ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 30/03/2012/2012 Issue 14428

 14428 الجمعة 07 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

أفاق اسلامية

      

كنت أعتقد حتى وقت قريب أن تنقل العمالة السائبة من مهنة إلى مهنة أخرى قاصراً عليهم فقط بحيث إننا نجد «المليس» قد تحول إلى «ميكانيكي سيارات» و»عامل محطة البنزين» تحول إلى «عامل بوفيه» ليحضر الطعام و»عامل النظافة « صار «ملقح نخل» وهكذا من المهن التي لا تعد ولا تحصى وليس لها ضابط ومن بين آلاف العمال لا تكاد تجد عاملاً في مهنته التي يتكسب منها هي المطابقة لما في جوازه وتأشيرته وإقامته وعلى طريقة « افتح فمك يرزقك الله «كان ولا يزال هؤلاء يفتحون أفواههم ويشمرون عن سواعدهم لأنه كما قيل في المثل العامي «من أمرك ؟ قال: من نهاك».

وهذا الأمر لم يعد قاصراً مع الأسف على العمالة التي تطرق جميع الأبواب وتسلك كل الدروب حتى تعيش ولأنه كما يقول إخوتنا وأشقاؤنا المصريون «ما فيش حد أحسن من حد» رأينا من يقفز على تخصصات العمالة ومهاراتهم في التفنن بحيث تعدى ذلك إلى من يسمون أنفسهم «خبراء» و»مدربين» ويقدمون أنفسهم بصور «باسمة» ويسبق اسمهم حرف «الدال المزور» حتى وإن كان بعضهم لا يحمل إلا شهادة الثانوية العامة ويقومون بتقديم إعلانات في صحف ومجلات على أنهم متخصصون في «تطوير الذات» وفي «الإعلام» وخبراء في «السلوك الإداري» وربما في «الرؤى» وآخر في «الرقية الشرعية» وحتى كما قال البعض من المتدربين والضاحكين على هؤلاء «هناك من يملك دكتوراه في علم الجن».

ربما يقول البعض «وإنته إيش دخلك» وهذا الداء الآخر الذي أصابنا في المقتل، ونحن حينما يقوم عامل ويجتهد في إصلاح السيارة أو الكهرباء المنزلية أو السباكة نتذمر ونضجر وحق لنا ذلك لأنه ربما أضاع علينا الوقت والجهد والمال ولكن هؤلاء يضيعون أوقات الناس وجهدهم وأموالهم ويضاف مع ذلك عقولهم حينما يزعم أحدهم بأنه «خبير» ومدرب قدرات، وفي إعلان آخر بأنه «استشاري وباحث» ولو طلب منه الاطلاع على شهاداته التي يزعم الحصول عليها لوجدتها شهادة «إنترنتية» ومصدر التلقي عنده هو «الشيخ قوقل» أمد الله في عمره، وما عليه سوى أن يزوق بعد المعلومات في وسيلة عرض عن طريق «البوربوينت» مع التزويق ببضعة كلمات من المصطلحات الأجنبية؛ وليت الأمر يقف عند هذا الحد فأحدهم «عامل بناء مسلح» فتح الله عليه وشرد من العمل مع جماعته من المقاولات واتجه لحفظ القرآن الكريم وحينما حفظ القرآن الكريم وهو لا يحمل سوى الثانوية العامة اتجه إلى «الزي السعودي» ولبس المشلح والغترة ولكن «بدون عقال» ثم انطلق من حلقة التحفيظ إلى عالم آخر فسيح في القنوات الفضائية فتارة يقدم على أنه متخصص في الرقية الشرعية ومرة أخرى على أنه متخصص في تفسير الرؤيا والأحلام حتى جاءت «الكارثة» فإذا به يقدم في برنامج إفتاء على الهواء دون أن يكون عنده من البضاعة سوى الديكور الحسن وفي وقت سابق يدعي أنه متخصص في الإعلام وأنه حاصل على شهادة الدكتوراه بالإعلام من أمريكا وهو الذي لم يرها إلا في التلفاز ولا يعرف من لغتها سوى تسجيل الاسم باللغة الإنجليزية عند تعبئة بيانات الإقامة والجواز!!

وأتمنى من الجهات المعنية في وزارة الثقافة والإعلام أن تحد من بعض الظواهر السلبية التي فشت لدينا وخاصة من يلجأ للإعلانات التجارية ويقدم نفسه تارة على أنه «خبير أعشاب» ومرة أخرى «أخصائي حجامة» ثم خبير إعلامي «وغيرهم كثير ممن يقدمون بضائع بأشكال وأصناف متعددة!

كما أن على الجهات الشرعية والمؤسسات الشرعية الحجر على أمثال هؤلاء والتنبيه عليهم والتحذير منهم وخاصة ممن يقيمون لدينا، وألا يضفي على نفسه لباس التقوى والمسوح للتكسب، فمن هؤلاء من أفسد عقول شبابنا بالتحريض والتخريب وهناك من أفسد بين الأزواج بادعاء الرقية الشرعية وتفسير الرؤى ومنهم من لم يكتفِ باستحلال الأموال السحت وتعداها إلى الأعراض ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

alomari1420@yahoo.com
 

رياض الفكر
الخبير
سلمان بن محمد العُمري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة