ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Wednesday 15/02/2012/2012 Issue 14384

 14384 الاربعاء 23 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

تنبت في المجتمع قضايا على درجة من الأهمية لا ينبغي تجاوزها بتجاهل، والمرور من جوارها دون اكتراث...

ولنا في أحداث سابقة عبرة، فمن بين شبابنا, ومراهقينا ظهر الإرهابي، والمنحرف فكرياً، والعاق، ومتعاطي المخدرات, إلى جانب فقير الثقافة، ضعيف المهارات، متسطح الخبرات.. من أصبح لقمة سائغة للقاصدين فكره، وعقيدته..

وأبواب ذلك اتسعت كثيراً، وتنوعت، وتدفقت الآن بوفرة عما كانت عليه أيام من تصدى للغزو الفكري، والاجتماعي، من الأدباء، والعلماء، والمؤرخين، والمفكرين، والمصلحين الاجتماعيين...

ذلك الغزو الذي تم تناقل أوعيته، ومضامينها, ومؤثراتها عن طريق خبرات التعلم في المدارس، وما تضمنته المطبوعات من الكتب، وتناقلته الأسماع، والأبصار في أشكال الفنون، والسينما، والأغاني، ومما تركه المستعمر في الدول العربية، ومؤثراته، في اللغة والتفكير والنمط الحياتي، وما سعى إليه المستشرق آنذاك وبثه من الخبرات الغربية في تلك المجتمعات العربية، والمسلمة، وانتقل من ثم للأخرى عن طريق الكتاب, والدرس، والأدب، والفن، وظهر في منهج الحياة، وعكسته أنواع المحاضن في الأجيال...

وورث العربي الإحساس بالدونية، والتحلل من المظهر الإسلامي، وفقد كثيرا من قواه المعنوية وثقته في نفسه.. ولم تقم له قائمة حتى حل الآن استعمار شامل من كل فج، وأتى من كل طريق..!

إذ ما يقال عن هذا التدفق باسم الحضارة، والعولمة، وتبادل الخبرات، والانفتاح على جميع الثقافات، مع قوى مؤثرة، وفاعلة حين يتم التفكر فيما يتعرض، بل يخضع له شباب الإنترنت، والموهومين بفعل عدم وجود البدائل المكينة من الثقة في أنفسهم، ولفظ الإحساس بالتأخر، والرغبة في كسر نطق كثيرة يتخيلون أنهم بذلك ينالون الحرية، ويبلغون الحقوق، حتى غدا مفهوهم عن الحرية في سلوكهم أن يخوضوا في عقيدتهم, ودينهم... بل إنهم يرون في التخلي، والتحلل عن الدين, ما يذهب عنهم وصمة التخلف..!

ساعدهم على ذلك واقع الحياة عند مقارنة المتاحات فيه، مع متاحات الآخر المتسيد بتأثيره في هذه التوجهات لديهم.. على الرغم من أن مناشدة الكثير مما يصلح حياتهم، لا يتناقض مع أصول عقيدتهم، وأهمية تمكينهم من الثقة فيها.

ولكي لا يستيقظ المجتمع على قضية أبلغ خطورة من الإرهاب الذي بات لدى مجموعة منهم يمثله المتمسك بدينه، ولكي لا تضرب الأمهات على صدورهن لوعة انحراف أبنائهن دينيا، ولكي لا نفيق فنعض بالندم على نتائج وقوع الشباب في براثن مؤثرات ما يعيشون من واقع مغر في الإنترنت، وغيره، فإن أخلاقهم، وعقيدتهم رهينتان لمستعمر قوي لا ينبغي التساهل في التعامل معه..., وأمانتان في يد من سيقوم بوضع خطط دقيقة لدراسة الواقع، واستشراف مغباته، والعمل على اتقاء ما لا يحمد من غزو هو أبلغ تأثيرا، وأمكن آليات من غزو تصدى له المفكرون قبل عقود، وعقود...ولا ينبغي أن يتوانى عن ذلك.

فالمستعمر الآن لا ينزل بأعلامه، وآلياته، وهوينه فوق الأرض, وإنما ينفذ مع الهواء، والصوت، ومؤثرات النفوس.

اللهم اشهد.

 

لما هو آت
المستعمر الجديد المتحضر..!
د. خيرية ابراهيم السقاف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة