ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Thursday 15/03/2012/2012 Issue 14413

 14413 الخميس 22 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

منوعـات

      

حينما يظهر في مقطع يوتيوب، بثته صحيفة عسير لايف، أحد الطلاب الشباب من جامعة الملك خالد أمام وكيل إمارة المنطقة، ويقسم بعفوية شديدة: «أقسم بالله لو طلبت أي واحد من هؤلاء الطلاب، يفدي الدين والوطن والملك بروحه لفعل الآن». أقول حينما يفعل ذلك فهو يقطع الطريق على مسؤولي الجامعة، الذين وصفوا مطالبات الطلاب والطالبات بعمليات فوضى وتخريب تهدف إلى الإخلال بالأمن، وأن ذلك يقف وراءه أيد خفية، فألف شكر ومحبة لهؤلاء الطلاب النبلاء، الذين أدركوا بوعيهم الشاب اليقظ أن هذا الأمر قد يفسّر بطريقة الأهواء، إما عن طريق مسؤولي الجامعة، وهو أمر أخف وطأة، أو عن طريق الدول الأجنبية التي اعتبرت ذلك حدثاً، بل منعطفاً مهماً في البلاد.

أجزم أن كثيراً من الطلاب والطالبات وصل بهم الغضب والإحباط من سوء الأوضاع في الحرم الجامعي ما جعلهم يوصلون صوتهم بهذه الطريقة، وهو أمر يجب أن نتبه له مستقبلاً، خاصة إذا أدركنا أن ما يقارب 60% من الشعب هم من فئة الشباب، هؤلاء ليسوا بمعزل عن العالم، والمواطن يبحث عن إنصافه، يبحث عمّن ينصت له، ولمشاكله، حتى لا يبلغ به الأمر مرحلة الإحباط من أن لا أحد يستمع له.

ولعل الكلمات الجميلة التي بادل فيها وكيل الإمارة ذلك الطالب، ودعوته له كي يصعد على خشبة المسرح، ويناوله المايكروفون كي يتحدّث، هو أمر إيجابي ومهم، وأن يطلب من الحضور ترشيح عشرين طالباً يمثّلونهم أمام أمير المنطقة، للتعبير عن مطالبهم، هو أيضاً أمر إيجابي وضروري، ولكن الأمر الذي أعتقد أنه أكثر جدوى، هو أن تزور وفود رفيعة المستوى من وزارة التعليم العالي، ومن إمارات المناطق، كل الجامعات في المملكة، سواء للطلاب أو الطالبات، والاستماع إلى جميع مطالبهم، وتفهم همومهم، وإيجاد الحلول الجذرية العاجلة لكل ما يعترض العملية التعليمية من جهة، وجميع مطالبهم الحياتية أيضاً.

علينا أن ندرك أن ظهور صوت هؤلاء في كل موقع يصل صوته مباشرة إلى ولي الأمر، هو أمر حتمي وضروري، فلا تكفي لجنة الأسرة والشباب في مجلس الشورى مثلاً، رغم أن من يقوم عليها هم رجال أجلاء نحترمهم ونقدّرهم، لكنهم بحكم أعمارهم، لا يستطيعون أن يعيشوا أزمات الشباب المعاصرة، كي يعبّروا عنها، ولا يكفي أخذ انطباعاتهم ونقلها إلى المجلس، بل إن حضورهم في الجلسات لمناقشة شؤونهم الشبابية، سيكون له أثر إيجابي عليهم، ويمنح أنفسهم فسحة الأمل المنتظرة، والمطلوبة أيضاً.

فمثل هؤلاء الشباب الذين ظهروا في المقطع، وغيرهم، هم من الشباب الواعين المدركين، يفهمون قيمة الوطن وأهمية الأمن فيه، وحق الوطن والدين عليهم، وفي الوقت ذاته، يدركون حقوقهم الشخصية، وينتظرون من يحفظها لهم، كل ما علينا في هذه البلاد الكريمة، هو أن ننصت للشباب وللشابات أيضاً، وأن نحترم مطالبهم ونقدِّرها.





 

نزهات
وطنية شباب الجامعة ومطالبهم
يوسف المحيميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة