ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Tuesday 07/02/2012/2012 Issue 14376

 14376 الثلاثاء 15 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

شـهـادات حسن السيرة والسلوك التي تصدرها الثانويات العامة لخريجها جميعاً بلا استثناء إلا ما ندر والنادر لا حكم له، ومع ذلك ما زالت تمنح وتطلبها الجامعات مع أوراق التقديم، مع أنها تحصيل حاصل!

الإجازات المرضية ذات اليوم الواحد خاصة أيام الامتحانات التي يمكن للمستوصفات الخاصة إصدارها فضلاً عن المستشفيات الخاصة والحكومية والوحدات الصحية!

التزكيات والشفاعات ذات العلاقة بالجهات الحكومية، والحكم على الأشخاص بسلامة المنهج والجدية في الأداء وحسن الخلق والالتزام بالعمل وجودة العطاء الوطني الصحيح، مع أن المعرفة بهذا الشخص أو ذاك ربما تكون قصيرة أو أنها جاءت معنعنة عن فلان عن فلان أن فلاناً قال بأن «س» من الناس يعد عندي من أهل الصلاح والثقة وعرف عنه الوسطية والعقل والولاء للوطن، ويطلب التزكية منك عند المسئول الذي يثق بك «واسطة تحت ستار الشفاعة مع الإحراج».

الشهادة بأنه من جماعة المسجد، ويؤدي الصلاة في وقتها حتى يتسنى لهذا الشخص إرفاق هذه الشهادة مع الأوراق التي يتقدَّم بها للزواج من الخارج أو ما إلى ذلك.

التوقيع مع جماعة المسجد في الورقة التي تثبت للشئون الإسلامية رضا الجماعة بهذا الشخص ليكون لهم إماماً أو مؤذناً أو خادماً يقوم على نظافة مسجدهم والعناية به، مع أنك تعلّم مسبقاً أنه لن يلتزم بأداء المهام الموكلة له بناءً على طبيعة الوظيفة المتقدم لشغلها وبعد بيته عن المسجد وما إلى ذلك.

تزكية الشهود في دائرة العدل أو عند القضاء، «بس أبيك تزكي.. ما هي شهادة « مع أنك قد لا تعرف الشهود، وإنما صادفك صاحب الطلب الذي جاء بالشهود وأنت ستزكي ثقة منك به.

الكتابة عن «س» من الناس لأهل البذل والخير والعطاء وشرح حاله التي قد لا تكون معلومة بشكل كامل لك أنت كاتب هذه العريضة، فأنت مع أنك في الأصل محتسب تطلب ما عند الله وتبحث عن الخير إلا أن فعلك هذا قد يضر من حيث لا تعلم.. وخصوصاً أن غالب هذه العرائض بلا تاريخ نهاية، ولذا فقد توظف في السؤال أو طلب الشفاعة حتى وإن زال الظرف وتحسّن الحال وربما انتقل كاتبها والمكتوبة له إلى الرفيق الأعلى، ومع ذلك فهي ما زالت تتداول بالأيدي وتنتقل من شخص لآخر بلا ضابط أو رادع، وربما صوّرها آخرون فكانت باباً للشر ونافذة للبلاء.

التوصيات العلمية التي يطلبها من أعضاء هيئة التدريس طالب الدراسات العليا أو المتقدم لشغل وظيفة معيد أو محاضر ليرفقها مع أوراق التقديم للدراسة أو طالب الإعادة والتوظيف، إذ إن الأصل فيها أن تكون من عضو هيئة التدريس الذي عرف الخريج جيداً حين كان على مقاعد الدراسة ومع ذلك فإن العرف الشائع منحها من جميع أعضاء هيئة التدريس في الكلية للخريج حتى وإن لم تكن هناك معرفة حقيقية بالطالب.

تصديق العمدة وختمه على بعض الأوراق الحكومية والغرفة التجارية الصناعية في مدينة مثل الرياض أو جدة أو الشرقية..

هذه - في نظري - أمور درج المجتمع على التساهل بها بشكل كبير، بل صار الأصل فيها أنها تعطى للكل إلا ما ندر وجزماً مرَّ على البعض منا العديد من المواقف المحرجة جراء طلب توقيعه على واحدة منها، فالاعتذار خلاف المألوف، والتوقيع لمجهول الحال أو من لا تنطبق عليه ضوابط التوقيع خدش للأمانة.

النادر - حسب اعتقادي - عدم التوقيع، وأبسط كلمة سيواجهها من يتردد في جري قلمه «وش يضرك.. لماذا أنت لا تحب الخير لغيرك.. لن يسألك أحد عن توقيعك.. يا أخي الأمر لا يعدو جرة قلم، توقيع بس» وقد يشنف أذنيك بالمثل السائر «ما ردي إلا ردي الجاه».

أصدقكم القول شريحة عريضة منا لا تعير هذه الأوراق الاهتمام، وتعتبرها مجرد روتين إداري لا يغير من مجريات الأمور شيئاً، وهي كذلك في عدد منها ومع ذلك تسبب الحرج الكبير للكثير منا، ولذا أتمنى إعادة النظر من قبل الجهات ذات العلاقة في هذه الطلبات التي قد ترهق وتحرج وتفتح باباً للتلاعب والمحسوبية وربما التوظيف والاستغلال خاصة حين يكون الطرف الآخر أنثى، ويكون الموقع شخصاً له وزنه وثقله المجتمعي والرسمي.. دمتم بخير وإلى لقاء.. والسلام.

 

الحبر الأخضر
أوراق وشهادات وتصديقات (في دائرة التفكير والمراجعة!)
د.عثمان بن صالح العامر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة