ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 10/02/2012/2012 Issue 14379

 14379 الجمعة 18 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

كلهن بيض
سحر حمزة

رجوع

 

نسيمة امرأة عادية جداً وبسيطة، لا تملك خبرات في فنون النساء، ومسألة الحفاظ على أسرتها وزوجها من أهم أولوياتها، أحبت زوجها كثيراً، تعرف أن كثيرات يتمنين أن يكن مكانها، ولأنها محظوظة كان نصيبها أن تتزوج شيخ الشباب أحمد الوسم الذي تعشقه النساء، وفي كل يوم تسعى نسيمة جاهدة على توفير كل أسباب السعادة لأحمد، تتهيأ له، تتجمل بأحسن صورة، وتتنوع في طرق التعامل معه وبالأدوار التي تقوم بها المرأة لتجذب الرجل إليها، وبقيت على هذا الحال طيلة حياتها منذ زواجها قبل عدة سنوات من أحمد الذي خطبها من والدها بطريقة تقليدية، دون معرفتها سابقاً.

وفي يوم من الأيام دعتها جارتها أم حسين لحفل استقبال إقامته بمناسبة نجاح ابنتها في الثانوية العامة، وتجمع الجيران في الحي، وكان هناك العديد من الصبايا اللاتي كن يتبارين في مارثون الحسن والجمال، وكن يتبادلن أطراف الحديث حول الرجال وطرق استقطابهن، ورددت إحداهن اسم زوجها أحمد الذي يقف على ناصية دكانه كل يوم في الصباح والمساء يستعرض العابرين، وذكرت إحداهن أنها تقصد أن تعبر من عند دكانه كي تلفت انتباهه، دون أن يعرفن أن زوجته تجلس معهن، وهنا شعرت نسيمة بالغيرة، وبدت على وجهها ملامح الغضب، ونظرت إليهن بنظرة حاقدة، واشتعلت نار الغيرة في قلبها منهن واستعرت في أعماقها، وفجأة قررت المغادرة، والعودة للمنزل، ولم تطل السهرة مع جيرانها، وعادت للمنزل تحضر طعام العشاء لزوجها، وجمعت كمية من البيض ولونتها بمختلف الألوان، احمر وأخضر وأزرق وأصفر وأزرق، وقامت بسلقها، وجهزتها لتقدمها لزوجها عند العشاء، وفعلاً حضر الزوج وكعادته طلب منها تجهيز عشائه فأحضرت كالعادة المائدة وعليها صحن كبير مملوء بالبيض المسلوق الملون، وقدمته لزوجها، وتعود هو أن يأكل من يدها، فناولته كالعادة أول بيضة حمراء وقشرتها، وسألها ما هذه قالت بيض، فأكلها، ثم طلب المزيد فناولته بيضة زرقاء وقشرتها له، فسألها ثانية ما هذه فأجابت : بيض، فتناولها، فسألته هل اختلف الطعم عليك، فأجاب: لا لا إنه بيض، فطلب المزيد، فناولته بيضة خضراء فأكلها، فقال كله بيض، فأجابت نعم، كله بيض، وأضافت: (وكمان هيك النساء يا زوجي كلهن بيض حتى ولو اختلفت ألوانهن)، فضحك زوجها أحمد وقال لها، ما أسخف النساء، وما أقل عقولهن، قالت له بحدة، وما أجرأ الرجال حين ينظرون لأكثر من امرأة وتجذبهم النساء الملونات، فضحك منها وقال لا عليك يا حبيبتي لن أتزوج غيرك، فقالت لكنهن يخططن للإيقاع بك، فقال لها، وما دمت تلونين البيض يا حبيبتي فأنت أذكاهن ولن أفكر بغيرك، فكلهن بيض وأنت أطيب بيضة تذوقتها، هيا هيا لنخلد للنوم ولا تفكري بأي شيء غير البيض الذي تلون بين يديك وكان كله شيء واحد، فقالت نعم يا زوجي كلهن بيض، كلهن بيض، والفرحة تغمرها والسعادة واضحة على محياها وقد ارتاحت لما طمأنها به زوجها بعدم زواجه من غيرها.

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة