ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Thursday 02/02/2012/2012 Issue 14371

 14371 الخميس 10 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

زراعة القمح بين الازدهار والانحسار
عايض بن غازي الثبيتي(*)

رجوع

 

بدأت زراعة القمح الحقيقية منذ ثلاثين عاماً وصرفت الدولة عليها وعلى مجالات أخر كثر من37 مليارا من الريالات قروضاً و أكثر من 15 مليارا إعانات زراعية، وصرف المزارعون ثلث هذا المبلغ تقريبا وبذلك تحولت صحارينا مروجا خضراء ومزارع فيحاء وجنان غناء، نشأ على غرارها أرياف - مدن - قرى - هجر -تجمعات سكانية - مدارس - مصحات - خدمات كثيرة - شركات زراعية - مصنعة ومستوردة؛ حيث أنتج هذا الشعب غذاء الإنسان وأهمه القمح، ونالت المملكة الجائزة العالمية للغذاء، تم ذلك بتشجيع من الدولة وبدعم سخي. فمنذ عشر سنوات تقريبا خفض شراء القمح إلى ريال لكيلو وارتفعت تكلفة الإنتاج إلى 300%.

ووضعت وزارة الزراعة خطة ثماني سنوات تنهي بها زراعة القمح، لماذا القمح بالذات ؟ وهو المحصول الرئيسي الوحيد الذي تنتجه مزارع المملكة بجودة عالية ؟ وهو مصدر رزق جزء من هذا الشعب الذي اتجه لهذه المهنة واستقر في هذه الأرياف والقرى والهجر وشيد المباني ووضعت له الخدمات الحكومية، إذا منع المزارع من مصدر رزقه الذي هو سبب استقراره في هذا الأماكن: كيف يعيش وينفق على أسرته ؟ وأين سيذهب ؟ وهل يهاجر إلى المدن والعواصم التي تعاني من الاختناق السكاني؟ وكيف يتحمل الديون التي يسعى الى استثمارها وهو مطالب بسدادها ؟!

أن ادعاء إن القمح هو سبب شح المياه لا حقيقة له ولو أكده بعض المسئولين، كما إننا لا نومن بأن عندنا (أكثر من النيل سبع مرات ويكفي لخمسمائة عام) ولو أكده الجيولوجيون لأن التجربة الزراعية الماضية اعطت المزارع خبرة ومعرفة واقعية يجب الاخذ بها وان يكون هو مصدرها لا كما يقول المتشائمون والمخمنون فالمياه الجوفيه تعوض ولله الحمد، ولقد ارتفع مستوى الماء الثابت بعد التشغيل إلى حوالي 20 مترا أو أكثر من ذلك، وذلك بعد التخفيف من الاستنزاف الجائر للمياه ومن كان عنده شك فيما اقول فليزر مزارع القرنة وساجر وشقراء، وانا فلاح وكنت مسؤولا عن منح القروض ومتابعتها بعدد من المواقع والمحافظات، وتأكد عندي من خلال خبرة أربعة وثلاثين عاماً في هذا القطاع منذ بدايات الطفرة الزراعية حتى انحسارها أن المياه الجوفية في المناطق والمحافظات التي كنت اشرف على مزارعها قد ارتفعت ولله الحمد عدا مزارع الأعلاف فهذه لها شأن آخر.

ونتساءل: هل القمح يستهلك ماء كالأعلاف؟ القمح مدته لا تتجاوز مئة يوم وعمق جذوره في التربة 10 سم ويزرع بالشتاء وعملية النتح او التبخير محدودة جدا، ويوافق موسم الامطار، وقد يمر على المزارع أيام بدون تشغيل والدونم من القمح يكفيه2 جالون من الماء فقط وهو غذاء للإنسان والحيوان وتستطيع الصوامع أن تتحكم في انتاجه حسب الحاجة، واذا شجع المزارع على زراعة هذا المحصول الهام جدا فسوف يعدل عن زراعة الأعلاف التي تستنزف المياه في أحر أيام القيظ وشدته لمدة لا تقل عن 260 يوما وتقصر العمر الافتراضي من مداته وتتلفها وعملية التبخير شديدة أيضاً، وهو يحتاج إلى مياه كثيرة حيث تنزل الجذور إلى أكثر من 40 سم، ولا يستطيع أحد منع المزارعين من زراعته ولو عملت الكثير من البدائل إلا إذا شجع المزارع على زراعة القمح، كما أن كثيرا من مزارع المملكة مياهها غير صالحة للشرب وصالحة للزراعة فقط، فلماذا لايستفاد منها في زراعة هذا الغذاء للإنسان والحيوان ؟

أقول لمن يعنيهم الأمر، وأنا على يقين أن حبهم لوطنهم يملك شغاف قلوبهم، استدركوا ما بقى من البنية التحتية لهذا القطاع الهام الذي كم استهلك من الجهد والمال والعرق في بنائه وانشائه. ويجب ان اردنا الامن المائي ان نمتثل لقوله تعالى (ءانتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون) الآية.. وقوله تعالى {وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ} الآية.

هذا هو واقع الزراعة في بلادنا الحبيبة ومن المؤمل من المسئولون الوقف ميدانيا على الزراعة لمعرفة الوضع الحقيقي لها لاتحاذ القرار المناسب وعند صياغة القرار الصائب فيجب أن يكون من الميدان الزراعي. ومن كان في شك مما أقول فلينظر ما بين القصيم وحائل وما بين شقراء وساجر ومناطق كثيرة من بلادنا سيرى في كل اتجاه مزارع ذات مساحات كبيرة بكامل أجهزتها تركت خاوية على عروشها بلا راع ولا رقيب. انه أمر يؤسف له ويحز في النفس، انه ثروة بلادي: فهل من منقذ قبل فوات الاوان؟!

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.

(*) رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية بالداهنة ومدير البنك الزراعي بمحافظة شقراء سابقا

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة