ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 13/04/2012/2012 Issue 14442

 14442 الجمعة 21 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

الساحة الأمامية للمسجد تكتظ بالمصليات..، وهناك عن بعد, داخل الأسوار التي تطل على هذا الفناء الشاسع من الأبواب الكبيرة، آخرون وأخريات..

ما اجتمع أمر المسلمين، والمسلمات كما يجتمع في وقت الصلاة...

ها هي الصلاة تكمل، والناس يتحركون..

كل يمضي لغايته...

فكرتُ أن أقارن بين أحذيتهم، وأقدامهم..

بقيت في مكاني لحين ينفضون، ويبقى لي متسع رؤية أتأمل فيها المكان...

حيث سجدَت الجباه، وجأرت الحناجر، وفاضت العيون..

وخفقت الصدور، ولهجت الألسنة..

حيث المرتجى واحد..

والقبلة سواء..

وعن لي سؤال:

كم من الناس ينتعلون؟؟

إذن كم حذاء قد اعتمرته الأقدام..؟

وتخيلت أن هذه الأحذية ذات الألوان، والأشكال, والخامات، ذات المقاييس المختلفة، والتصاميم المتباينة.. قد اقتربت من الإنسان الذي يرتديها حد التمازج بلحم قدميه، وجلدهما..

حملتاه لوجهته، ومواقع اتجاهه، أوصلته لحيث غاياته، وأمكنة حاجاته، عرفت طريقه، وسمعت حفيفه، وعلمت منه ما لم يعلمه راغب في الكشف عن دروبه، ومقاصد حركته وسيره..

تخيلت واقع اقتراب كل حاجات الإنسان منه, بأقرب ما يكون قربه من أبيه، وصاحبه وبنيه..!!

إذن فكم أعداد الأحذية التي يستهلكها الناس على وجه البسيطة..؟

إن كان البشر تتنامى أعدادهم لمئات الملايين، وكل فرد منهم ذو قدمين!! بناء عليه، فلنضاعف أعداد الأحذية ضعفا آخر نسبة لأن لكل فرد قدمين، أي لكل واحد من البشر حذاءان!!

ناهيك عن أعداد أزواج الأحذية التي يملكها في خزانة بيته،..!

إذن فكم أعداد الأحذية التي يستخدمها البشر على الأرض..؟

وقياسا عليها، يمكن حصر تقريبي لعدد ساعاته، وعرباته، وأمشاطه، ومن ثم ملابسه،،, هذا في نطاق استخدام الفرد، لا الجماعة حين يطرأ أن تعدّوا كم من أدوات في المطبخ, وغيارات المستهلكات بأنواعها للفرد، والجماعة..؟

إذن فالإنسان يكلف الحياة رهقا، ويجهد ما يستهلك فرطا...

فهو مصدر الكثرة بما لا يزيد البيئات إلا فسادا، فهو يحرك الأتربة والغبار..

وهو ينشر الروائح والأبخرة، وهو يشغل المساحات, ويضيق الأمكنة..

بدءا بها في حجرته، وبيته، ومن ثم ما تأتي من بعد, في كل مساحة يتحرك فيها، أو ينزل بها..

هذا الإنسان تشكو منه أحذيته, حين تحمله فيركلها، وتحميه فيحقرها، وترافقه فيتخلص منها..

فالحذاء يحفظ سلامته، بينما هو يبث تلوثه..!

عجبي من أمرك أيها الفائق في غرورك..

المتباهي بحذائك..!

حين تملكه إليك فباختيارك..

وعندما تكل منه ترميه بلا مبالاتك..

وتنسى أنه من الدلائل عليك..

ولكن...؟!!

مع أن الشجون في مثل هذه الشؤون, ذات أبعاد لكل ما للإنسان على الأرض من فنون..!!

 

لما هو آت
حذاؤك...!!
د. خيرية ابراهيم السقاف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة