ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 30/03/2012/2012 Issue 14428

 14428 الجمعة 07 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الريـاضيـة

      

بعد المصطلحات الإعلامية، والمفاهيم المهنية الخارجة عن قواعد الضبط الاجتماعي والميثاق الأخلاقي في العمل الإعلامي، مثل صحفيين مسبوقي الدفع والإعلام المرتزق والكاتب المأجور، التي أطلقها (فضائيا)..عضو رابطة دوري المحترفين الدكتور حافظ المدلج.. مؤكدا وجود بعض من ينتسب لعائلة الإعلام الرياضي في مجتمعنا الرياضي تحديدا، يستغلون أنبل المهن وأشرفها في قضايا فساد.. فبعد هذا الكلام الخطير.. تجلت قضية أخرى لا أقول ظاهرة ولكن أخشى أن تتحول إلى ظاهرة، إذا لم يتم ضبط إرهاصاتها وإجهاضها قبل استفحالها، وهي قضية التراشق والمناكفة والاتهام والقذف والصراع الإعلامي في عالم الفضاء بين إطراف -مع الأسف - تحمل بطاقة الممارسة المهنية.. يتعاركون - على طاولة المناقشة الفضائية بألفاظ بذيئة والسنة كريهة ترمي التهم بشرركالقصروتقذف خلق الله بكلام وسلوك عاري من القيم والشيم، كلام يتنافى مع ميثاق أخلاقيات المهنة وقواعد الأعراف الإعلامية المنضبطة، وبالتالي ربما تؤدي مثل هذه الجدليات الفاضحة والحوار الافلاسي والنقاش الخاوي الذي يتكئ على إعلام ملوث فكريا واثرائيا وقيميا.. إلى زيادة معدلات ظهور يرقات وآفات التعصب المقيت في أوساط المجتمع الرياضي المحتقن، على اعتبار ان الرياضة تحظى بمتابعة واهتمام من فئة الشباب، ومعروف ان المجتمع السعودي يعيش في هذه الأيام مرحلة شبابه..! حيث تشكل تركيبته الديموغرافية (السكانية) من فئة الشباب أي ما نسبة 65%، فإذا كانت وسائل الإعلام بمختلف قنواتها، وتعدد مصادرها، وتنوع اتجاهاتها تؤثر في زيادة التثقيف والوعي وتنوع المعرفة لدى الجمهور، فإن مضامين المادة الإعلامية - غير الرشيدة - بما تحمله في طياتها من سمات ثقافية سلبية قد تهدد نسق الثقافة التقليدية في مجتمعنا الرياضي، كما تحدث تغيرات انعكاسية سلوكية لدى المتلقين والمتابعين.. إذا كثر الخبث..! لذلك فإن القضية برمتها تتعلق بمشكلة تلوث إعلامي رياضي، ربما يصل حد العفن..!! وما أفرزه من قضايا فساد مالياً وفكرياً لا يترددون أصحابها في التطاول والإساءة لمنتخب الوطن، وربما يتحولون إلى محامين ومدافعين عن أنديتهم أو يرمون بسهامهم الألفاظية البذيئة على الآخرين بلا قيم أو أدب أو خجل أو ذوق عام، وهذه السلوكيات الهدامة والتجاوزات القمعية والممارسات التراكمية الساقطة.. التي تتنافى مع معايير شرف الكلمة وأمانة الحرف لوثت مجتمعنا الرياضي ونقلت عهصورا مشوهة، وصارت أشبه بالبثور السوداء في وجه الرياضة الجميل بقيمها التنافسية الحضارية وشيمها الأخلاقية وأهدافها السامية.، هذه التجاوزات المتراكمة كانت من الأسباب الفاضحة وراء حرمان الرياضة من دخول المجالات البحثية في الصروح الأكاديمية والاعتراف بقيمتها وأهمتيها المعيارية، وتأثيرها على بقية المناشط الحياتية (الاقتصادية والسياسية والثقافية والأمنية والتربوية)، فضلا عن النظرة الاجتماعية القاصرة التي لم ولن تتغير عن الرياضة.. في خضم هذه التجاوزات والمناكفات غير الأخلاقية المدعومة بفساد مالي وفكري وقيمي من بعض الدخلاء على مهنة شرف الحرف، وهي إرهاصات لم تزد مسيرة الكرة السعودية إلا تأخرا وتخلفا وانكفاء،..فهل سمع احد منا عن تخصيص كرسي بحث علمي للرياضة التي سجلت إخفاقا طيلة العقد الأخير بمباركة من الإعلام الرياضي المحتقن، وإخضاعها للبحث العلمي..كما هو حال بقية المناشط الأخرى..الاجتماعية والصحية والصناعية والأمنية..؟ التي حجزت لها مقاعد علمية مع ثورة الكراسي البحثية التي تشهدها الجامعات السعودية والطفرة النوعية في ظل حقبة العولمة العلمية..؟ وهل أيضا سمع أحد عن إنشاء جامعة أو اكايمية متخصصة للعلوم الرياضية تدرس التخصصات الحيوية التي نحتاجها، في ظل سوق الاحتراف الرياضي وعولمة الرياضة.. مثل الاقتصاد الرياضي والاستثمار الرياضي والإدارة الرياضية وعلم النفس الرياضي والاجتماع الرياضي والمحاسبة الرياضية وبقية العلوم الرياضية المختلفة، بعدما تحولت الرياضية إلى صناعة واقتصاد وثقافة.. وتحولت أيضا إلى علم أكاديمي وتخصص دقيق، يدرس في أعرق الجامعات العالمية، وهذا الحرمان العلمي للرياضة جاء - في تصوري - كنتيجة حتمية.. صنعه كبار القوم من الدخلاء والمرتزقة والمحسوبين على الإعلام الرياضي، وبسبب سلوكياتهم الفضائحية.. توشحت الرياضة السواد وامتلأ جسدها بثورا وأسقاما..! وهي تجاوزات ليست وليدة اليوم، إنما كانت -في الماضي - توضع في خانة النوادر لتتحول وعبر سنوات إلى تراكمات وترسبات في قاع مشهدنا الإعلامي الرياضي الذي أصاب رياضتنا بوجع عدم القبول الاجتماعي والرفض الأكاديمي، لذلك لابد من إعادة تشريح وتصحيح وضع ومسار ومنهجية الإعلام الرياضي، وتفعيل مبدأ المساءلة والشفافية والأنظمة الاجتماعية والرقابية والضبطية، لضمان التزام الجميع بقواعد الآداب المهنية وعدم الخروج عن إطارها القويم ومخالفة مضمونها وكيس مفهوم الأمانة والنزاهة الإعلامية وقيمها السامية، في نشاطهم وتوجاهاتهم ومنطلقاتهم وتعاطيهم مع الشأن الرياضي تحديداً، وبما يعزز من ثقافة الاعتدال الرشيد والتوازن المهني، وتعميق مفهوم الأمانة والنزهة الإعلامية التي تحفظ هيبة وقيمة وسمعة وقوة العمل الإعلامي في المشهد الرياضي، وبالتالي المساهمة في النهوض بالرياضة السعودية وإعادة تصحيح المسار المنحرف والمعوج.!!

Twitter@kaldous1
 

هيبة الإعلام
خالد الدوس

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة