ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Saturday 10/03/2012/2012 Issue 14408

 14408 السبت 17 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

لا زلتُ أنتظر من احتفل بمقال مجلة الساينس قبل أسابيع عندما هاجمت الجامعات السعودية، وبعد أن علم بما ذكرته هذه المجلة في الأسبوع الماضي من سلامة وتوافقية ما تقوم به جامعة الملك سعود من ممارسات أكاديمية مع ما تقوم به جامعات عالمية.

لا زلت أنتظر بشوق: متى سيعود هؤلاء إلى الاعتذار من مؤسسات التعليم العالي في بلادنا.. وخاصة من جامعة الملك سعود؟

لقد اجتاحت وسائل الإعلام وخاصة المطبوع حمى الكتابة ضد الجامعات نتيجة ما كتبته مجلة ساينس الأمريكية من مقال مجحف في حق مؤسسات التعليم في المملكة، وعلى الرغم من أن معظم الهجوم الذي وجهته المجلة كان ضد جامعة الملك عبدالعزيز، إلا أن معظم الهجوم من الكتاب ورواد الانترنت كان موجها لجامعة الملك سعود.. ولهذا، فإنه من المفترض أن يبادر هؤلاء الكتاب إلى تسجيل اعتذارهم من هذه الجامعة الرائدة.

لقد هيأ مقال الساينس السابق مناخا للخوض في حرمات التعليم العالي، وكشر الكثير عن الأنياب واستخدموا مخالبهم ضد جامعات سعودية، وخاصة جامعة الملك سعود، وصدقوا فيها كل الأقاويل وكل حجج الآخرين، واستوعب النقاش الكثير من الجدل والأقاويل والمزاعم.. وكلها بنيت على مقال ساينس ومحررها الذي لم يراع قواعد المهنة الصحافية أو طقوس العمل الجامعي.

والسؤال الذي نريد أن نطرحه هنا.. ماذا عسى هؤلاء الكتاب أن يقولوا ويكتبوا الآن عن جامعة الملك سعود، وقد جردتهم مجلة الساينس من كل الحجج والبراهين التي كانوا يستندون إليها..؟ ماذا عساهم أن يقولوا لجامعاتنا ومؤسساتنا التعليمية العليا، وقد حاولوا ان يقوضوا كل نجاح فيها.؟ وكل بناء تشيد؟ وكل بحث كتب؟ وكل أستاذ بزغ نجمه عالميا..؟ ماذا عساهم يقولون ويكتبون في اعتذارية للوطن؟ واعتذارية لجامعات الوطن؟ ونجاحات الوطن؟

نجاح جامعاتنا - وجامعة الملك سعود تتصدر هذه النجاحات - هو نجاح لنا، لكل مواطن، ولكل الوطن.. بل لكل عربي ومسلم.. فمثل هذه النجاحات مصدر افتخار لنا ولمن حولنا.. ودليل على أن مشروع التنمية السعودي قد نجح في استزراع نجاحات الجامعات العالمية في بلادنا، وحققنا تميزا وريادة لم تكن بالخيال.. ولكنها أصبحت مسلمات في واقعنا الذي نعيشه وفي حاضرنا الذي بنيناه.. وهي التي ستشكل لمجتمعنا المستقبل الذي ننشده والتقدم الذي نسعى إليه.

ما أفرزته أقلام كثيرة في الأشهر الماضية من نقد وتجريح في غير مكانه، ومن تشكيك ليس له أساس سوى مقال صفحتين بمجلة أسبوعية كتبه شخص لا يعرف الموضوعية، ويفتقد إلى أصول المصداقية الصحافية.. فقد أراد أن يوقف نجاحات هذه الجامعات وهو أعرف بأن ممارسات الجامعات السعودية هو نفس ممارسات الجامعات الغربية والشرقية.. ممارسات مبنية على عالمية العلوم.. وإنسانية البحوث.. ونجاحات أي جامعة في الولايات المتحدة أو كندا أو بريطانيا أو ألمانيا أو كوريا أو سنغافورة أو اليابان أو استراليا أو فرنسا هو نجاح لأساتذتها وطلابها.. وتتنافس هذه الجامعات على استقطاب أفضل الأساتذة في البحث أو التدريس.. من أجل أن ترتبط البحوث والدراسات باسم هذه الجامعات.. ومن أجل أن تتطور وتتجود هذه المخرجات.

كم كاتب سيحاول أن يعتذر من كتابته التي جافت الحقيقة؟ أو شوشت على صورة نجاحات جامعاتنا؟ كم كاتب سيعيد النظر في قناعات رسمتها صورة هذا المقال؟ وكم كاتب سيكون جريئا وشجاعا ليقول نعم كدنا نساهم في تقويض نجاحات الوطن.. ونوقف ريادة الجامعات.. ونعود إلى ما كنا عليه في سنوات مضت، كانت جامعاتنا أشبه بمؤسسات توظيفية ليس إلا، ولم يكن للبحث دور أو نجاح في مشروعاتنا الوطنية..؟

ولكن نعلم أن لغة الاعتذار ليست من اللغة التي تعودنا عليها.. أو تصافينا من خلالها مع ذواتنا ومع الآخرين.. ونحن في الجامعات يكفينا أن الحقيقة قد بزغت.. والشمس قد ظهرت.. وهذا بذاته مصدر اعتزازنا وفخرنا فيكفينا أن القناعات ستعود كما كانت.. والحقيقة ستظل حاضرة في العقول.. ولكن نتمنى أن نستفيد من درس الساينس في أن نفكر دائما أن صوت الوطن عندما تحدث لنا ومعنا يجب أن يكون هو مرجعيتنا قبل أن نرتهن لمرجعية الآخر.

alkarni@ksu.edu.sa
رئيس الجمعية السعودية للإعلام والاتصال المشرف على كرسي صحيفة الجزيرة للصحافة الدولية بجامعة الملك سعود
 

بعد اعتذار الساينس.. من الذي سيعتذر لجامعة الملك سعود؟
د.علي بن شويل القرني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة