ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 10/02/2012/2012 Issue 14379

 14379 الجمعة 18 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

فنون تشكيلية

      

أين نقع «نحن العرب» بين حضارات العالم اليوم؟ أين نحن من دهاء وتحكم اليهود المالي، وتفوق الغرب الصناعي، ونبوغ الشرق الذي بدأ من خلال التقليد، وتفوق على من قام بتقليده، بل أين نحن من بعض الدول الإسلامية مثل ماليزيا وتركيا في إثبات إمكانية النجاح مع الحفاظ على صورة من الهوية الإسلامية؟

ولن أشمل جميع العرب في حديثي، فبعض الدول بدأت تتجاوز هذه الأزمة، بينما الغالبية لا تزال تعاني صراعات مذهبية أو سياسية أو اقتصادية أو بعض أو كل ما سبق، ولم يحركوا ساكنًا أو لم يتمكنوا من التغيير!

وما علاقة ذلك بالفن؟ يخطئ من يظن ألا علاقة، الفن هو المرآة العاكسة للمجتمع وهو نتاج المعتقد الذي يسمو بسمو هذا المعتقد، ويتدحدر بانحداره، وحين تكون الأمة ضعيفة، يضعف معها، وتستطيع قياس ذلك تاريخيًا من خلال تاريخ الصورة، أي الأعمال الفنية التي أنتجت في كل حضارة عبر خط الزمن.

ومتابع للتجربة السعودية في مجال الفنون البصرية يدرك ذلك، فلم تخرج عن كونها ممارسات حرفية حتى منتصف القرن الميلادي الماضي، وما إن ظهرت حتى جابهت ردود فعل مختلفة، مشابهة إلى حد ما مع مسألة تعليم الفتيات وغيره من الإشكالات الحديثة على مجتمع للتو خرج من حيز ثقافي محدود إلى آخر واسع في فترة وجيزة بسبب الأمن السياسي الذي صاحبة وحدة وطنية لخلفيات ثقافية متنوعة وثورة اقتصادية باكتشاف النفط.

هذه المحاذير التي أثرت على نمو الفن التشكيلي في بداياته، مما حدا بالكثير من الكتاب إلى وصف التجربة السعودية في مجال الفنون على أنها تجربة وليدة، وإن اتفقت مع رأيهم في ذلك، إلا أنني أعتقد أن تلك التجربة اليوم بدأت في النضوج، وهي تمر بمرحلة يمكن أن نطلق عليها مرحلة (المراهقة) بناء على ما شهدنا خلال العشر سنوات الماضية من نمو متسارع، والذي لم يكن ليتناسب مع تلك القيود الثقافية المتحفظة على ممارسة الفنون، أو مع التهيئة التعليمية والاجتماعية لمثل هذا المجال.

فأصبح نمو الفنون يشبه نمو المراهقين المتسارع ذو الصوت العالي والعواطف المتباينة والسلوك غير المتوقع في بعض الأحيان، وأثره علينا كمجتمع سيكون مثل الأثر الذي يعاني منه المراهق على جلده من تشققات، قد لا تختفي أبدا، ولكنها تظل ذكرى لمرحلة زمنية بما فيها من سلبيات وحراك، وهي فترة الربيع التي نرعاها حتى وإن أصابتنا بحساسيات مختلفة، فالقطاف القادم والقريب جدير بتحمل أي معاناة تصيبنا اليوم، ولكن أسلوب رعايتنا اليوم سيحدد الكثير في شكل منتجنا غداً.

وكما ذكرت سابقا، فالفنون هي مرآة المجتمع، وهذا النمو المتسارع، يعكس مثيله في مجتمعنا وحراك يشهده المتعايش معه في الداخل والمراقب له من الخارج، وهو حديث العديد من المجالس اليوم، ونتيجة متوقعة لأي حضارة تمر بمراحل نمو مختلفة.

msenan@yahoo.com
 

إيقاع
مراهقة أو ربيع الفنون؟
د. مها السنان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة