ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 06/04/2012/2012 Issue 14435

 14435 الجمعة 14 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

أفاق اسلامية

 

عفواً ولكن... لا تمسها بعد الأربعين
د. ابتسام بنت بدر الجابري *

رجوع

 

عفواً .. ليس أمراً مني بل طلب ورجاء.

ولكن.. من أخت ناصحة محبة مشفقة ساءها ما رأته من بعض أهل العلم والدعاة من تقصير للحى في الجملة، والله يقول {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ}.

بعد الأربعين.. لست أعني قبله يفعل ما يشاء، لكن أولئك الذين تركوها حتى الأربعين هلاّ تركوها حتى يلقوا الله.

أخي الفاضل.. أيها الداعية والعالم حديثي معك هو عدة تساؤلات تجيب عنها أنت، ولست أنا:

-1 هل كان إعفاؤها طوال تلك السنين خطأً أدركته بعد الأربعين، فبادرت إلى معالجته بهذه الطريقة؟

-2 ما توجيهك لحديث نبينا عليه الصلاة والسلام بألفاظه الخمسة أعفوا اللحى، أرخوا، أوفوا، وفروا، أرجوا..، أيكون ذلك بتقصيرها كما فعلت؟

-3هل ظهر لك أنّ تقصيرها جائز أم مباح أم مكروه أم فقط مخالف للأولى..؟ فتنازلت عنها بعد الأربعين.

-4 أتفعله بعد الأربعين، وقد كنت شاباً وافر اللحية، والمرء بعد الأربعين يقول الله في شأن تعقله ورشده، وكذا صلاحه وإصلاحه، وتوبته وأوبته.. نعم هي سن يقول الله فيها {... حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ..}.

-5 هي شعيرة ومظهر من مظاهر الإسلام، هي هيبة ووقار، هي نضرة وعزة، هل ارتأيت غير ذلك فبدلته؟.

-6 أتحتج بأنّ هذا الأمر من الظاهر، والمهم الاعتناء بالباطن؟ أو تناسيت عناية ديننا بالظاهر والباطن، بل صلاح الباطن يدل عليه صلاح الظاهر؟ فهلا تعقلت ذلك، وأدركت أن تلك حجة المبطلين في عصر.

-7 ألم يكن سمتاً لأهل الصلاح والخير دهراً من الزمان؟ وهل أصبح اليوم شذوذاً وتدنياً وازدراءً فقصرته؟

-8 كيف كانت هيئة اللحى عند الأنبياء عليهم السلام والصالحين، ومنهم نبينا سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام، وصحابته رضوان الله عنهم أجمعين؟ أهي كما فعلته؟

-9 مخالف لسمت أمهات المؤمنين والصحابيات رضوان الله عنهن أجمعين، أو أن تحتج بالخلاف فتكشف الوجه، وتتساهل بأمور الحجاب واللباس والزينة والاختلاط، بل وتبالغ فتصل إلى سماع الغناء والنظر إلى الحرام.

-10 أتريد أن تصور وسطية الدين واعتداله، أم تدعي أن تلك وسيلة للدعوة إلى الله والترغيب في دينه؟ أبترك السمت نكون دعاة وعلماء؟

-11 ألم تلحظ تساهل الناس اليوم في كثير من شعائر الدين على مراتب ودرجات؟ فيبدأ الأمر بالتقصير وينتهي بالحلق، كما بدأ الأمر بكشف الوجه وانتهى لما رأينا، وهكذا حال غيره من الأمور.

-12 ألست معي أنّ العالم والداعية يعلم بسمته وأدبه وخلقه قبل قوله وعلمه؟ فلا تتنازل.

-13 ألا يُعَد التشبه بأهل الباطل في الظاهر مدعاة للتشبه بهم في الباطن ولو بعد حين؟.

-14 أليست هي فضيلة على أقل تقدير؛ وأنت أهل بل وأولى بهذه الفضيلة ؟

-15 أو أخيراً أليس من التوفيق أن يسأل العبد الله البصيرة، وأن يتحرّى في أمر دينه أكثر من دنياه، وأن يتجنّب كل ما يؤدي إلى النقص والقصور، ويترك تتبع الرخص والاحتجاج بالاختلاف، ويحسن النظر والتثبُّت واتباع الدليل.

وفقنا الله لكل ما يحبه الله ويرضاه، ورزقنا سمتاً وخلقاً وأدباً، ورزقنا بصيرة ورشداً. وجعلنا الله بسمت الصالحين مقتدين، وعلى هديهم ثابتين، حتى نلقى الله رب العالمين، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وعفواً أخي.

* عضو هيئة التدريس بكلية التربية للبنات بجدة

http://dr-ibtesam-aljabry.com
 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة