ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Tuesday 17/04/2012/2012 Issue 14446

 14446 الثلاثاء 25 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

فاصلة:

(بقدر ما نتوغل عميقاً في الغابة نجد حطباً)

- حكمة -

لا يوجد أفضل من موضوع المرأة لتبيان التناقض في مجتمعنا؛ فهو الموضوع الأكثر جدلية، الذي يشارك فيه جميع الأطياف في المجتمع، وتمارَس الوصاية على هذا الكائن الذي ما زال يبحث عن الاعتراف بحقوقه قبل أن يطالب بها.

الأسبوع الماضي أعلن مدير صندوق الموارد البشرية إبراهيم المعيقل أن هناك شركات تخطط لتشغيل السعوديات عاملات منزليات (خادمات) برواتب يومية وشهرية؛ وذلك بهدف توطين وظائف لحملة الشهادة الثانوية فما فوق، حيث يضعها الصندوق ضمن خططه الراهنة.

انتهى الإعلان الذي فجَّر النقاش عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مثله مثل أي موضوع له علاقة بالمرأة لدينا.

المثير للسخرية بالفعل أننا نتعاطى موضوعات شائكة تُحدث الربكة في سياق المجتمع، بينما لا تناقَش موضوعاتنا بواقعية؛ فحين نتحدث عن توطين وظائف المرأة هل نبدأ بعمل النساء خادمات في المنازل في مجتمع لم يستطع إلى الآن تقبل المرأة في مراكز صنع القرار؟ فكيف يتقبلها في أعمال متدنية في مستواها الاجتماعي؟

نعم، المجتمع القبلي يصنف المهن، وليس كالمجتمعات التي يُحترم فيها عامل النظافة؛ لأنه يقدم خدمة للمجتمع.

قبل أن نتعاطى مهنة خادمات سعوديات في المنازل على المجتمع أن يدرك أن هذا العمل شريف، وليس مزرياً، وهذا يحتاج إلى تغيير ثقافة مجتمع، وهذا الأمر ليس سهلاً البتة.

المجتمع اليوم ليس هو مجتمع الأمس البسيط الذي كان يغلب عليه الصبيان المراهقون، والسعوديات يخدمن في المنازل قبل عقود من الزمن دون أن تظهر الإشكاليات التي هي اليوم موجودة في عمل المرأة.

في مثل هذا الموضوع أجزم بأن وسائل الإعلام لدينا لا تملك أي استراتيجية لتصوير دور المرأة في المجتمع، وهي ليست ملومة؛ فمن سيفكر في صورة المرأة في الإعلام إن لم تكن المرأة نفسها في موضعها بوصفها صحفية، أو الصحفي المتفهم لكينونة المرأة ودورها في المجتمع؟

وإلا، ما جدوى نشر موضوعات لا تخدم صورة المرأة في المجتمع، وتبرز الاتفاق حول تقدمها، بدلاً من تكريس الوصاية على مستقبلها في التعليم أو العمل؟

ما جدوى أن تظل المرأة الموضوع الذي يبعدنا عن واقع تطويرها بوصفها شريكاً في تنمية المجتمع دون عوائق تقليدية؟!!

nahedsb@hotmail.com
 

مسؤولية
الإعلام والمرأة متى يتّفقان؟
ناهد سعيد باشطح

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة