ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Wednesday 11/04/2012/2012 Issue 14440

 14440 الاربعاء 19 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

لا شك أنّ القدرة على الاستمتاع في الطفولة تفوقها بمراحل بعد النضج، لأنّ الدهشة كانت لا تزال قيد الإثارة، حتى لو كانت في لعبة تخيلية في دور طبيب، أو الشرطي واللص، أو عريس وعروسة، أو لعبة “الحريم” كما يحلو للبعض تسميتها، وغالباً هي عبارة عن تقليد حرفي لما يقوم به الكبار بسيناريو وحوار وليد اللحظة، يكررونها عشرات المرات بنفس اللذة والحماس، مما ينفي أن يكون التجديد والاكتشاف هما سببا الاستمتاع بها، إنما شيء أعمق بكثير، يحظى به الصغار ويفتقده الكبار.

فاللعب في حياة الأطفال ممارسة لأحلام اليقظة بصوت مسموع، وتمثيل سطحي، ويعيشون الأدوار حد الاندماج بها، دون قيود الصح والخطأ، والخجل، والخوف من النقد والرفض والسخرية، لكن أثناء النمو تبدأ تلك الأحلام بالتخفِّي رغم تطوُّرها، حتى تصبح حديث نفس وصور يحتفظ بها الإنسان لنفسه ويأنس بها، ولا يجرؤ على مشاركتها مع أحد لنفس الأسباب التي لا يخشاها الأطفال، وقد قلت في مقال سابق إنّ الرغبات الدفينة التي لا تشاطرها غيرك، خطيرة وذات سطوة على الإرادة، لو أنّ أحدًا استطاع الوصول إليها بالصدفة أو المشابهة أو المحاولة بذكاء، قد تصبح مأسورًا له، وأظنه ما يسمّى مجازًا “بالحب”!

وما حدث للروائي د. هـ. لورنس بعد زواجه من فريدا ويلكس ابنة بارون ألماني وزوجة أحد أصدقائه التي تركت زوجها وأطفالها لترتبط به، يعتبر تحولاً هائلاً كتب عنه هنري سافيج من كونه - أي لورنس - تحوّل بشكل كامل من شخص خجول هادئ، إلى شخص صاحب رسالة، متديِّن لا يتحمل أن يخالفه أو يكذبه أحد، وأصبح روائياً مثار جدل من بعد أن كان مجرّد مدرس معتل الصحة، وبالتالي هذا التحوُّل أرجعه كولون ولسون إلى سببين، استوقفني أحدهما لأنّ له علاقة بانطفاء شعلة المتعة في علاقات الكبار، يقول ولسون “إنّ فريدا قدمت للورنس النجاح، وحققت أحلام يقظته”.

مما يجعلني أجمع هذا كله وأتساءل عن مصير تلك الأحلام وهل يكون تجاهلها سبباً في غياب المتعة، وممارسة الرغبات الحقيقية دون تزييف أو تشذيب أو تهذيب! وماذا يحدث لو حاولنا الإفصاح عنها للشريك كما هي، وكسرنا الحواجز النفسية التي تعيقها كالأطفال تماماً، وعرفنا الأرضية الحقيقية التي تقوم عليها غرائزنا وغرائز من نحب؟ وأي دور كان يبعثنا لسقف المتعة مباشرة دون تدخل العقل والمنطق؟

amal.f33@hotmail.com
 

إيقاع
من يبدأ اللعبة ؟
أمل بنت فهد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة