ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 30/03/2012/2012 Issue 14428

 14428 الجمعة 07 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

صحافة العالم

 

رعب في دمشق

رجوع

 

فالدين بيلو*

في الثالثة صباحا استقيظت على صوت أشبه بالرعد. كان ذلك بعد ساعات قليلة من وصولي إلى دمشق في مهمة رسمية لتقييم الوضع على الأرض باعتباري رئيس لجنة شؤون العمالة في الخارج بمجلس النواب الفلبيني. تصورت أن عاصفة هبت ثم عدت إلى النوم بسبب تعب رحلة الطائرة.

وعندما ركبت سيارة السفارة الفلبينية في دمشق الساعة التاسعة والنصف صباحا أدركت القصة الحقيقية للصوت الذي سمعته من خلال العاملين في السفارة. فقد كان صوت الرعد هو صوت قذيقة صاروخية قتلت ثمانية قيل إنهم إرهابيون كانوا في مبنى لا يفصله عن فندقي سوى مبنيان فقط وحوالي ثلاثة مبان عن مبنى السفارة الفلبينية في حي المزة غرب دمشق والمعروف أيضا باسم الحي الدبلوماسي. استمر تبادل إطلاق النار في هذه المنطقة بين القوات الحكومية ومسلحين قالت وسائل الإعلام الحكومية السورية إنهم أفغان لمدة ست ساعات. هذا الحادث إلى جانب الانفجارين الضخمين اللذين دمرا مبنيين حكوميين وقتلا 27 شخصا في قلب العاصمة دمشق وأصابا حوالي مئة آخرين يؤكد أن المواجهة بين نظام الحكم السوري والمعارضة المسلحة وصل إلى قلب العاصمة.

تعيش السفارة هنا حالة طوارئ. تم إجلاء عائلات الدبلوماسيين وكذلك الموظفين غير الضروريين. ووفقا للغة الدبلوماسية الفلبينية فإن السفارة في حالة استنفار من الدرجة الرابعة وهو ما يعني إجلاء كل العاملين فيها من جميع الجنسيات. والتركيز الأساسي للعاملين في السفارة ينصب على إجلاء حوالي 10 آلاف فلبيني يعملون في سوريا.

يعمل أغلب الفلبينيين في سوريا في أعمال منزلية. ووفقا للقائم بالأعمال الفلبيني أوليفي بالالا فإن المشكلة بالنسبة لحوالي 90% من الفلبينيين العاملين في سوريا هي أنهم يعملون بدون أوراق رسمية حيث تم تهريبهم إلى هذه البلاد من خلال مؤسسات إجرامية في سوريا ولها عملاء يعملون لحسابها في الفلبين.

في الوقت نفسه فإن الهدف الأكثر إلحاحا لفريق التدخل السريع الذي يرأسه السفير إيريك إيندايا صاحب الخبرة الكبيرة في إجلاء المواطنين من مناطق التوتر هو إجلاء الفلبينيين الموجودين في مناطق المواجهات الدامية من الحكومة والمعارضة مثل مدينة حمص التي تعرضت للحصار لمدة 26 يوما في فبراير الماضي. وحتى الآن لم يتأكد سقوط ضحايا من الفلبينين سوى شخص واحد هو سيدة باسم ماريان مونتيزار حيث سقطت ضحية في كمين مسلح في مدينة حمص. ولكن في ظل القيود الصارمة التي تفرضها السلطات السورية على عمل فريق التدخل السريع الفلبيني فإن السفير إندايا يقول إنه لا يعرف على وجه الدقة عدد الفلبينيين الذين يمكن أن يكونوا قد قتلوا في المدن السورية.

وبعيدا عن الاتصالات والبحث عن الفلبينيين الموجودين في العديد من المدن السورية فإن رجال البعثة الدبلوماسية الفلبينية في دمشق مشغولون بوضع خطط الطوارئ للتعامل مع عمليات إجلاء ضخمة في حالة تدهور الموقف بصورة أكبر حيث يقومون برسم خرائط للتحرك وإعداد الممرات الآمنة لترحيل المواطنين وغير ذلك من الأمور ذات الصلة. والحقيقة أنهم مستعدون للأسوأ كما هو الحال بالنسبة للبعثات الدبلوماسية الأخرى في العاصمة السورية. ومن خلال حديثي مع السوريين والدبلوماسيين والصحفيين خلال الأيام القليلة التي تواجدت خلالها في دمشق اكتشفت اختلاف التقييمات الحكومية. ولكن هناك شيء واحد يتفق عليه الجميع وهو أن الأمور سوف تتدهور أكثر قبل أن تأخذ طريقها للتحسن في سوريا.

*(إينكوايرر) الفلبينية

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة