ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Monday 13/02/2012/2012 Issue 14382

 14382 الأثنين 21 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

هرب حمزة كشغري، لكن هروبه لم يطل، بعد أن (ضاقت عليه الأرض بما رحبت)، ويا له من جرم ارتكبه فجعله يهيم على وجهه، لا يلوي على شيء! وهرب قبله ياسر الحبيب بعد إساءاته لرسول الله صلى الله عليه وسلم متطاولاً على سيدتنا عائشة رضي الله عنها، كلاهما هرب،

يلاحقهما غضب الملايين! الجريمة المسجَّلة سب وشتم الرسول والاستهزاء به أو بصحابته أو زوجته! يالله من إثم عظيم! الفرق بينهما أن كشغري كان صريحاً أو وقحاً، بينما ياسر الحبيب توارى بلؤم خلف الطعن في شرف السيدة عائشة مع علمه أن ذلك إساءة بيّنة لرسول الله، لكن ذلك لا يردعه! لأن هدفه الحقيقي هو الإساءة للرسول وللدين الإسلامي. قبَّحه الله من مارق! هناك أشخاص يعلنون محبتهم للرسول وآل بيته كذباً وزوراً! فقد جعلوا رسالتهم في الحياة السباب واللعان والقذف لامرأة تزوجها الرسول وأحبها وبرأها القرآن.

الهدف من هذا الربط بين الشخصين المشتركين في الضلال أنني أفترض أنه لو تمت ملاحقة ومعاقبة ياسر الحبيب من قِبل الدول والمنظمات الإسلامية لكان ذلك رادعاً لغيره، ولماتت سنته السيئة في التطاول على الرسول وعلى الرموز الإسلامية!

وجد كشغري في تويتر الوسيلة الأسرع والأشهر لكي يطلق إساءاته لأفضل الخلق فيما يحتفل كثير من المسلمين ويحيون يوم مولده، فبدا وكأن التوقيت مقصود! فيا ترى ما السبب الذي جعل كشغري يطلق بذاءاته؟ هل لأنه شخص مغمور فبحث عن الشهرة؟! أم هو شخص يعاني اضطراباً أو مرضاً نفسياً، وما أكثرهم بيننا؟! أم أن تلك نزعة شيطانية إلحادية هبطت عليه رغم نشأته الدينية كما تقول والدته، التي أتمنى أن نرفق بها وبأسرتها، فتكفيهم مصيبتهم في ابنهم؟ أم أن حمزة أراد استغلال أجواء الانفتاح والحرية التي نعيشها ليطلق بالونة اختبار ليرى ما هي ردود الفعل؟!

لا أحد يعرف الدافع الحقيقي، وسيظل خافياً إلى أن ينطق فنسمعه أو تسجَّل اعترافاته، فما في قلبه لا يعلم به إلا رب العالمين، بما في ذلك صدق توبته من عدمها! ولعلي هنا أتساءل: لو أعلن توبته هل نحن مطالبون بقبولها استناداً إلى مبدأ (هل شققت عن قلبه)؟! أم سيقفل البعض باب التوبة كما يتردد الآن؟! فالأخبار تتواتر عن توبته وعن غيرها، وحتى الآن ليس هناك خبر أكيد! لكن المؤكد أن الإساءة قد وقعت، وأن الألم يعتصر قلوب المسلمين في كل أصقاع الأرض! فهذه المرة أتت البذاءة من مسلم درس وتعلم في منهجنا الديني القويم حرمة السب والتطاول على صحابة الرسول وآل بيته وزوجاته فما بالك بالرسول نفسه عليه أفضل الصلاة والتسليم! إن المحاكمة حق له ومطلب لنا، وهي الطريق الأفضل لمعرفة الحقيقة التي دفعت هذا الشاب لارتكاب فعلته! ولكن حتى وإن أعلن توبته وتم العفو عنه فهو بالتأكيد سيبقى يكتسي بثياب عار لن يستطيع خلعها ما بقيت روحه في جسده. وما علينا الآن إلا أن ندعو الله أن يرد حمزة ردًّا جميلاً، وأن يتوب؛ ليتوب الله عليه؛ فلا أحد سيستفيد من معاقبة شاب طائش، لكننا بالتأكيد سوف نستفيد لو دعونا الله صادقين بهدايته فهداه الله.

alhoshanei@hotmail.com
 

عندما تضيق الأرض بما رحبت!
فهد الحوشاني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة