ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Sunday 08/04/2012/2012 Issue 14437

 14437 الأحد 16 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الريـاضيـة

 

ريكارد يصف اتحاد الكرة بالضعيف في أول حديث صحافي له بعد الخروج من المونديال ويقول لـ «الجزيرة»:
خسرنا من أستراليا لضعف الجانب الاحترافي للاعبين تجاوزوا مرحلة التعليم

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Previous

Next

حاوره - أحمد العجلان :

قابلت السيد فرانك ريكارد مدرب المنتخب السعودي لأول مرة في ملبورن قبل مباراة المنتخب أمام استراليا, وقد أثار إعجابي بتواضعه وأخلاقه وروحه الرياضية، وقابلته الأسبوع الماضي في محافظة الخبر لإجراء هذا الحوار فكان أن زاد إعجابي به فهو غاية في الاحترام واللباقة.. حضرت له وأخبرته بأنني شددت الرحال من الرياض إلى الخبر من أجل هذه المقابلة فكانت ابتسامته حاضرة وقال: سأتحدث معك بصراحة ولن أخذلك فكان لنا معه هذا الحوار الشامل والمنوع.. لن أطيل المقدمة ادخلوا في التفاصيل مع فرانك ريكارد ومع ردوده حول عدد من الموضوعات:

- أولى خطوات النجاح أنك تزيح فكر المرشح من أذهان لاعبي المنتخب وتثبت ذلك بالأداء القوي والانضباط التكتيكي.. هذا هو أول حديث صحفي لك بعد تعاقد المنتخب السعودي معك.. هل نجحت في صناعة تلك المقولة؟

ـ لم أقل ذلك لفظاً.. وربما فهم حديثي من الصحافي الذي نقل عني الحديث بشكل غير دقيق وإن كنت فعلياً أبحث عن مثل هذه المواصفات للاعبي المنتخب.. بالتأكيد.. لكن هذا الحديث لم أقله!

- البدايات دائماً تكون صعبة.. يبدو أن الصعوبة بالنسبة لفرانك استمرت لهذا الوقت أقصد بعد مضي شهور طويلة من تولي المهمة؟

ـ كانت خيبة أمل كبيرة لي أنني لم أصل للتصفيات النهائية لمونديال البرازيل وأعتقد أنني واجهت صعوبة بالتأكيد وسأواجه المزيد من الصعوبات مستقبلاً.

- طريقة ريكارد التي تعتمد على النهج الهولندي في كرة القدم هل كانت سبباً في استمرار الصعوبة عندما بحثت في البداية عن اللعب بنهج 4 ـ 3 ـ 3 التي لا تناسب اللاعب السعودي؟

ـ الفرق السعودية تختلف في نهجها التدريبي عن بعض، فهناك فرق تلعب 4 ـ 2 ـ 3 ـ 1 وأخرى تلعب 4 ـ 1 ـ 4 ـ 1 وبالنسبة لي كنت أبحث عن بناء فريق قوي بغض النظر عن النهج.

- الطريقة الهولندية التي تعتمد على ثلاثة في الوسط لم تكن مناسبة في البداية لأن اللاعب السعودي ضعيف اللياقة والبنية في الغالب؟

ـ لا يمكن أن أوافقك على مقولة الطريقة الهولندية لأن الطريقة الهولندية هي عبارة عن لاعبين هولنديين.. أما أنا فأتبع مع الفريق الطريقة السعودية لأن اللاعب السعودي لديه مواصفات مختلفة.. وأنا عادة أبحث عن أفضل طريقة فالسعودية كانت تلعب بطريقة 4 ـ 4 ـ 2 في كأس آسيا بقطر وكان المنتخب يخسر كل المباريات.. وأنا بحثت عن أفضل طريقه ليكون أداء المنتخب قوياً.

- نحن كجمهور سعودي نشعر بأن لدى فرانك الكثير ليقدمه لنا في الكرة السعودية.. لكننا أيضاً نستشعر بأنه لم يستطع أن يوصل فكره للاعبين ما هي المشكلة بالضبط..؟

ـ طبعا في بداية الأمر كان هدفنا الوصول للمونديال عبر اللعب بأفضل العناصر وأفضل تكتيك ولم يكن لدينا وقت كاف ليتشرب اللاعبون ما أريده بالضبط، لكنني لا أستطيع أن أقول أيضاً إنني لم أصنع شيئا لقد حاولنا ونجحنا في أجزاء وبعض التفاصيل ولكن بالتأكيد لم نصل للهدف.

- أريد أن أخوض معك في مباراة استراليا.. لقد كنا متفائلين.. ماذا حصل؟

ـ في المباراة كنا متفائلين فعلاً وإيجابيين جداً وفي النصف الأول من المباراة خرجنا فائزين بهدفين مقابل واحد وكنا نبحث عن ثالث، وفي ظرف ثلاث دقائق وجدنا أنفسنا متأخرين بأربعة مقابل اثنين.. وأنا هنا أقول إننا لم نكن سيئين لكن ثمة ظروف وقفت أمامنا من ضمنها أمور احترافية وتفاصيل لا يمكن أن أغرسها لدى لاعبين أعمارهم 24 عاماً أو 25 عاماً.. فاللاعبون بعد نزول المطر بغزارة لم يستطيعوا المحافظة على الكرة وكثرت انزلاقاتهم ولم يرتدوا حذاء المطر بل إنهم لا يريدونه لأنهم اعتادوا على أحذيتهم وهذه أمور يفترض غرسها في اللاعبين منذ وقت مبكر منذ أن تكون أعمارهم 12 عاماً ليكونوا قادرين على الدخول في المنافسات العالمية باحترافية عالية.

- النقاد لدينا انتقدوا تدخلاتك في المباراة حيث إنك تعلم بأنك تدرب فريقا ضعيفا وكان من الأحرى أن تجري بين الشوطين تغييرات دفاعية تبحث من خلالها على المحافظة على مرماك؟

ـ في الشوط الثاني كان لدي تغييرات جاهزة لكنني لم أرغب أن تكون منذ البداية حيث كنا نخطط على تسجيل هدف ثالث ولو قمت بتغييرات دفاعية منذ بداية الشوط فلن أكون محقاً لأنني في هذه الحالة كأنني أطلب من الخصم أن يتقدم للهجوم ويسجلوا في مرمى فريقي.

- في صحيفة (الجزيرة) وضعنا عنوانا عريضا يقول (فريق لم يفز سوى على تايلند لا يستحق التأهل).. هل توافق على هذا العنوان؟

ـ هذا غير صحيح لا أتفق مع (الجزيرة) لا تهم النتائج بمنظوركم المهم أن تحصل على نقاط أعلى لتصل ولو فزنا فقط على عمان في الرياض لوصلنا للتصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة للمونديال.

- معك كمدرب انضباطية اللاعبين لم تكن شيئاً رئيسياً حيث أخطأ بعض اللاعبين في مباراة تايلاند بتصرفات حمقاء بعد المباراة.. وكأن شيئاً لم يكن حيث وجدناهم معك في المباراة التالية؟

ـ هذا غير صحيح.. فنواف العابد بعد المباراة ناقشناه ووبخناه داخلياً وعرف أنه أخطأ واعترف بذلك ولكننا لا نريد أن نخسر اللاعب في الاستحقاقات القادمة؛ لذلك قررنا أن يكون معنا لأنه لاعب موهوب.. وهذا ليس مثالا على عدم الانضباطية فاللاعب يخطئ ويتعلم ولكن عندما تتواصل أخطاءه فهنا ربما نحتاج إلى الحزم.

- نحن ننظر لفرانك صاحب السيرة الكبيرة كلاعب عظيم ومدرب كبير جداً.. انتظرنا منك أن تساعدنا على مزيد من الاحترافية لكننا نتفاجأ بك تطلب معسكرات طويلة وتتسبب في توقف الدوري لفترات غير قصيرة تسهم من خلالها في لخبطة رزنامة الدوري وأنت تعلم أنك لن تحصل على كل ذلك لو كنت تدرب في أوروبا فأنت حينها ستحصل على خمسة أيام فقط هي أيام الفيفا قبل المباريات الرسمية..؟

ـ أتفق معك والأمور يجب أن تكون بهذا السيناريو ولكن المعسكرات كانت رغبة الاتحاد السعودي لكرة القدم من أجل مزيد من الاستعداد للفريق وفي مباراة استراليا كان المعسكر رائعاً وزادت لياقة اللاعبين حيث إنهم أدوا بشكل ممتاز في الشوط الأول لمباراة استراليا والطقس أثر في الشوط الثاني وكنا في وضع نحتاج من خلاله لمعسكر طويل في مباراة استراليا لنلغي تأثير فارق الوقت الذي يصل لثماني ساعات.

- لعبت ضد المنتخب السعودي في مونديال أمريكا 94 وتدرب المنتخب السعودي حالياً.. ما هو الفرق بين الجيلين بالنسبة للاعبين السعوديين.. برأيك؟

ـ هذه ليست مقارنة عادلة السعودية قبل عشرين عاماً كانت مواهبها مختلفة عن اليوم.. وسابقاً لم تكن الدول المجاورة لكم مثل قطر والإمارات وعمان والبحرين تهتم بكرة القدم مثل اليوم فهم حالياً يهتمون باللاعبين الناشئين ويملكون ملاعب كرة قدم رائعة ولكن في السعودية كل شيء كما هو لم يتغير أي شيء الملاعب هي نفسها والاهتمام لم يتطور كثيراً.. وعلى سبيل المثال اليابان حالياً هو الفريق الأفضل في آسيا لكن قبل عشرين سنة لم يكن كذلك والفضل يعود للتخطيط طويل المدى فهم يخططون لسنوات.. حالياً في السعودية يوجد مدير المنتخبات محمد المسحل يعمل على خطط جيدة من أجل أجيال من لاعبي كرة القدم المميزين عبر الاهتمام بالناشئين.. لديكم في السعودية مشكلة الكل يريد نتائج سريعة اليوم أو غداً أو الشهر القادم وهذا لن يجلب لكم التطور المنشود وإن كنت أرى أن الخطط الحالية جيدة وأعتقد أن اللاعبين السعوديين قبل عشرين عام كانوا أفضل منهم الآن.

- في مونديال 94.. لعبت مع هولندا ضد السعودية وكذلك لعب مدرب الشباب برودم مع بلجيكا.. نشاهدكم الآن مدربين مميزين في حين أن لاعبينا من ذلك الجيل لم يصلوا لأي مرحلة متطورة مثلكم فالناجح منهم أصبح محللاً في التلفزيون.. لماذا برأيك؟

ـ كرة القدم ثقافة وفكر وتأسيس منذ الصغر.. فإن كنت تعلمتها بتفاصيلها منذ مرحلة النشء فستكون متحمساً بعد ترك الكرة لتقدم نفسك كمدرب بعد أن تلتحق بدورات تدريبية وتحصل على شهادة التدريب.. مشكلة اللاعب السعودي أنه يبدأ ممارسة الكرة وهو كبير وليس منذ سن مبكرة وكذلك من ضمن المشكلات التي لا تدفع باللاعب السعودي الاستمرار بعد تركه الكرة هو أن الاتحاد السعودي لكرة القدم ضعيف.. وأيضا لسوء الحظ أنه لا يكفي أن تكون لاعباً موهوباً من أجل أن تكون مدرباً، فالأمر يحتاج إلى تعليم ممتاز وثقافة وطموح وكذلك يكون متأسسا كروياً منذ الصغر ويكون لديه ملاعب ممتازة وفي أوروبا كل هذه الأشياء موجودة ولكن في السعودية هذه غير موجودة.

- يحتاج المنتخب السعودي إلى لعب مباريات ودية قوية مع منتخبات مثل الأرجنتين أو البرتغال أو البرازيل أو هولندا.. هل سيلعب مباريات كهذه؟

ـ تناقشنا مع اتحاد الكرة من أجل لعب مباريات ودية قوية في يوم الفيفا مع فرق قوية مثل البرتغال أو الأرجنتين ولكن مسؤولي الاتحاد السعودي يجدون صعوبة في ترتيب مثل هذه المباريات ولكننا نسعى بالتأكيد لذلك.

- كيف تعلق على استقالة الأمير نواف بن فيصل بعد خسارة استراليا؟

ـ كانت مفاجأة لي بالتأكيد.. لا أعرف ما هي حيثيات هذه الاستقالة.. لا أعلم هل هذا في مصلحة المنتخب أم لا.. إن كان في مصلحة المنتخب فهذا شيء جيد ولكن من الصعب أن أفسر هذه الاستقالة.

- هل فكرت أيضاً بالاستقالة بعد الخسارة من استراليا؟

ـ نعم فكرت في الاستقالة لأنها بالنسبة لي كانت خيبة أمل كبيرة ولكن في الجانب الآخر أنا وقعت عقدا لمدة ثلاث سنوات والأشخاص الذين وضعوا ثقتهم فيّ وتوقعوا أن أصنع لهم منتخب قوي وجديد يريدونني أن أكون جزءا من المستقبل ومن أجل هؤلاء الأشخاص فمن الأفضل أن أستمر في منصبي.. التأهل للمونديال كان تحديا كبيرا ومطلبا بالنسبة لي وللمنتخب والمطلوب مني مستقبلاً أن أضع أرضية خصبة للاعبين الناشئين ليجدوا لهم مكاناً مناسباً في المنتخب.

- ماذا قلت للاعبين بعد الخسارة من استراليا؟

ـ بصراحة اللاعبون قاموا بكل ما عليهم كانوا قريبين جداً من الفوز ما كان ينقصنا هو بعض التفاصيل الاحترافية مثل أحذية المطر، لذلك لم أكن لأعاتبهم قلت لهم كنا جيدين ونقصنا بعض التوفيق وآزرتهم وأخبرتهم بأن الحياة لن تتوقف.

- من حين لآخر نسمع عن عروض يتلقاها فرانك. سمعنا عن أرسنال وباريس سان جيرمان ومانشستر سيتي وليفربول.. ما مدى صحة ذلك؟

ـ بالفعل كان لدي أكثر من عرض من أندية أوروبية.. بعض أندية أوروبا فعلاً اتصلوا بي لرغبتهم في جلبي ولكن لم أتفاوض معهم أنا أحترم العقد الذي يربطني مع السعودية الذي وقعته مع الأمير نواف بن فيصل ووضعت خطة عمل مع محمد المسحل وليس من المناسب أن أنسحب.

- هل تصلك الانتقادات اللاذعة التي تتعرض لها في الإعلام السعودي سواء التلفزيون أو الإذاعة أو الصحافة؟

ـ لا أنا لا أجيد اللغة العربية أكتفي فقط بمشاهدة المباريات ولا أعلم ماذا يدور في الإعلام السعودي عني.

- سأترجم لك عبارة قالها أحد الصحافيين الذي قال عنك انك مدرب فاشل وتغييراتك غبية واستمرارك لن يفيد الكرة السعودية.. ما رأيك في هذه الدرجة من النقد؟

ـ ابتسم وتوقف قليلاً عن الحديث ثم قال: في كل الدول يكون هناك حديث من الإعلاميين بالنسبة لي يهمني الحديث الرسمي من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم وذلك عن طريق محمد المسحل.. وبالنسبة لأحاديث الإعلاميين فالكل حر في إبداء وجهة نظره وأنا أحترم الجميع هذا هو تعليقي.

- البعض يقول ان ريكارد يشعر بأنه فوق مستوى الكرة السعودية لذلك فهو لا يعطي كل ما لديه من عمل؟

ـ لو كان لديّ مثل هذا الشعور لما حضرت للتدريب هنا من الأصل.. لا يمكن أن أكون بهذه الطريقة من التفكير.

- ما رأيك في اللاعبين السعوديين بشكل عام؟

ـ يوجد لديكم لاعبون موهوبون والأهم من ذلك يوجد لدى الشعب السعودي شغف لكرة القدم الكل هنا يتحدث عن الكرة وهذا شيء مهم وطالما أن لديك شعبا شغوفا بالكرة فهذا أمر رائع، والأهم كيف تعلم اللاعبون الصغار بأن يكون لديهم احتراف كروي ويتم تعليمهم منذ سن 12 عاما ولا بد أن يكون هناك مدربون فئات سنية مميزون وموجهون وإداريون وملاعب جيدة.. مثل أوروبا.. لم أشاهد كل هذه الأشياء المهمة سوى في النادي الأهلي الذي يولي اهتماماً بالغاً بالفئات السنية الصغيرة أما باقي الأندية فهي أقل من الأهلي بكثير في هذا الجانب.. وقبل 20 عاماً كان اللاعبون السعوديون أفضل منهم الآن.. وعموماً لديكم كل شيء جيد باستثناء الاهتمام بالنشء وكذلك الملاعب الملائمة.

- ما هي فلسفة فرانك عندما يشرك لاعباً مثل سالم الدوسري ذي الـ 19 عاماً الذي لم يلعب في فريقه قبل مشاركته مع المنتخب كأساسي سوى خمس مباريات؟

ـ ربما يكون ذلك أمراً مستغرباً على الكرة السعودية.. ولكن بالنسبة لي أشاهد سالم أنه لاعب موهوب جداً ويستحق الوجود في خريطة المنتخب وهو أفضل لاعبي فئته السنية من اللاعبين الشبان وراهنت عليه ونجحت.. وأنا فخور بأنني أقدم جيلا من اللاعبين الجدد ولكن ربما أنها أيضاً فرصة لكي أقول لسالم وغيره من اللاعبين الشبان أنك بإمكانك الحصول على الفرصة وتحقيق النجومية ولكن يجب عليك أن تستمر من خلال أن تكون محترفاً حقيقياً في أدائك داخل الميدان وطباعك وتصرفاتك خارج الملعب.

- شخصياً سيد فرانك قابلتك في ملبورن وأعجبت بك ونقلت لأصدقائي تجربتي معك عندما شاهدتك بسيطاً وبشوشاً ومتواضعاً مع الجميع على الرغم من كل تلك النجومية التي تملكها.. لماذا لا تقوم بتوعية اللاعبين السعوديين عبر محاضرات عن كيفية التعامل والتواضع في ظل أنهم لم يحققوا لبلدهم أي إنجاز ومع ذلك يتعاطى بعضهم مع الجمهور بتعال كبير؟

ـ هذا يعتمد على ثقافة الشخص والمجتمع ومن تكون أنت بالأساس، فلديكم في السعودية أشياء غريبة جداً فمثلا تجد لاعبا شارك كلاعب أساسي مباراتين أو ثلاث مباريات يحظى باهتمام واسع ويتسابق أصحاب المكانة الاجتماعية المرموقة إلى التقرب منه والظهور معه في الأماكن الفخمة والمشهورة، وهنا مشكلة لا يمكن حصرها في شخص اللاعب فقط وأعتقد أنه يجب أن يتدخل الاتحاد السعودي في ذلك لأنها غالباً تسهم مثل هذه الإشكالات في تدني عطاء اللاعب وكذلك نهايته السريعة. ففي برشلونة مثلا اللاعبون مشهورون جداً لكنهم بسيطون جداً لأن النادي يثقفهم في نواح كثيرة من ضمنها التواضع وكيفية التعاطي مع الإعلام والجماهير وأشياء أخرى، في حين أن اللاعب السعودي يفتقد كل هذه الأشياء مع أنني أقول انه ليس من الضروري أن تتعلم ففي الأساس هذا يعتمد عليك أنت من تكون.. ولكن عندما تنسى يجب أن يكون هناك أناس يذكرونك بأهمية فنون التعامل مع الآخرين!

- بقاؤك في الشرق الأوسط ثلاثة أعوام عبر تدريب المنتخب السعودي ألا تعتقد أنه يضعف من اسمك، فعندما ينتهي عقدك مع الاتحاد السعودي ربما لا تجد نفسك ضمن الأسماء القوية في خريطة المدربين الأوروبيين وبالتالي تنخفض قيمتك؟

ـ لا أعتقد ذلك، فكرة القدم تتطور بشكل كبير وفرق الشرق الأوسط التي تهتم بالنشء سيأتي اليوم الذي تفوز فيه على الفرق الأوروبية لذلك لا أوافقك على ما طرحت في سؤالك.

- لا أحد يشك في قيمة ريكارد كلاعب كرة قدم سابق ولكن ألا تتفق معي على أن تدريبك لبرشلونة أضاف لتاريخك التدريبي الشيء الكثير؟

ـ فعلاً برشلونة ناد مشهور جداً على مستوى العالم وتدريبي له أضاف لي بالفعل لا يمكن أن أقول غير ذلك.

- بدأتَ مميزاً مع برشلونة والفريق قدم معك أداء لافتاً ومبهراً لكن آخر سنتين لم تكن كما يجب.. ماذا حصل؟

ـ البداية مع برشلونة كانت صعبة كنت أريد أن أوجد توليفة مثالية للفريق وكنت أبحث عن خيارات جيدة من أجل نتائج جيدة.. ونجحنا في أول سنتين أن نقدم نتائج وكنا آنذاك نعتمد على مجموعة جيدة من اللاعبين، وإذا أدى اللاعبون ما عليهم فسنظهر بشكل جيد وعندما ينخفض مستوى أداء اللاعبين وهم مفاتيح اللعب يقل عطاء الفريق.. وفي آخر سنة لي مع الفريق تحدثت مع مدير الفريق عن أن اللاعبين انخفض عطاؤهم وهناك حاجة للتجديد ونجح النادي في تقديم نفسه بشكل رائع عبر الاهتمام بشباب النادي أمثال بيكيه وبويول وفالديز وتشافي وإنيستا وميسي وغيرهم ولا سيما أن هؤلاء اللاعبين طوروا من مستوياتهم بشكل لافت فظهر الفريق من جديد كما يتمنى أنصاره ومحبيه.

- رونالدينهو ربما أنه كان ترمومتر الفريق فعندما انخفض مستواه انخفض أداء برشلونة.. أيضاً هناك من يقول ان فرانك لم يستطع أن يتعامل مع رونالدينهو بالشكل الأمثل؟

ـ لا.. لا.. بخصوص رونالدينهو فقد حضر لبرشلونة والفريق لم يحقق بطولات كثيرة في تلك السنوات وكان الكل ينظر إلى هذا اللاعب الموهوب بأنه مفتاح البطولات والكل بدأ يشعر بظهور برشلونة الجديد.. رونالدينهو أشعر الكتلان بالأمل في أن يحقق الفريق أمجاد كبيرة وبداية اللاعب كانت رائعة جداً وأعطى انطباعاً جيداً للجمهور واللاعبين الذين معه وقدم أداء ممتازاً وساعدنا كثيراً وعندما توصل الفريق للتشكيل المثالي كان رونالدينهو مختلف وبارز ومن أفضل اللاعبين في الفريق.. أنا شخصياً أحب رونالدينهو ولكن اللاعب تعرض لمشكلات شخصية، واحترافيته تدنت عن السابق فلم يكن لدينا خيارات متعددة لمساعدته هو فقط كان يستطيع مساعدة نفسه، ولكن لاحقاً انتهت علاقته بالنادي وشخصياً عشت أياماً جميلة مع هذا اللاعب ومع الفريق وحققنا عدداً من البطولات المهمة للفريق.

- بيب قوارديولا هل يجني ثمار ما غرسه فرانك من أساس متين للفريق الكاتالوني؟

ـ سبق أن عملت أنا وبيب سوياً عندما كان في فريق برشلونة b وأنا كنت مدرباً للفريق الأول وهو مدرب ممتاز ولديه شخصية رائعة وطموح، وبالنسبة له كمدرب فأعتقد أن كل مدرب يتسلم مهمة فهو يدخل في تحد جديد ولكل مدرب له طريقته الخاصة وقوارديولا شخص رائع ويستحق ما حققه من نجاحات.

- يقول السير أليكس فيرجسون ان ليونيل ميسي لاعب خارق للعادة، فاللاعبون غالباً يبدأون سن النضج عند 25 عاماً بينما ميسي يحقق النضج والتطور في آن واحد وهو ذو الـ24 عاماً.. هل توافقه؟

ـ نعم أوافقه، ليونيل لاعب حالته شاذة أو بمعنى آخر هو لاعب حالة خاصة فعلاً إنه موهوب جداً ومبهر.

- من برأيك الأسطورة هل هو ميسي أم أرمندو مارادونا؟

ـ هذا سؤال من الصعب أن أخوض فيه بشكل عادل لأن الوقت مختلف ما بين زمن مارادونا وزمن ميسي ولكن ما أستطيع أن أقوله إن الثنائي كلاهما مميز ورائع.

- هل تعتقد أنه ما زال هناك فرصة لبرشلونة في تحقيق الدوري الإسباني هذا الموسم؟

ـ نعم هناك فرصة، هي صعبة ولكنها موجودة، فمدريد في حالة جيدة وهناك كلاسيكو يجمع الفريقين وربما يتقلص الفارق إلى 3 نقاط وهنا فرصة جديدة لبرشلونة لتحقيق الدوري وعندها ستكون مفاجأة لأن الكل استبعد عودة الفريق للبطولة بعد ابتعاد مدريد في وقت سابق عن برشلونة بعشر نقاط.

- ما رأيك في استضافة قطر مونديال 2022م وهل أنت مع إقامة البطولة في الشتاء نظراً للأجواء الحارة في المنطقة؟

ـ إقامة تظاهرة عالمية مثل المونديال في الشرق الأوسط شيء رائع وإقامة البطولة في الشتاء أو الصيف يعود لأمور كثيرة من الأفضل أن يبت فيها الفيفا، المهم أن يكون هناك مستوى مميز لهذه البطولة.

- أخيراً ما رأيك في العمل الذي يقدمه ميشيل بلاتيني في الاتحاد الأوربي لكرة القدم؟

ـ هو شخص مميز وهو أكبر مني سناً لكنه يقوم بعمل مقنع عبر الاتحاد الأوربي، وشخصيته كلاعب كانت مميزة وأصبحت أكثر تميزا بعد أن تولى مهمته كمسؤول.

* * * * * * * * * * * * *

من الحوار:

ـ اللقاء تم في مدينة الخبر حيث يسكن السيد فرانك في شاليهات (الصن سبت).

ـ قام بالترجمة مشكوراً الشاب عبد الله الفواز وهو أحد طلاب جامعة الملك فهد للبترول والمعادن.

ـ ريكارد شخص متواضع جداً وذو أخلاق فاضلة هذا ما يمكن أن أقوله عن انطباعي عنه قبل وبعد اللقاء.

ـ اللقاء استمر 82 دقيقة في الساحة الخارجية لمطعم (فيفتي فايف) في الشاليهات التي يتخذ منها ريكارد مقراً لسكنه.

ـ ريكارد مستقر في مدينة الخبر ومعه عائلته الصغيرة.

ـ المصور عبد الله الحمد لم يتوقف عن ممارسة هوايته طوال دقائق اللقاء وكان ذلك مثار ابتسامة ريكارد للزميل الحمد.

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة