الجزيرة - أحلام الزعيم

تواصلت في نادي الرياض الأدبي فعاليات ملتقى (المرأة والنص) والذي دشنه أمس الأول نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد الله الجاسر بحضور رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الأستاذ خالد بن حمد المالك ورئيس النادي الأدبي بالرياض الدكتور عبد الله الوشمي لليوم الثاني على التوالي.

وكان الملتقى المنعقد على مدى ثلاثة أيام قد شهد توقيع اتفاقية بين كرسي بحث الجزيرة للدراسات اللغوية الحديثة ممثلا بالمسؤولة عنه الدكتورة نوال الحلوة والنادي الرياض الأدبي ممثلا بتوقيع رئيسه الدكتور عبد الله الوشمي.

في البداية ألقى رئيس نادي الرياض الأدبي د.عبد الله الوشمي كلمة قال فيها: معالي نائب وزير الثقافة والإعلام د. عبد الله الجاسر. سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة أ. خالد المالك. الزملاء الباحثين والباحثات، الزملاء في كرسي بحث الجزيرة د. نوال الحلوة، زملائي أعضاء مجلس الإدارة والجمعية العمومية، أهلا ومرحبا بكم جميعا في هذا المساء الذي يبدأ ولا ينتهي عند آخر كلمة فيه بل يبتدئ عندما نخرج وتولد الأفكار ونتدارسها.

فكرة الملتقى -ملتقى المرأة والنص- كانت فكرة حالمة في البداية, لكن الشريك يدفع ويحفز ويشارك ويصنع. كانت كلمات عابرة بين الدكتورة نوال الحلوة وبين مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض ثم ولدت سريعا وشبت من خلال جهد اللجان الفاعلة في الكرسي وفي النادي الأدبي، حاولنا أن نكون أكثر جدية فبدأنا من القمة. وتبدأ الشراكات عادة من تبادل الإصدارات أو الزيارات. لكن أن تبدأ شراكة من القمة بتنظيم ملتقى بهذا الحجم فإنها شراكة راشدة خاصة أنها تعنى بخطين ذهبيين الأول منهما هو المرأة, والثاني هو النص بكل ما يحملانه من فضاءات ممتدة.

عادة الشراكات أن تولد من أشخاص أو ترتقي لتولد من جهات. لكن شراكتنا في هذا المساء لم تولد من أشخاص فقط أو من جهات فقط. وإنما من مؤسسات كبيرة ومتعددة. فإذا تحدثنا من زاوية النادي الأدبي فنحن لا ننفصل عن الدعم الكبير الذي نجده من وزارة الثقافة والإعلام ومن وكالة الشؤون الثقافية. ومن صاحب المعالي وزير الثقافة والإعلام شفاه الله وعافاه. إضافة إلى شركائنا المتعددين وعلى رأسهم الزملاء أعضاء الجمعية العمومية. وإن تحدثنا عن الكرسي فإننا لا نتحدث عن شراكة مع الكرسي تبتدئ بالقائمين عليه وإنما تبتدئ بهم وتمتد إلى النبلاء الكرام، الشركاء الدائمين في صحيفة الجزيرة ولا نرى أنكم أكثر قربا منا بل نقول وأمام سعادة رئيس تحريرها أننا مستمرون مع الجزيرة.

بالإضافة إلى الجهة الأكاديمية الكبيرة وهي جامعة الأميرة نورة بحضور من يمثلها. إضافة إلى أننا نبتدئ معهم على أمل أن ننتقل إلى شركات أخرى جديدة معهم. في الفترة الماضية كنا نحتفي بشراكة من خلال المختبر الإبداعي مع جامعة الإمام. وفي الأسبوع الماضي تم الاحتفاء بمعرض الكتاب الخيري مع جامعة الملك سعود. نحتفي في رحاب جهات متعددة لكنني على المستوى الأكاديمي أشير إلى جامعة الأميرة نورة ونحن نؤمن أن المؤسسة الناضجة تكبر بأصدقائها, نستفيد منهم ونقدم ما نستطيع إليهم.

ثم ألقت رئيسة كرسي أبحاث الجزيرة د. نوال بنت إبراهيم الحلوة كلمة قالت فيها:

نسعى في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن إلى الدخول في المنظومة العالمية للتعليم الأكاديمي من خلال دعم المعرفة المتخصصة في جميع المجالات، وتوفير البيئة الملائمة للبحث والإبداع الفكري والثقافي، مما يعزز فرص نمو الاقتصاد المعرفي ويدعم التنمية المستدامة في بلادنا.

من هذا المنطلق كانت المبادرة الكريمة التي تقدمت بها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر ممثلة في صحيفة الجزيرة؛ لعزيز الشراكة المجتمعية بين الجامعة والقطاع الخاص، باستثمار موارده في تعزيز التجديد والتطوير في المسارات البحثية اللغوية الحديثة، مما يدعم الابتكار والإبداع في البحث العلمي.

ومما لا يخفى أن تحديات الهوية والعولمة وضعت اللغة العربية في تحدٍ يبدو في ظاهره ثقافياً، إلا أنه يتجاوز ذلك بكثير؛ فاللغة ليست أداة تخاطب ومستودع أفكار ورموز فقط. ولا تقف أهميتها عند كونها قاعدة كياننا التاريخي والحضاري، فهي مشروع ثقافي تنموي مستقبلي لا يمكن بناؤه بلسان الآخرين.

وهذا كله يثبت مدى الحاجة الماسة في بلادنا إلى تبني اتجاهات ومسارات حديثة علمية وفكرية وثقافية قائمة على الشراكة بين المؤسسات والمنظمات العلمية والثقافية، ولعل شراكة النادي والكرسي هي تبنٍ جديد لهذه التوجهات، فجاء ملتقى المرأة والنص باكورة نتاجها، ويتمحور هذا الملتقى حول (المرأة والإبداع - وتحليل خطاب المرأة وسيمائيتها والذات الأنثوية في خطاب المرأة) ونتمنى أن نخرج منه بتوصيات تَمُدّ طريق هذه الشراكة وترسم خطاها لتحقيق تلك الآمال العظام المعقودة عليها.

كما لا يخفى أن هذا الملتقى قد حقق شراكات عدة بين الجامعات بعضها بعضاً، وبين الجامعات والنادي فنجد أكاديميين وأكاديميات من جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن وجامعة الملك سعود وجامعة الإمام محمد بن سعود وجامعة الأمير سلطان الأهلية كل هؤلاء على منصة هذا الملتقى في تفاعل فكري وثقافي مميز يشارك فيه الرجل والمرأة في مناخ إبداعي حُر.

وفي هذا المقام يسرني أن أنوه بثمرة أخرى لهذه الشراكة حيث إن الكرسي في سنواته الثلاثة الماضية قد أنتج سبعة أبحاث علمية في علم النص والتعابير الاصطلاحية قائمة على مدونة صحيفة الجزيرة تم الانتهاء منها وتحكيمها وفق معايير دولية وهي مُعدّة للنشر، وقد تقدمت إدارة الكرسي للنادي بطلب نشرها والذي بادر مجلس إدارته بالموافقة على ذلك.

كذلك وافق النادي على نشر الكتاب الذي يقوم الكرسي بترجمته هذا العام في علم الدلالة حيث ستنتهي اللجنة من العمل عليه خلال الشهرين القادمين.

فللنادي وإدارته جزيل الشكر والامتنان إذ جعل من هذه الشراكة مثلاً يُحتذى ويُحتفى بها.

وختاماً: فإني أتقدم بوافر الشكر والتقدير لجامعتي جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن التي هيأت للكرسي أن ينمو ويورق في بيئة علمية تدعم الإبداع وتشجعه وعلى رأسهم معالي مديرة الجامعة د.هدى بنت محمد العميل، وسعادة وكيلة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الأستاذة الدكتورة فردوس بنت سعود الصالح التي نحتفي بحضورها معنا اليوم، فهي التي وقفت خلف هذا النجاح وساندته، والشكر موصول لمعالي نائب وزير الثقافة والإعلام الذي توّج جهدنا برعايته الكريمة، ولسعادة رئيس النادي الدكتور عبدالله الوشمي الذي دعم هذه الشراكة وفعَّلها وجعلها واقعاً.

كما يسرني أن أشكر مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر وعلى رأسها سعادة الأستاذ خالد بن حمد المالك على دعمها المادي والمعنوي لكل مشاريع الكرسي ورعايتها الكريمة لمناشطه.

ثم ألقى نائب وزير الثقافة والإعلام راعي الحفل الدكتور عبد الله الجاسر كلمة قال فيها: سعادة الزميل الدكتور عبد الله الوشمي رئيس نادي الرياض الأدبي, سعادة الزميل والصديق الأستاذ خالد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة. سعادة الدكتورة المشرفة على كرسي بحث الجزيرة للدراسات الحديثة. إخواني أعضاء مجلس إدارة النادي الأدبي، السيدات والسادة: السلام عليكم

هناك ثلاثة خواطر أحب أن تشاركوني إياها هذا المساء, الأولى أن أي ندوات أو ملتقيات تناقش قضايا المرأة والنص، قضايا المرأة من حيث كونها قيمة معرفية ومكانة مهنية، ومن حيث النص والإبداع، أمر عادي. لكن الحقيقة وهي الخاطرة الثانية لدي التي كنت أحلم بها وتحققت هذه الليلة هي أن يجتمع أقطاب ثلاثة، النادي الأدبي وهو المعني بالأدب والثقافة والفكر، الجامعة وهي جامعة كبيرة تعنى بالعلم والتعليم ومؤسسة صحفية كبيرة معنية بالنشر.

لكن أمنيتي لم تتحقق حتى الآن لأن هناك قطباً رابعاً أتمنى أن تستطيع أن نغرس هذه القناعة لديهم ونحن في وزارة الثقافة والإعلام مصرون على ذلك هم مؤسسات وشركات القطاع الخاص.

ما يميز هذا الملتقى الأول ليس أنه يتحدث عن المرأة والنص رغم أهمية ذلك. ولكن أن يجمع هذه الأقطاب الثلاثة التي خلقت وستخلق بإذن الله إن استمرت بهذا التعاون أعلى حراك فكري وأدبي في المجتمع.

عندما تحدثت مع الدكتور عبد الله منذ أسابيع قلت له التالي وهي رسالة وأمل «كل ما حاول النادي الأدبي والأندية الأدبية في المملكة أن تتكامل وتتصل بالمؤسسات التعليمية ومنها الجامعات بالذات والمؤسسات الصحفية ومؤسسات وشركات القطاع الخاص كلما توصلنا إلى حراك ثقافي وإعلامي يناقش قضايانا».

بالنسبة للقطب الرابع وأنا مهتم جدا به بشكل كبير. مؤسسات وشركات القطاع الخاص، ليس الهدف هو المال. نحن ولله الحمد كما تعلمون ميزانية الخير ضخت مشاريع كثيرة وكبيرة جدا. ووزارة الثقافة والإعلام حظيت بميزانية جيدة ومشاريع كبيرة, لكن الهدف دائما أن تكون مؤسسات وشركات القطاع الخاص لصيقة للمؤسسات الحكومية والتعليمية والإعلامية والثقافية.

أنتم تعرفون في أوروبا وفي كل الدول المتقدمة هناك كشف خدمات سنوي لكل شركة ومؤسسة وإذاعة, لا تجدد الإذاعة سنويا إلا بكشف يرصد ماذا عملت هذه الإذاعة من خدمات في مجتمعها الجغرافي الذي تبث فيه.

لذلك نحن عازمون في وزارة الثقافة ولن نمل أن نخلق هذا التكامل بين المؤسسات التعليمية باختلاف أنواعها، الجامعات السعودية فيها كنوز من الخبرات والدارسين والباحثين يجب أن يلتصقوا بالأندية الأدبية..

أعطوني دقيقة أتحدث عن مؤسسة الجزيرة، أنا أعلم أنها تصرف الملايين سنويا في خدمة الكراسي الثمانية وتتوسع في ذلك. وفي نفس الوقت تصدر إصدارات مساندة لوزارة الثقافة والإعلام كان آخرها كتاباً عن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان رحمه الله وعن الدكتور غازي القصيبي رحمه الله وكتباً أخرى إعلامية, وكذا المؤسسات الصحفية الأخرى تصدر عدداً من الإصدارات فهم يعينون الوزارة على توثيق مثل هذه المسيرات عن طريق المؤسسات الصحفية. بالإضافة إلى الأخبار وما وراء هذه الأخبار والإعلانات وكل هذا جهد كبير جدا.

لا أريد أن أطيل لكننا عازمون في وزارة الثقافة والإعلام أن نخلق تكاملاً بين النوادي الأدبية والمؤسسات الصحفية والتعليمية ومؤسسات وشركات القطاع الخاص.

هذا هدف أتمنى أن نحققه وهذا الملتقى الأول.. وأنا أشكر فيه الدكتور عبد الله الوشمي الذي حقق لي جزءاً من الأمنية. أما بالنسبة لوزارة الثقافة والإعلام فقد تحدثت مع الوزير هذا المساء وهو يعلم أنني قادم إلى هنا ويبلغكم تحياته وهو بصحة وعافية. والوزارة تدعم كل عمل تكامل وأتمنى أن يكون الملتقى دوريا سنويا والوزارة ستدعم هذا ماديا ومعنويا.

وكان د. عبدالسلام وايل السليمان قد قدم ورقة في الملتقى عن استخدام العلم لتعزيز الاتجاهات الثقافية السائدة حيال دور ومكانة المرأة ركز فيها على رصد عدد من الشواهد التي استندت إلى العلم في تدعيم وتشريع النظرة الاجتماعية العالمية تجاه المرأة.

إلى ذلك تطرقت ورقة د. فواز بن عبدالعزيز اللعبون إلى عرض تاريخي عن معاني الاغتراب وأنواعه مقسما إياه إلى نفسي ووجودي، مستشهدا بعدد من الشواهد الشعرية النسائية على كل منهما طارحا عددا من التساؤلات حول ما إذا كان الاغتراب جزءاً من الذات الأنثوية أو الإبداعية. وجاءت ورقته بعنوان: الاغتراب في شعر المرأة السعودية: مقاربة نفسية اجتماعية ضمنها بالعديد من النماذج الشعرية النسائية في ذات السياق.

وكانت الورقتان قد حظيتا بمداخلة رئيسة من قبل الدكتورة شادية شقروش التي لاقت قبولاً واستحسانا كبيرا في الجانب النسائي، تلاها عدد من المداخلات اختتمت بإجابات مختصرة للمحاضرين.