ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 30/03/2012/2012 Issue 14428

 14428 الجمعة 07 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

متى مُت؟

رجوع

 

برتابة معتادة توجه إلى صندوق الصحيفة، وعلى الصفحة الأولى كان الخبر الذي هز صباحه كما لو كان عن موت صديق:

توفي عن عمر يناهز الثمانين الشيخ خالد علي، بعد صراع طويل مع المرض.

ماذا، لا يمكن! كيف أموت الآن. كيف يميتونني الآن!

أحضرت زوجته القهوة، وباهتمام مصطنع سألت عن أخبار اليوم.

قال مستنكراً: توفي عن عمر يناهز الثمانين الشيخ خالد علي.

- ماذا، لا يمكن، وباهتمام مصطنع أشرعت في البكاء.

= لا عليك، لا عليك، سأتجه إلى مقر الصحيفة حالاً. حتماً هنالك خطأ ما!

في الطريق إلى الصحيفة الفكرة الوحيدة في رأسه كانت الوقت الصحيح لموته.

متى مت؟ ولكي أكون أكثر دقة متى كنت حياً؟ في اللحظة التي تكورت فيها في رحم أمي، أو اللحظة التي خرجت فيها منه وأبصرت المشهد الأكثر غرابة لعدد من النساء كما لو كن يحملن كنزاً، وأمامهم أمي كما لو كانت من خبأه.

في الكلمة الأولى التي نطقتها، والتي لم تفهم بطبيعة الحال. في الخطوة الأولى، والتي سقطت فيها بطبيعة الحال.

أو في اليوم الأول على مقعد الدراسة، الشهادة الأولى على أهليتي لتقبل العلم، على الرغم من أن كل ما فعلته في ذلك العام هو اللعب!

وما هذه الصياغة الخاطئة! بعد صراع طويل مع المرض! أليس من الأجدر أن يقولوا بعد صراع طويل مع الحياة! من أجل المصداقية على الأقل.

مهلاً، وكأني تقبلت خبر موتي، كيف لي أن أتخلى عن كل تلك السنين! لا أبا لك يسأم؟ لا أبا لك لا يسأم!

أمام مكتب المسؤول عن أخبار الوفيات.يفتح الباب مباشرة.

على المكتب يجلس رجل بوجه لا عمر له، يحدق فيه ببلادة، ويقول:

- أي أدب هذا الذي يجعلك تفتح الباب مباشرة!

= أي أدب هذا الذي يجعلك تفتح الباب مباشرة أنت!

- ماذا تريد؟

= أريد ان أحتج على موتي!

- لماذا؟

= لا أدري، ولكني أريد أن أحتج!

- حسناً احتج!

= كيف تميتونني الآن؟

- لا دخل لي، الأوامر تأتيني من الأعلى.

يضرب بيده على الطاولة ويقول صارخاً:

= أعلم، لست هنا من أجل الاعتراض على موتي، ولكن من أجل الدقة، من أجل تحديد الوقت الصحيح لموتي!

- ما كل هذه الحدة التي تقابلني بها يا هذا! ثم ما سر هذا الحنق على موتك وأنت حيٌ أمامي!

- ولو كنت حياً هل سآتي لاستجديك الوقت الصحيح لموتي!

زياد عبدالله السويلم

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة