ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Sunday 05/02/2012/2012 Issue 14374

 14374 الأحد 13 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

تأتي عناية المملكة العربية السعودية بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله، امتدادا لما عليه قادة هذه البلاد، من العناية بأمر الحسبة، وجعلها شعارا تُعرف به، ووساما تفخر به.

وذلك منذ أن أمر مؤسس هذه البلاد، الشيخ عبد العزيز بن عبد اللطيف آل الشيخ رحمه الله، بتأسيس هيئات الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر. وإلى يومنا هذا، يسعى قادة هذه البلاد إلى إقامة أركان الدين، ومدافعة المنكرات، والبدع، ونشر شعيرة الاحتساب، الذي هو مصدر خيرية الأمة.

ومن نعم الله على هذه البلاد وجود جهاز الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، كأحد أجهزة الدولة الرسمية، والقيام على رعايتها له؛ لإقامة فريضة الاحتساب. وإذا كان هدف الجميع الارتقاء بالمجتمع، والمحافظة على أمنه وسلامته، فإن أحدًا لا يستطيع أن يُغفل، أو يُنكر حجم الأرقام الكبيرة من انحرافات سلوكية، أو جرائم أخلاقية، تم حماية المجتمع منها عن طريق هذا الجهاز، كونه يعمل على سبيل تحقيق الإصلاح؛ لتحقيق الوعد الإلهي بالبقاء، والتمكين، ودفع العقوبات، وجلب الرحمات. ولا عجب حينئذ أن نصف هذا الجهاز بأنه: صمام الأمان، وضمير المجتمع، ومرآته الصادقة.

أعلم أن البعض ممن يُمثل جهاز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد يُسيء إليه عن حسن نيّة، وهو ما تقتضيه طبيعة العمل البشري، لكن دون تضخيم الأخطاء، مع ضرورة التفريق بين نقد التصرفات الخاطئة، وبين نقد الشعيرة ذاتها، وهو ما عناه أمير منطقة مكة الأمير خالد الفيصل، بقوله: «ربما كان هناك أعمال وردت من بعض الأفراد، ولكن يجب ألا تعمم». ولذا قد يفتقد البعض منهم إلى الأسلوب اللبق في النصح أو التوجيه، مما يستدعي التأكيد على ضرورة تحسين مستوى أداء أفراد الجهاز، وتأهيلهم من الناحية الفنية، ومساعدتهم في تقديم النصح، والتغيير في وسائل التوجيه، والضبط للسلوك، دون تغيير المبدأ، إضافة إلى تزويدهم بعناصر مؤهلة من الناحية العلمية والميدانية -، تتمتع بأسلوب يجمع بين الحكمة في إقناع الآخر، والالتزام بأوامر الشرع ونواهيه، والذي يُعتبر جزءاً من الدور المنشود ؛ للمزيد من الإصلاح، والتطوير.

من جانب آخر فإن جهازي الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والإعلام، كلاهما له دوره المكمل للآخر في إصلاح المجتمع. والتفاعل بينهما إيجابًا، باعتباره جزءاً من الشراكة في إيصال رسالة واضحة؛ لخدمة المجتمع، وردم الهوّة، وتقريب وجهات النظر، وفق آلية علمية محايدة، تتمثل في شد أزر الآمرين بالمعروف، والناهين عن المنكر، ونشر فضائلهم، وتقريب جهودهم، والعمل على نشر شعيرة الاحتساب ضمن المنظومة الرسمية؛ ليكون الجميع مصدر أمن واستقرار.

بقي أن أشير إلى أننا استقبلنا هذه الأيام الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ، وهو من الشخصيات العلمية المرموقة؛ ليكون خلفا للشيخ عبد العزيز الحمين، واستلام دفة قيادة الهيئات. وكلنا تفاؤل بتطبيق خطة إستراتيجية للرئاسة العامة للهيئات، ونقلها من حيز التنظير إلى عالم الواقع؛ من أجل الإسهام بمستوى الخدمة المدنية؛ ولتكون محققة للآمال. ومن ذلك على سبيل المثال: ضبط أدوات العمل الميداني، ومنع المتعاونين من أداء أعمال الهيئة. مع ضرورة التأكيد على حسن التعامل مع المواطنين، والمقيمين بالرفق واللين.

drsasq@gmail.com
 

الهيئة.. مشروع إصلاح ومنهاج تغيير!
د.سعد بن عبدالقادر القويعي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة