو يرويه، أو حتى يعترف به، وكنت تمنّيت أن أسمعكم شيئاً من مرثيّته المؤثرة بوالده، فما وجدت إلى ذلك من سبيل.

والليلة حينما يكرّم مركز الرحمانية الثقافي شيخنا الفاضل، الذي درس على عبدالله بن حميد وعبدالعزيز بن باز وصالح الحصيّن ونهل من زهدهم، فإنما نكرّم في شخصه القيَم والعلمَ ولين الجانب، نكرّم شخصاً يكرّس وقته ما استطاع لإصلاح ذات البين، شخصاً عَرف فيه أقرانه في المذنب والفرعة وشقراء رمزاً لعصامية جيله، في المشي حفاةً مسافات من الكيلومترات طلباً للعلم، شخصاً تصدّر قائمة المتفوّقين الناجحين من دفعته في معهد شقراء وفي المعهد العالي للقضاء، شخصاً نرى فيه نموذجاً لتواضع العلماء الكبار، ومثالاً يحتذى للواثقين من أنفسهم، وقدوةً لذوي الأنفس العزيزة، وفقيهاً يذكّرنا بمذهب شيخه الراحل محمد بن جبير، وهنا أؤكد باسم زملائي، كم نحن مع أخينا د. زياد نشعر أن قبوله لدرعه الصغير هو تقدير لنا جميعاً قبل أن يكون قدراً له.

والسلام عليكم.

عبدالرحمن الشبيلي

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة