ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Tuesday 07/02/2012/2012 Issue 14376

 14376 الثلاثاء 15 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

أسعدني ذلك الجمهور المثقف الذي امتلأت به قاعة مركز الملك فهد الحضاري باهتمامه وحرصه، ومتابعته المتألقة التي أنستني حساب الوقت، وما كنت أشعر به من تعب في الحبال الصوتية، فلم أشعر بالوقت الذي قضيته في ذلك المكان الجميل بترتيبه وتنظيمه والمشرفين عليه، والجمهور الذي حضر.

ساعتان وربع الساعة قضيناها مساء يوم الأحد 13-3-1433هـ في تلك القاعة، نتحدث عن «القراءة» وأهميتها وضرورتها، ونتطارح فيها الرأي مع جمهور متألق الوعي، مدرك لأهمية مهارة القراءة في بناء الجيل القوي المثقف الواسع الأفق، القوي الشخصية، الجاد في دراسته وعمله، وقيامه بما يجب عليه في أسرته ومجتمعه وأمته.

تحدثت في المحاضرة عن أهمية القراءة تحت عنوان (كيف نكون أمة قارئة)، وأشرت إلى أن القراءة مهارة مكتسبة، ونشاط ذهني مهم؛ فهي هوية للإنسان، وليست هواية يقوم بها الإنسان للتسلية والمتعة المجردة، وأكدت بالشواهد والأمثلة أن القراءة فعل حضاري مهم، وأن الإنسان القارئ إنسان قوي الشخصية، قادر على التعامل مع العالم الذي يعيش فيه بثقة وتأثير وتفاعل إيجابي. وكان التركيز في المحاضرة على ثلاثة جوانب، بعيداً عن التفاصيل التي يصعب الإلمام بها في لقاء محدد بوقت قصير.

أما الجانب الأول فقد تناولت فيه البُعد التاريخي للقراءة، وكيف نشأت، ومتى بدأت في حياة البشر مقتصراً على إشارات سريعة تقرب الصورة، وتحدد المعلومة، وللكتّاب والمؤرخين في هذا الجانب آراء مختلفة؛ فمنهم من رأى أن القراءة بدأت مع وجود الإنسان على وجه الأرض، وأنها بدأت سمعية منذ أن علَّم الله سبحانه وتعالى آدم الأسماء كلها، ثم انتقلت إلى القراءة البصرية التحليلية بهبوط آدم إلى الأرض، حيث كان الإنسان يتأمل المخلوقات من حوله، ويقرأ أشكالها وما لها من إيحاءات ذات علاقة بحياته، وما يحيط بها من أضواء وظِلال، وكان يفهم من ذلك معاني متعددة تؤكدها العلاقة القوية بين العين والدماغ.

ومن الكتّاب من يرى أن القراءة بدأت مع بداية الكتابة، وأن ذلك كان في العراق والشام، وبعضهم يرى أنها بدأت مع إدريس عليه السلام لأنه كان أول من خط بالقلم كما يقول الرواة.

وفي الجانب الثاني من المحاضرة تناولت علاقة القراءة بوجود الإنسان، وحضوره الفاعل في الحياة، وبناء شخصيته المتميزة، مشيراً إلى بعض العلماء والمفكرين الذين عُرفوا بكثرة الاطلاع والقراءة والحفظ كالشافعي والجاحظ، وعباس محمود العقاد، والشيخ علي الطنطاوي وغيرهم. وتحدثت في الجانب الثالث عن أفضل الطرق التي توصلنا إلى تكوين مهارة القراءة في نفوسنا ونفوس أبنائنا وبناتنا من خلال برنامج عملي سهل التنفيذ.

لقد كان للهيئة الملكية في ينبع ممثلة في إدارة الخدمات الاجتماعية، وشركة سامرف ممثلة في مركز سامرف للمسؤولية الاجتماعية، دورٌ فعّالٌ في التنسيق لهذه المحاضرة. وإني لأشكر الجميع على نشاطهم المنوع المتواصل، وجهودهم المميزة في القيام بخدمة المجتمع ثقافياً وتدريبياً في ينبع، وأخص بالشكر المدير العام لشركة سامرف الرائدة في مجال الصناعات البترولية المهندس «سليمان البرقان» والعاملين معه من وكلاء وموظفين؛ لما رأيت من اهتمامهم بالنشاط الثقافي، وحفاوتهم، وحرصهم على المتابعة والحضور.

إشارة:

لا تظنِّي سكوتَ «رَضْوَى» سكوتاً

إنَّ صمت الجبالِ نُطْقٌ فريدُ

 

دفق قلم
القراءة في ينبع
د. عبد الرحمن بن صالح العشماوي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة