ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Wednesday 07/03/2012/2012 Issue 14405

 14405 الاربعاء 14 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الاقتصادية

      

أعلنت وزارة التجارة عبر موقعها عن السماح باستيراد مادة الاسمنت وأوضحت بأنه لا يوجد أي عائق أو مانع بالوقت الحالي يحول دون ذلك وكانت الوزارة في وقت سابق قد واجهت شح المعروض من هذه السلعة الأساسية بكثير من الحزم عبر منع التصدير للمنتج محليا وعاقبت الكثير من المتلاعبين بالسوق وقد كتبت مقالا سابقا عندما قررت الوزارة وقف تصدير الاسمنت طرحت فيه أن فتح الاستيراد أجدى من وقف التصدير، وإذا ما قسنا القرار بفتح الاستيراد حاليا بباقي الإجراءات التي تم اتخاذها فهو يعد الأهم والمستجد من بين إجراءات الوزارة فمشكلة الاسمنت مزمنة من سنوات واتبعت حلولا عديدة دون أن تلغي تكرار المشكلة سنويا

إلا أن كسر المنافسة الاحتكارية من خلال السماح باستيراد الاسمنت والتي ستكون بالتأكيد عبر ضوابط معينة تأخذ بعين الاعتبار الجودة والكمية الملائمة لضبط السوق واستقراره ودونما أضرار بالمصنعين المحللين هو الحل الأفضل لتلبية حاجة السوق ومنع التلاعب فيه من أي طرف كان، فحجم المشاريع الحكومية والقطاع الخاص كبيرة جدا وتحتاج إلى توفر المواد الأساسية لإنجازها بكميات تيسر إنجاز المشاريع وتلبية حاجة السوق دون أي تلاعب أو رفع للأسعار مما يعيق النشاط الاقتصادي لأن تعطيل المشاريع أو تأخر إنجازها له آثار سلبية على النمو الاقتصادي وخطط التنمية.

مما يعني أنه لابد من التحرك دائما بمرونة تمنع أي عوائق أمام المقاولين والجداول الزمنية لإنجاز المشاريع فلا يمكن تعطيل خطط التنمية أو مشاريع القطاع الخاص بسبب إرباك سواء المنتجين أو الموزعين لأي مادة رئيسية مهما كانت مبرراتهم أو كان لهذه الصناعة لمحلية ميزات خاصة بها تهدف لدعم المستثمرين فيها محليا.

فالتنافسية الاحتكارية لا تخدم الاقتصاد ولا حتى المصنعين على المدى الطويل فلابد من تقليص الريعية بالاقتصاد المحلي وتعويد المستثمرين على المنافسة المفتوحة لتحسين أدائهم وتخفيض تكاليف إنتاجهم بشكل ذاتي وليس من خلال الدعم، فصناعة الاسمنت تعتمد على دعم حكومي كبير ولدينا المادة الخام متوفرة بكميات كبيرة وتقوم شركة أرامكو بتوفير الوقود اللازم لتشغيل المصانع أيضا وإلى الآن لم يشهد السوق استقرارًا مستمرًا ففي كل عام ومنذ انطلاقة المشاريع الحكومية بأحجام كبيرة منذ سنوات تتكرر أزمة الاسمنت ولابد في هذه الحالة عدم الارتهان إلى معالجة المشكلة ضمن إطارها الضيق أي من خلال الاعتماد على المنتج المحلي دائما ووضع الحلول وفق إطار الكميات المنتجة داخليا والنظر في أسباب عدم قدرة المصانع على استقرار السوق، كما أن المنتجين المحللين لن يستطيعوا التوسع إلى ما لانهاية بإنتاجهم فإذا زاد الإنتاج بنسب كبيرة وتراجع الطلب المحلي فجأة فسيتسبب ذلك بخسائر فادحة لهم بعد سنوات قد لا تكون بعيدة خصوصًا إذا انخفض حجم الإنفاق الحكومي، كما أن التوسع بالإنتاج المحلي فقط لأسباب ترتبط بمدة زمنية ليست بالطويلة سيزيد من إنفاق شركة أرامكو على زيادة تخصيص الوقود اللازم لصناعة الاسمنت والتي إذا تراجع الطلب عليها يعني وقفا لخطوط الإنتاج كما حدث بالماضي عند تراجع الطلب سابقا وهذا يعد خسارة لجميع الأطراف ذات العلاقة بهذه الصناعة وكذلك يعد استنزافا كبيرا للمادة الخام محليا كما أن وقف التصدير لايعد في صالح الشركات المحلية لأنه يفقدها أسواقا لابد من تواجدها فيها كضمان لنشاطها مستقبلا.

قرار فتح الاستيراد للاسمنت موفق ونتمنى أن يكون سمة عامة لكل السلع بالسوق المحلي حتى يتغير أسلوب نظرة وتعامل المصنعين المحليين لآليات السوق ويقوموا بدراسة السوق والتعامل معه وفق معطيات المنافسة المفتوحة وتخفيض الدعم تدريجيا عنهم لبناء صناعة ترتكز على أسس المنافسة العالمية فالحمائية وأساليب الدعم الحكومية كانت دائما حلولا وقتية لدعم الصناعات في كل دول العالم الذي تحول للانفتاح التجاري الواسع للأسواق خصوصا للدول التي وقعت على الانضمام لمنظمة التجارة العالمية.

 

استيراد الاسمنت قرار موفق يكسر الاحتكار
محمد سليمان العنقري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة