ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Sunday 04/03/2012/2012 Issue 14402

 14402 الأحد 11 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

فاصلة:

(هناك عنف يحرّر، وعنف يستعبد)

-حكمة إيطالية-

عندما يأتي تصريح صحفي من قبل أحد العاملين في هيئة حقوق الإنسان بأن «العنف النفسي من أصعب أنواع العنف الممكن إثباته كما أنه غير معترف به بعد، ولا يوجد تعريف واضح له يمكن من معالجته قانونياً وقضائياً على رغم أن له تأثيرات واضحة على حياة الأطفال واستقرار شخصياتهم وإنجازهم».

فهذا يعني عجز المؤسسات المعنية بقضية العنف - في جزئية من اهتمامها بحقوق الإنسان- في القيام بدورها الصحيح فالعنف النفسي وإن لم يُحدد له تعريف إلا أن المنظمات العالمية تدرجه تحت أشكال العنف وقد جاء تقرير الأمم المتحدة الصادر 2006 عن أشكال العنف المختلفة ضد المرأة حول العالم متضمنا العنف النفسي والعاطفي، ووجدت دراسة منظمة الصحة العالمية المتعددة البلدان أن ما يتراوح بين 20 في المائة و75 في المائة من النساء تعرضن لواحد أو أكثر من أعمال الإساءة العاطفية.

مشكلتنا في أداء المؤسسات الحقوقية أنها لا تحاول البداية مما انتهى إليه الآخرون في عملية خلاّقة لاكتشاف الحلول إنما هي تبرّر عجزها بالارتكان إلى صعوبة ما لم تستطع تحقيقه لأنه عالميا لم يتحقق بعد.

في دول العالم المتحضرة يتم الحصر الشامل والكلي لكل الأشكال العنيفة الموجهة ضد المرأة لأن ذلك يساعد على كشف الأشكال الخفيّة غير المعلنة من العنف الموجه ضد النساء.

والعنف النفسي أو العاطفي واللفظي هو أكثر أنواع العنف انتشاراً، ومن المؤسف أن المرأة تشكل أحد عوامل انتشاره بتقبلها له، وتسامحها مع زوجها المعتدي، فيستمر الزوج في تعنيفها ويستمر المجتمع في إخفاء نتائج هذا العنف على المجتمع بأكمله وليس المرأة والأسرة فقط.

الفتاة التي تنشأ في أسرة تميز أخاها في العلم أو حتى التعبير عن الرأي تمارس عنفاً نفسياً على الفتاة والمرأة التي لا يسمح لها الزوج بالتعبير عن رأيها أو يهملها أو يحقر من تفكيرها ويمنعها من إكمال تعليمها أو الذهاب إلى عملها أو يهددها بحرمانها من أطفالها إن لم تخضع لأوامره كلها أشكال من العنف النفسي الممارس على المرأة بصمت حتى القوانين التي لا تعامل المرأة على أنها كاملة الأهلية فإنها تدخل ضمن هذا العنف المخفي تجاه المرأة بما ينعكس على تشكيل شخصيتها ودورها في المجتمع.

وإذا كانت هيئة حقوق الإنسان تقول إن العنف النفسي غير معرف قضائيا فقد سبق الجميع نبي هذه الأمة في إنصافه للزوجة بأن تقرر إنهاء الحياة الزوجية وهي لم تجد عيبا في زوجها لكنها لا ترغب في العيش معه في إشارة لحرصه صلى الله عليه وسلم على رضى الزوجة عن زوجها وقبولها بالعيش معه دون أي إرهاب نفسي لمجرد أنها امرأة.

حينما نكشف عن أشكال العنف النفسي في مجتمعنا إنما نقدم المساعدة لمحاربة هذه الانتهاكات وإمكان مواجهتها قانونياً وسياسياً واجتماعياً، وهذا أجدى من الاستسلام لغموض الظاهرة وتشابك آثارها.

nahedsb@hotmail.com
 

مسؤولية
عنف النساء ليس ضرباً فقط
ناهد سعيد باشطح

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة