ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Monday 06/02/2012/2012 Issue 14375

 14375 الأثنين 14 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

من النادر أن تقابل أمريكياً دون أن يتحفك بفخره بالانتماء للعالم الحر، ولذا يتردد صدى هذا الفخر حتى في الأغاني، فما زلنا نتذكّر أغنية «فخور أنني أمريكي»، التي صدح بها الفنان لي قرينوود أيام حرب تحرير الكويت، وحينها انتشرت مثل النار في الهشيم، فلا تكاد تذهب إلى مكان عام إلا وتسمع تلك الأغنية حتى لتخال حينها أن رحى الحرب كانت تدور داخل الولايات المتحدة، لا بالعراق! هذا العالم الحر جعل الإنسان الغربي محل اهتمام وتقدير أينما حلَّ وارتحل، ولمَ لا، فوثيقة السفر الأمريكية تقرأ: «حامل هذه الوثيقة تحت الحماية الأمريكية فوق أي أرض وتحت أي سماء»، ولذا تحرص كل دول العالم على أن لا يمسه أي مكروه مهما دنا شأنه. الغريب أن هذا الإنسان الحر تتلاعب بمشاعره قوى الضغط عبر الإعلام شبه المؤدلج، فيتخذ السياسي الواقع تحت تأثير تلك القوى كثيراً من القرارات التي تضر بمصالح الولايات المتحدة نفسها في كثير من الأحيان، وقد سبق أن قال الإعلامي المحافظ والكاتب الشهير باتريك بوكانن: «إن مبنى الكابيتول في واشنطن دي سي- أي الكونجرس- أرض أمريكية تحتلها إسرائيل، وهو لم يقل ذلك إلا بعد أن وقفت ايباك ضد ترشحه للرئاسة الأمريكية في 1992، وحاربته حتى فقد كل أمل، مع أنه مثقف قدير، ومؤهل، إلا أن عيبه الوحيد هو أنه يحرص على مصالح بلده أكثر من اللازم! هذا العالم الحر، الذي لا ننكر اهتمامه بحقوق الإنسان والقيم الإنسانية عموماً، يكيل بموازين مختلفة عطفاً على من يكون هذا «الإنسان»، فمادلين أولبرايت وزيرة الخارجية في عهد الرئيس كلينتون، والتي قالت «إن موت نصف مليون طفل عراقي نتيجة للحصار هو ثمن غير سيئ لتحرير العراق»، هي نفسها التي كفكفت دموعها وتحدثت بحسرة عندما هاجم مختل مدرسة ثانوية بمدينة لوس انجلوس وقتل أربعة أطفال أمريكيين! وهذا الميزان المختل للقيم هو الذي جعل سياسياً محترماً من وزن كولين باول وزير الدفاع في عهد بوش الابن يعرض خرائطه التي تبيّن مواقع أسلحة الدمار الشامل في العراق على مجلس الأمن في عام 2003، مع أنه اعترف لاحقاً بعدم صحة تلك الوثائق التي اعتمدوا عليها عند ضرب العراق ذلك العام. الآن، هناك اختلال في موازين القيم فيما يتعلّق بالثورات العربية، فمجلس الأمن الذي أصدر تفويضاً للناتو لضرب ليبيا خلال وقت وجيز، يتردد - منذ أشهر طويلة- في استصدار قرار دون ذلك فيما يتعلّق بسوريا، لأن من أراد سقوط نظام القذفي لا يرغب في سقوط النظام السوري، هكذا يبدو الأمر مهما حاولنا تجميله.

وختاماً، فليتردد مجلس الأمن كما يشاء، ولكن على الغرب أن يدرك أن السوريين الذين ضحوا بالأرواح وتكبدوا خسائر جسيمة منذ ما يقرب العام لن يستكينوا لنظام مجرم مهما كلّف الأمر.

فاصلة:

«وقبرُ خالدَ في حمصٍ نلامسهُ..

فيرجف القبر من زواره غضبا..

يا رب حي رخام القبر مسكنه..

ورب ميت على أقدامه انتصبا..

يا ابن الوليد ألا سيفاً تؤجره..

فكل أسيافنا قد أصبح حطبا»..

وأقول: لقد تغيَّر الحال بعدك يا نزار فليتك حيَّاً لترى أحرار الشام.

ahmad.alfarraj@hotmail.com
تويتر @alfarraj2
 

بعد آخر
العالم الحر!
د. أحمد الفراج

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة