ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 30/03/2012/2012 Issue 14428

 14428 الجمعة 07 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

دوليات

      

أفهم أن تساند أمريكا إسرائيل بحجة أنها محاطة بالأعداء ، كان هذا قبل عصر التسويات ، لكن لا أفهم قلق لافروف من تحويل سوريا السنية إلى سنّه ، إلا أن يكون التبس عليه الأمر بين الشيعة والشيوعية ، وكنت أعتقد مخطئا أن دعم روسيا للنظام الحاكم في سوريا إنما يأتي في سياق حرب باردة بين القوتين العظميين على مناطق النفوذ ، لكن يبدو أنه تجلى لنا الموقف الروسي بغير ما حسبنا وتوقعنا ، الداهية أندريه غروميكو وزير خارجية الاتحاد السوفييتي البائد أو السيد « لا « كما كانت تعرفه وسائل الإعلام الغربية أعطى السياسة السوفيتية بدهائه غطاء من الأكاذيب استطاع بها تضليل العالم كله عن واقع الاتحاد السوفييتي المنحدر والمتجه للانهيار ، لكنه مات دون أن يكتشف أحد ملائمته للسخرية والتندر كما ظهر اليوم من السيد أو آية الله لافروف الذي أظهر مؤخرا خشيته من المذهب السنّي ، ولم أكن أعلم حقيقة بغيرته القمقمية ، بل ولم أتوقع إطلاقا نباهته السياسية الفذّة التي أظهرها حول أبعاد الخطر السنّي على أمن وسلامة الهلال الشيعي ، بل وحتى هذا الهلال الشيعي المزعوم لم يكن في يوم من الأيام جدير ومستحق للتوقف عنده باعتباره «هلسا سياسيا « أكثر منه حقيقة تسترعي الانتباه أو التوقف . وأفهم أن لروسيا ثأر مع السنّة الذين أخرجوا قوات الاتحاد السوفييتي من أفغانستان مهزومة مدحورة ، لكن هذا الثأر انتهى ومضى مع بيع العراق من قبل غورباتشيف لأمريكا بثمن بخس ، ولست متأكدا إن كان لافروف يلمح إلى ثمن مقابل سوريا ، لكن في الغالب أن وزير الخارجية الروسي يميل إلى السمسرة أو الاستثمار في السياسة لصالح الاقتصاد ، وفي اعتقادي أنه وعندما يكون العرض سطحياً وساذجاً إلى حد السخرية تتضرر المصلحة السياسية والاقتصادية معا. أمريكا في عصر أوباما استطاعت بمهارة أن تعيد لأمريكا شيئا من بريقها ولمعانها بعد أن عبث بها بوش الصغير ، وكانت روسيا تمثل في تلك الفترة أمل للخلاص من غطرسة بوش الصغير بما بدا وكأنه اتزان وحكمة في السياسة الخارجية لروسيا ذلك الوقت ، وقد حظيت روسيا فعلا بزخم قوي في العلاقات مع دول كانت ولا زالت تعد من حلفاء وأصدقاء أمريكا ، وكان يمكن التقاط هذه الانحناءة واستثمارها روسيا في اتجاه توثيق وتقوية العلاقات مع هذه الدول ، لولا ظهور اتجاه إيران النووي المدعوم من روسيا مما عثر أو أبطأ هذا التقارب ، وكان من الحكمة لو عرفت روسيا كيف تقايض الصالح باستثمار العلاقة مع إيران المحاصرة دوليا مع دول عربية ذات علاقات قوية مع أمريكا كانت تشهد فتوراً وتباعداً في المواقف ، هذا لم يحصل وربما كان السبب سماكة العدسات الطبية التي يقرأ بها السيد لافروف تقارير الأحداث الدولية صباح كل يوم . في النهاية سيرحل نظام بشار الأسد عن سوريا سواء قربت هذه النهاية أو بعدت قليلا ، لكنها في كل الأحوال أصبحت حتمية وغير قابلة للاحتمالات ، ساعتها ستكون خسارة الخارجية الروسية وأخلاقياتها السياسية قد هزمت وأسقطت بسقوط بشار ، وأصبحت إيران المسمار الأخير للنفوذ الروسي في المنطقة مكشوف وقابل للخلع بأسهل من ذي قبل ، وهذا يعني خروج روسيا تماما من المنطقة ، وإذا كان مثل هذا السيناريو يقض مضجع الكرملين الآن فإن « مذهبة « الثورة السورية في أتون ربيع عربي ينشد الحرية واستقلال الإرادة قد أدخل روسيا دون أن تدري في عداء مع الشعب العربي كله.

Hassan-Alyemni@hotmail.com
Twitter: @HassanAlyemni
 

قائم مقام قم .. لافروف
حسن اليمني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة