ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Saturday 25/02/2012/2012 Issue 14394

 14394 السبت 03 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

مسيرة نجاح.. من شقاء حتى السعادة
عوض مانع القحطاني

رجوع

 

إذا كنتُ سأكتب عن الرجال الأوفياء فسوف أكتب عن شخصية محببة إلى قلبي، شخصية عرفتُ عنها الشيء الكثير، عرفت عنها الرجولة والصلاح والتواضع.. لم يغرها المال، ولم تغرها الوجاهة.. بل إن صاحبها منذ نعومة أظافره وهو صاحب طاعة في صلاته وفي سلوكه رغم ما عاناه من تعب في هذه الحياة، إلا أنه وضع له هدفاً، وحقق هدفه.

إنه رجل الأعمال الشيخ هيف بن محمد بن عبود القحطاني، ذلك الرجل العصامي، كان طالباً في المدرسة الابتدائية بشعف لجوان التابعة لمحافظة أحد رفيدة، ثم قرر أن يرحل عن أهله معتمداً على الله. عايش الحياة بمُرّها وحلوها، ولم ييأس. مرَّ بأعمال عدة في المنطقة الشرقية، وعاصر هذه الأعمال.

لم تكن الحياة أمامه مفروشة بالورود، بل كان يجابهها بكل عصامية. عمل في أعمال عدة، منها قيادة السيارة الأجرة، ومن ثم انتقل إلى العمل في قيادة الشاحنات، ثم تحوَّل بعد ذلك إلى الاستقرار في الرياض والعمل في المتاجرة في السيارات بأنواعها. سكن في منفوحة القديمة بقرية الأعشاء. وفي منفوحة لم يدم ذلك الصراع والكفاح مع هذه الأشغال، بل توجَّه إلى مشاركة ومجالسة رجال فيهم الخير، أثروا فيه رغم ما يمتلكه من ذكاء وبُعد نظر، إضافة إلى ما يتمتع به من صدق في المعاملة ومن سلوك.

كان يعرف جيداً أن الحياة لا تتوقف عند هذا الحد، ويجب أن يسير في الطريق الذي رسمه لنفسه. تدرج في تجارة السيارات، وانتقل بفكره لتجارة الأراضي، ومنها إلى مؤسسة صغيرة في العليا؛ لكي ينطلق بها مع رجال أوفياء معه وهو وفيّ معهم في الصدق والمعاملة. تشعبت تجارة ذلك الرجل المهاجر من قرية الصغيرة حتى أصبح اليوم عَلَماً من أعلام رجال الأعمال.

إن الزميل والصديق هيف لم تُثنِه أشغاله ولا تجارته عن القرب من الناس ومن الرجال الطيبين؛ فلا تجد مجلساً في مجالسه إلا وفيه من أطياف المجتمع السعودي من البادية والحاضرة، ولم يحوِّل ما هو فيه من ترف ورغد إلى مظاهر رنانة.. بل كان تقياً فيما يفعله، يرفض الإسراف في النِّعَم، كريماً عندما يحين الكرم، مخافة الله تجدها في كل تحركاته، في عمله ومأكله ومشربه.

هيف من الرجال القلائل، ستجده عندما تحتاج إليه، يكره الكذب أو النفاق، يكره أن يسمع في مجلسه أي كلمة نابية، يكره أي شخص يتعرض لأعراض الناس، مستمع جيد، ينصت للكلام الطيب، قليل الكلام، وإذا تكلم تكلم بنصح، تكلم بحكمة.

يتلمس حاجة الضعيف، بارٌّ بأهله، ملازم لهم في بداية حياته وحتى بعد أن أصبح رجل أعمال، تجد منزله ومكتبه ومزرعته عامرة بالصديق والقريب والمحتاج.. وبرجال الفكر والدين..

عندما أتحدث عن هذه الشخصية العصامية فإنني لا أتحدث للنفاق أو التملق.. بل من معايشة لابن بلدي، لشاب مكافح عشت معه سنوات، عرفته عن قرب، وهناك من يعرفونه أكثر عندما صار رجل أعمال محباً للخير.. فكم من مسجد وكم دور لتحفيظ القرآن أنشأها وأشرف عليها.. وكم من مشروعات خيرية يساهم فيها لخدمة وطنه ومواطنيه.

الأخ هيف بن عبود يعشق البادية بمُرّها وحلوها؛ لأنها تذكره بالطفولة، وبرعي الأغنام؛ لأنه كان راعياً جيداً عندما كان طفلاً في قريته.. وحوَّل ذلك العشق إلى قطعان من الإبل، وحول شغفه بركب بالحمار في ذلك الوقت إلى اقتناء الخيل.. وأصبح رجلاً فاهماً في أطيب الإبل وأطيب الخيول..

أصبح رجلاً يتلمس حاجة المحتاج، ويقضيها سراً.. فهنيئاً لبلد ينتمي إليه رجل عنده وفاء لوطنه، عاش من خيره، رجل عنده محبة لقيادته، ولم أسمع طيلة جلوسي معه إلا وفاء وعرفاناً لقيادته.

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة