ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Thursday 09/02/2012/2012 Issue 14378

 14378 الخميس 17 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

أوردت الصحف خبــر إحــالة المحكمة الإدارية بديوان المظالم ملفي متهمَين على خلفية كارثة سيول جدة، أحدهما رئيس بلدية فرعية سابق ومهندس مختص بالرقابة على المباني وتعدد الأدوار، والثاني مهندس في بلدية فرعية. وكانت هيئة الرقابة والتحقيق قد وجهت للمذكورين تهم الرشوة والتوسط في رشوة، حيث تسلَّم الأول ربع مليون ريال من مواطنة مقابل السماح لها باستكمال البناء بشكل مخالف، وعشرة آلاف ريال من معقب، أما الثاني فتهمته تكمن في تسلمه مبلغ ربع مليون ريال مقابل الإخلال بواجباته الوظيفية. وتنص لائحة أحكام نظام مكافحة الرشوة على أن عقوباتها تصل إلى السجن عشر سنوات والغرامة مليون ريال مع إعادة المبالغ التي حصلا عليها بطرق غير مشروعة !!

كما وجهت هيئة الرقابة والتحقيق تهم غسل الأموال، والتزوير والرشوة، وسوء استخدام السلطة إلى كاتب عدل (متقاعد)، وقد صادق على أقواله بعد التحقيق معه عقب كارثة سيول جدة وكانت التهم الموجهة ضده تتمحور في قيامه بإفراغ أراضِ بطريقة غير نظامية مقابل حصوله على مبالغ تجاوزت خمسة ملايين ريال إضافة إلى تزويره محررات وسجلات رسمية في كتابة العدل مستغلا طبيعة عمله. فضلا عن تورطه في رشوة بقيمة خمسة عشر مليون ريال.

توقفت أمام هذا الخبر المفجع وتخيلت المتهمين ووضعهم النفسي حالياً ومأساة أسرهم، وتعجبت من تكالب الكثيرين على الدنــيا بطريقــة بشعة، وسعيهم لتنمية أموالهم وزيادة دخلهم بشتى الطرق حتى ولو لم تكن مشروعة، لدرجة ارتكاب جرائم استغلال نفوذ الوظيفة لتحقيق مصالح شخصية، وإساءة الاستعمال الإداري والإخلال بالواجب الوظيفي وخيانــة الأمانــة ..

فأي راحة بال أو استمتاع بأموال نهايتها في الدنيا الفضيحة والسجن ؟! إن أموالا تقودك للخزي والعار لا خير فيها، وهي في النهاية وبال على الإنسان في آخرته حين يسأل يوم القيامة عن ماله ممَّا اكتسبه وفيما أنفقه ؟ فكيف عندئذٍ ستكون الإجابة ؟ وهل يرضى أحد أن يورث لأبنائه مالا حراما سواء اغتصبه بظلم، أو سهَّل لأحد به حصول أمر بغير استحقاق؟

وكان جديرا بهؤلاء التدبر بأن العبرة هي البركة في الرزق وما يترتب على تلك البركة من خير وراحة بال وهدوء نفس وطمأنينة، ورضا الضمير وبــراءة الذمــة بعيدا عن قلق الملاحقة القانونية والشرعية والخوف من اكتشاف مصدر الأموال.

إن النزاهة بمعناها الدقيق تعني عدم التلوث بأموال تصطبغ بشبهة سواء سرقة أو اختلاس أو رشوة أو نصب واحتيال عدا عن الإخلال في أداء الأمانة والإخلاص في العمل، وما سوى ذلك فإن البركة ستحل في المال؛ حتى ليشك المرء بأن ماله ينمو ويكبر ويثمر كالزرع، وقد يعجب غيره من ثروته، بيد أنه هو وحده يدرك أن بركة الرزق لا تعدو عن كونها ثمرة النزاهة وحصيلة الاستقامة، ونتيجة التقوى.

rogaia143@hotmail.com
Twitter @rogaia_hwoiriny
 

المنشود
أيها السادة..إنها البركة في الرزق!
رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة