ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Sunday 04/03/2012/2012 Issue 14402

 14402 الأحد 11 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

لست أدري كيف تذكرت ديوان (قمصان زرقاء للجثث الفاخرة) للشاعر السوري عادل محمود الذي لا أعرف فيما إذا كان -الآن- ميتاً أو كان حياً فإذا كان ميتاً فإنني أدعو له بالرحمة من لدن الرحيم الباقي لا إله إلا هو. وإذا كان حياً فإنني أدعو له بطول العمر والسلامة والنجاة من هذه المجزرة الرهيبة التي ترتكب في بلده ضد أبناء شعبه. أما لماذا تذكرت ديوانه فلأنني أرى يومياً عبر القنوات الفضائية جثث أبناء وطنه ملفوفة بالأكفان بانتظار السماح لها بالدفن من قبل سلطات النظام الأسدي الغاشم، أما لماذا اخترت أنا (جثة فاخرة) واحدة من بين تلك الجثث المكدسة والنازفة فلأنني تنهدت طويلاً كما يتنهد الشعب السوري الذي لا يملك سوى التنهد فقط بعد أن أعياه نداء (الاستغاثات في هذا العالم الوحشي) الذي لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم أيضاً، وكذلك يفعل النظام السوري مثله مثل هذا العالم بعد أن أوغل في البطش وأولغ بالدم حتى أصيب بالسعال والغلث الإنساني، أقول وعوداً إلى سبب اختياري لجثة واحدة من ألوف الجثث الملفوفة والملقاة في كل أنحاء سوريا فلأن هذه الجثة النازفة من يطالب بدمها لأنها تعود إلى مواطنة (غالية) من مواطني العالم الغالي وأعني بذلك تماماً الصحفية الفرنسية الباسلة (إديث بوفييه) والتي أرسلت لها بلادها طائرة خاصة لنقلها إلى عاصمة بلادها لمعالجتها بينما لم يسمح النظام السوري منذ عام وحتى الآن للصليب الأحمر أو الهلال بالدخول إلى معالجة الجثث العربية السورية النازفة.

لا وفوق هذا وذاك يعاقب رئيس الحكومة الفرنسية ساركوزي بإغلاق سفارة بلاده في سوريا من أجل تلك المواطنة الجريحة (إديث) بل تضامن كل الاتحاد الأوروبي مع بلاد إديث وقرر الاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلاً للشعب السوري مما يعني عدم اعتراف أوروبا بالنظام الحاكم بالرغم من أن النظام سبق له عدم اعترافه بالجامعة العربية وعدم اعترافه بالاتحاد الأوروبي وما لحق من بلاد الله سوى روسيا وحدها (!!) مما يجعلنا هنا أن نعتقد أن الحل الأمثل في ذهنية النظام السوري هو إبادة الشعب السوري كله وبقاء بشار الأسد وحده على الكرسي ليمثل السلطة وحده ويمثل الشعب وحده لأنه لن يبقى سواه آنذاك في سوريا إلا هو وحده (!!).

 

هذرلوجيا
الجثّة الفاخرة
سليمان الفليح

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة