ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Tuesday 21/02/2012/2012 Issue 14390

 14390 الثلاثاء 29 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

لا تكلُّف في رؤية الهلال
صالح بن فوزان الفوزان (*)

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الحمد لله رب العالمين، شرع فيسَّر {مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ}، والصلاة والسلام على نبينا محمد، جاء بالشريعة السمحة، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غُمَّ عليكم فاقدروا له»، وفي رواية «فأتموا عدة شعبان ثلاثين يوماً». وكان المسلمون من عهده - صلى الله عليه وسلم - يمشون في صومهم وإفطارهم على هذا المنهج الذي رسمه لهم نبيهم دون تكلف أو تشكيك في الرؤية حتى ظهرت في العصر الأخير جماعات وأفراد يتكلفون في تحديد بداية الصوم ونهايته، ويتشككون في الرؤية، ويحاولون الاعتماد على الحساب الفلكي؛ فيعقدون المؤتمرات والندوات التي تنتهي بلا نتيجة؛ لأن الحساب عمل بشري، وكل حاسب له طريقة تختلف عن الحاسب الآخر، كما أنه عرضة للخطأ، أما الاعتماد على الرؤية أو إكمال العدة كما أمرنا نبينا بذلك فهو حُكْم شرعي صالح لكل زمان ومكان، يعتمد على علامة تُرى عياناً، وقد صام عليه الصلاة والسلام، وأمر الناس بالصيام، وأوصانا بأن نعتمد الرؤية؛ فكيف نتركها إلى علم الحساب؟ هذا من التبديل، وشرع لم يأذن به الله.

ولم يتكلَّف صلى الله عليه وسلم في اعتماد الشهادة بمعرفة وقت الاقتران ومعرفة غياب القمر قبل غياب قرص الشمس أو بعده، وأن ارتفاع القمر في الليلة التي تعقب اقترانه قد يكون بدرجة أقل أو أكثر حال الرؤية مما ينفي الشك في شهادته كما جاء في قرار رابطة العالم الإسلامي. كل هذا من التكلُّف الذي ما أنزل الله به من سلطان، ولا أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا فعله. وتبرير هذا التشدد بأن المسلمين يختلفون في بداية الصيام ونهايته؛ فلأجل تلافي ذلك جاءت هذه التكلفات في اعتبار الرؤية. مع أن الاختلاف في ذلك لا يضر؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أعطانا قاعدة يسير عليها كل بلد بحسبه، ثم هل المسلمون يصلون الفريضة في وقت واحد في جميع أقطار الأرض؟ لا يمكن هذا أبداً، وكذلك الصيام.

ونحن إذ نشكر هؤلاء الإخوة الذين يهتمون بأمر المسلمين؛ ليوحدوا صيامهم، لنقول: لماذا لا يهتمون بتوحيدهم على العقيدة الصحيحة ويتركونهم يختلفون في معتقداتهم، مع أن الاختلاف في العقيدة هو الذي يضر؟ أما الاختلاف في بداية الصيام ونهايته فلا يضر؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أمر المسلمين في كل بلد بأن يصوموا للرؤية ويفطروا لها مهما اختلفت أقطارهم وديارهم.

أرجو أن يوفِّق الله المسلمين للاتجاه لما هو أهم. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.

- (*) عضو هيئة كبار العلماء

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة