ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Saturday 10/03/2012/2012 Issue 14408

 14408 السبت 17 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

منوعـات

      

يقول المثل الغربي: (السياسيون متشابهون.. فهم جميعا يعدوننا ببناء الجسر حتى حين لا يكون هناك نهر!)..، والوعد أو المبدأ الذي يسوقه السياسي يمثل رصيده في بورصة ثقة الناس، أولئك الذين يصوتون له ثقة وأملا في الجسر الذي قد يبنى وقد لا يبنى، وفي السياسة تمثل المواقف بلا شك ميدان الإنجاز الأوحد!

اليوم في مصر ما بعد الثورة يحتدم الجدل حول قضية التمويل الأجنبي والهروب المفاجئ للمتهمين الأجانب، في وقت يسهل فيه فرز المواقف استنادا إلى المبادئ المعلنة الثابتة وتطبيقها على أرض الواقع، فالإخوان المسلمون الذين يشكلون الأغلبية في البرلمان ينفون أي صلة لهم بإطلاق سراح الناشطين الأجانب بعد أن منحهم عضو مجلس الشيوخ الأمريكي جون ماكين شهادة حسن سيرة وسلوك في السياسة الخارجية حين قدم الشكر لجماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسي حزب الحرية والعدالة، لـ»دورهم في حل أزمة التمويل الأجنبي» - حسب قوله -، هذه الشهادة لم تتجاوزها الجماعة في توظيفها سياسيا لصالحها بشكل ذكي حين وصفها أحد أعضائها في مجلس الشعب بأنها تستهدف تشويه صورة الجماعة والنيل من مصداقيتها، وأن لقاء الجماعة بماكين أثناء زيارته لمصر لم يتطرق لهذا الموضوع البتة!!

نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين أيضا، خيرت الشاطر، نفى صلة جماعته بالأمر برمته من بداية الاعتقال إلى الهروب المفاجئ!! والمثير في الأمر للمتابع أن الحماس في الدفاع عن عدم علاقة الجماعة بالقضية كان أكثر وضوحا وأرفع صوتا من توضيح موقفها من قضية الهروب والمسئولين عنه!!

بعيداً عن دائرة المسؤولية في إطلاق سراح النشطاء والتي تبرأ منها المجلس العسكري نفسه بل ووزارة العدل، وبعيداً عن رواية ماكين والإخوان بالشكر لهم منه، والنفي لروايته منهم، أتساءل فيما لو كان إطلاق سراح هؤلاء الناشطين في عهد الرئيس المخلوع مبارك وماذا كانت ستكون ردة فعل جماعة الإخوان المسلمين وموقفها، بل والتصعيد حول القضية في كل مكان وبشتى الوسائل، ليتحول الأمر اليوم إلى انشغال بنفي العلاقة من عدمها!

لست هنا في معرض الدفاع عن الدكتاتور حسني مبارك فله من السيئات مع الشعب المصري ما يحاكمه عليها الآن، كما إنني لست بمعرض الإنكار على جماعة الإخوان المسلمين انخراطها في العمل السياسي فهو أبسط حقوقها، لكني ألتقط من هذا الموقف دروسا أهمها: أن السياسة تختبر الشعارات والمبادئ، وأن كثيراً من المواقف التي يشنع عليها المخالفون ويصفونها بأقذع الأوصاف هي ذاتها التي يمارسها البعض حين تؤول إليه الأمور.. وأن من يعدوننا ببناء الجسور في كل العصور لابد أن يثبتوا لنا أولا قدرتهم على بناء أنفسهم!

دمت بود وإلى لقاء!

Eco-manager@al-jazirah.com.sa
 

عاجل للإفادة
بناة الجسور .. ( ماكين والأخوان ) !
فهد بن عبد الله العجلان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة