ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Saturday 11/02/2012/2012 Issue 14380

 14380 السبت 19 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

هل هذا الجيل أكثر ذكاءً من أجيال سبقته..؟

وإن بدا كذلك فما عوامل شحذ الذكاء فيه..؟

أو على سبيل آخر في التعبير: ما الذي ينمي مهارات التفكير عند الجيل الجديد، عما كانت عليه في الأجيال التي سبقت..؟

ثم، هل هو ذكاء كان مطموسا فبعثته وسائل حديثة، وأساليب في التعامل مع مدارك الصغير, بغير ما كانت متوافرة لنظيره في الماضي..؟

وما نوع ممارساته المتواكبة تلك التي ينبهر بها الكبار، ويندهشون لها..؟

بمعنى أن طفلا في الرابعة من العمر الآن يتقن استخدام أجهزة متطورة، يبرمج ألعابها، ويلتقط صورا بها، ويستعيد مفضلاته عنها، ويحفظها بمهارة فائقة.. وبلغاتها التي يفهمها، ويتعامل بسهولة معها...

كأم تفاجأ - مثلا -، بأن ابنها الذي لم يتجاوز السابعة، قد جعل صفحته المفضلة في جهاز صغير بيده تشمل عشرة ألعاب إلكترونية، جميعها كانت قد نبهته إلى عدم فائدتها، لأنها تنمي فيه العنف، وتذلل في حسه لمبدأ القتل, والاعتداء، فألغتها معه، لكنه ذهب يعيد تثبيتها في الجهاز بعيدا عن أمه.., وبطريقة لا تلفت إليها نظرها حين تستعيد معه ما في جهازه، ليس بغرض رقابة عليه حيث تشعره بمشاركتها معه ألعابه، وفي الوقت ذاته تضمر المتابعة والرقابة، لكنه يلتقط هذه النية، ويتعامل معها بذكاء، حيث اكتشفت أنه عاد فسجل جميع تلك الألعاب في صفحة سابقة للصفحة المتصدرة التي يفتح عليها جهاز ألعابه، فأمه حين تطلع عليها، يكون من البديهي أنها تتجه أماما باتباع الواحد في الصفحات, إلى ما بعد رقميا، بينما هو وضعها صفحة سابقة دون رقم...! من فرط الذكاء وحيله عند الصغار.

وكأم أخرى تفاجأ بابنتها التي لم تتجاوز الثامنة، قد سجلت لنفسها بريدا إلكترونيا، وفتحت حسابا باسمها الصريح في «تويتر»، وفرحت لهذا الإنجاز، فجاءت متهللة النفس، فرحة الخاطر لأمها تخبرها بذلك... فتناولت الأم الأمر بحكمة وإقناع..

صحيح أن الأمهات الواعيات على «خط ساخن» مع أبنائهن، غير أن هذه المهارات الفطرية التي تظهر ذكاء الصغار في هذا الجيل، تعيد إلى طاولات التربويين, والوالدين، والمنشئين بل المبتكرين، السؤال السابق: ما الفرق بين مكونات، وقدرات الجيل الجديد من أطفاله، لفتيانه، وفتياته.., وبين نظرائهم فيما سبق..؟

هؤلاء يتخطون قدرات والديهم، وأولئك يوزعون دهشاتهم، ويتمادون في تعجبهم منهم..

والواقع يقول: إن ثمة ما ستأتي به هذه القدرات, ومهارات التفكير، وسعة المدارك من غيرية في سلوك ومنتج الجيل الجديد..

وربما هناك إجابات كثيرة، غير أن معقد الحقيقة، هو أن منجزات العصر، تساعد بتمكن، بكل ما فيها من الخير على سرعة تنامي قدرات العقل، والتفكير, ومهارة الفعل, والتنفيذ، وبكل ما فيها من الشر أيضا..

ولن نقف أمام الجانب الثاني فيها طويلا, حين نؤمن بأن الصغير الذي يجد بيئة سليمة, بكل تأكيد سوف يدرك أيضا ما يفيده، وما يضره.. حتى إن طالت تجربته وتنوعت..

السؤال الإضافي، ماذا قدم العرب من أفكار.., ونفذوها في وسائل مقابلة، تجيب عن أسئلة جاءت في مقدمة المقال..؟

 

لما هو آت
لا دهشة ...!
د. خيرية ابراهيم السقاف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة