ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 02/03/2012/2012 Issue 14400

 14400 الجمعة 09 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

تزخر صحفنا المحلية بالعديد من المقالات الصحفية لعدد من الكتاب، ومن يتابع ويقرأ تلك المقالات يجد البون الشاسع في الطرح والاهتمامات والأفكار، وهذا شيء طبيعي لاختلاف مشارب الناس واهتماماتهم وقدراتهم، إذ لا يمكن أن يكون الجميع على قلب رجل واحد فلكل كاتب شرعة ومنهاجا.

ولكن من خلال تتبعي لكثير من المقالات الصحفية لفت نظري وجود تفاوت في المعيار الصحفي لما يكتب، علماً أن المقال الصحفي ليس عشوائياً كل يكتب ما يحلو له دون النظر في هدف المقال وأسلوبه ومنشئه، لأن الهدف الذي ترمي إليه الصحيفة ليس ملء صفحاتها بالكلام المنثور دون نظر في الأثر وردود الفعل، وليست القراءة في الصحيفة لمجرد التسلية وقضاء الوقت كما يظنه البعض، وإنما القراءة لتنمية الذوق ونمو الفكر وزيادة المحصول الثقافي لدى القارئ، وقد نفقد هذا الهدف في كثير من مقالات الصحف اليوم، وقد فتحت بعض الصحف ذراعيها لكتاب غير مؤهلين فيكتبون كتابات لا ترقى لمفهوم المقال الصحفي.

لذا أحببت أن أذكر بعضاً من ضوابط المقال الصحفي التي استفدتها من متابعتي للصحف وجهدي المقل في الكتابة، وإلا فلست متخصصاً في الإعلام فرحم الله امرئ عرف قدر نفسه، فأقول: لا بد أن يكون المقال الصحفي على مستوى جيد ينبئ عن قدرة كاتبه العلمية والفكرية وما يهدف إليه، بحيث يكون كما يلي:

1 - أن يكون مختصراً، فخير الكلام ما قل ودل، لأن الكلام الطويل الذي يشغل نصف الصفحة أو أكثر لا يسمى مقالاً وإنما موضوعاً علمياً محله المجلات العلمية وليس الصحف. وقد قيل: كل طويل مملول.

2 - أن يبتعد الكاتب عن الحديث عن نفسه أو الإشادة بقريب له وذكر مآثره، لأن المقام ليس مقام الكاتب وإنما مقام القارئ، حتى لا تكون الصحيفة أشبه بالسير الذاتية للكتاب، وهذا مشاهد من بعضهم.

3 - أن يكون المقال ذا هدف يرمي إليه الكاتب، إذ أن البعض يدور في حلقة مفرغة، أو يجمع في مقاله عدداً من العبارات والأساليب البلاغية المنمقة دون أن يصل إلى نتيجة.

4 - أن يبتعد كل البعد عن تجريح الآخرين، حتى وإن اختلفوا معه في الرأي، فإن التجريح ليس من أدب الكاتب، بل الحوار الهادئ المؤصل.

5 - أن لا يكون مقالاً علمياً بحتاً منقولاً من كتاب أشبه ما يكون بالبحث العلمي، لأن المقال يعني رؤية وفكرة جديدة ومعلومة ووجهة نظر يطلع القراء عليها، أما الموضوعات العلمية فموجودة في الكتب والمراجع فلا جديد في الكتابة فيها.

6 - أن يبتعد الكاتب عن الهزل والقصص الخيالية أو سرد حالة اجتماعية تخصه أو تخص عائلته فذلك محله المجالس العامة وليس الصحف المحلية فلكل مقام مقال.

7 - ألا يقحم الكاتب نفسه فيما لا يعنيه، فقد قيل (أعط القوس باريها) فمن يكتب في الأمور الشرعية لا بد أن يكون مؤهلاً لذلك، وكذلك في المجال الاجتماعي والصحي وهكذا، لأن ذلك قد يوقع الكاتب في أغلاط كثيرة هو في غنى عنها.

هذه بعض الضوابط التي أرى من المهم مراعاتها عند الكتابة في الصحف، كما أرجو من المسئولين عن النشر في الصحف أن يراعوا ذلك، فليس كل ما يكتب ينشر، كما أن المعيار لصلاحية النشر هو فحوى المقال وفكرته وليس شخصية الكاتب، فأرجو ألا تطغى شهرة الكاتب على النظر فيما كتبه، والله الموفق.

dr-alhomoud@hotmail.com
المعهد العالي للقضاء
 

ضوابط المقال الصحفي
د.إبراهيم بن ناصر الحمود

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة