ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Sunday 18/03/2012/2012 Issue 14416

 14416 الأحد 25 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

المدينة المنورة..

اسم، ورسم،.. مكان الألفة، وبيت الروح..

تهف لها القلوب، ويتقافز الصغار حين تسقط في آذانهم عزيمة الأهل لشد الرحال إليها..

رياض الورد, والحبق، والنعنع، والنوامي...

أشذاء تملأ الصدور بأريجها..

بهجة تسري في الجنوب الخفية من جدران الروح..

هناك.. يرقد الحبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم..

هناك قباء، ومدافن الشهداء الذين ناصروا دعوته عليه الصلاة والسلام..

أخيلة تتطوف الذاكرة.., وتبث فيها نبضا منعشا..

هناك نماذج نخوة الإخوة في حب الله.., مشاركة النفس بالنفس..

هناك المهاجرون الذين تركوا مكة بعزها، وفخارهم فيها ليكونوا في موكبه مؤازرين، ولعضد دعوته شادين،.. ولنور هداه مقتدين، وبه مهديين..

حيث انطلق صوت الحق، وأسست دولة الإسلام الأولى.., حيث بركت ناقته، وشيد مسجده, وداره...

مدينة العيون, والنخيل, والآبار, والبلدات السعيدة...

ولي ذكرى الطفولة، الرحلة كانت من الرياض لمكة للمدينة، وفرحة تقض مهجد النبض في الصدر فالتوجه حيث جدي، الذي أذكر أول ما وطئت مسجده ابنة سبع سنوات حين الغرة, وبراءة الإدراك، والالتقاط بفهم بريء لمقولات الأهل.. إنني أقبلت أسأله عليه الصلاة والسلام أن يقبل الله مني السلام عليه، وأنا أناديه يا «جدي».. فإذا بأبي وهو يمسك بيدي يقول: هنا رسول الله مرقده، وهذا مسجده، ونحن جئنا للصلاة في المسجد، فاقرئي السلام على رسول الله خاتم الأنبياء يا بنيتي... قولي السلام عليك يا رسول الله، وإن كان جدك فهذا تشريف وتكليف.. ونهضت مذ ذاك أتلمس التكليف..

الذاكرة ممتلئة بتلك اللحظات.. حيث كان هناك عدد قليل من الناس.., وكان يمكننا المرور بكل مواقع المسجد في دقائق..

المدينة المنورة الآن مكتظة مكتظة، إن لم تستعجل الذهاب قبل الصلاة للمسجد بساعات, تعجز أن تجد مكانا للسجود داخل المسجد، فساحاته الوسيعة ممتدة بك وبهم مئات الوافدين بحب.. إذ تصل الصفوف لمتاخمة الأبنية المحيطة...

توسعة ضخمة، وجهود جبارة، والجميع يتجهون حيث يستروحون هيبة الهادي الأمين، وشريط الهجرة, ودعوة الحق, ومنشأ المنهج الرباني لدولة الحياة الطيبة...حيث قوانين السماء استنت, ونبي الهدى أسس، والمسلمون الأوائل من الخلفاء، والصحابة، والتابعين اهتدوا، واقتدوا, ونهضوا بنشرها نحو أصقاع الدنيا..

حيث نبوءة تملك المسلمين دولة فارس، والروم، وشرق الأرض، ومغربها... وكان ذلك إذ أنجز الله وعده..

المدينة المنورة حيث خرجت منها بعثات الرسول صلى الله عليه وسلم, للشمال والجنوب، وفتحت مكة، وأبرمت معاهدات السلام... وأتم الله على المسلمين دينهم، وفاضت روحه الكريمة فوق ثراها، وغدت مأوى جسده الطاهر..

المدينة المنورة صورة جميلة ناطقة في كل اتجاهاتها، كما مكة بقدسية هذه الأرض، وبإيوائها لكل لسان يشهد بالوحدانية, ورسالة محمد عليه الصلاة والسلام...

ما يزيد القلب بهجة, هم أولئك الرجال, والنساء كالفراش يحومون حول المصلين، والمصليات, تنبيها، وإرشادًا، وتسوية صفوف, وحديث عن الرسالة, والزيارة, والصواب، والخطأ في الفهم والتطبيق,.. يجيبون كل سائل عمّا يريد بعلم، وفهم، وخلق جميل..

والله ما رأيت أمثل منه في أي مكان يحتاج فيه السائل, والجاهل لمن يجيبه, أو يهديه...

يومان في المدينة بعيدًا عن واجبات عمل، أو مهمة بحث ودرس، هما بألف سنة من عمر الفرحة، وبهجة القلب

عليك أفضل الصلاة، وأندى السلام يا رسول الله محمد.. وعلى آل بيتك, وخلفائك, وصحابتك رضي الله عنهم وأرضاهم، وسلم تسليماً كثيراً.

 

لما هو آت
طريق للبهجة...!
د. خيرية ابراهيم السقاف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة