الجزيرة - علياء الناجي:

قالت «نحن جاهزات، متحمسات وفخورات بكوننا نشارك في حدث فعال وإيجابي لمجتمعنا»، مضيفة: «أنا أشارك لأنني فقدت إنسانة عزيزة عليَّ بسبب سرطان الثدي ولأنني مستعدة لأن أفعل أي شيء لمنع الأمر ذاته من الحدوث مجددا مع غيري».

هكذا عبرت طبيبة الأمراض الباطنية مع التخصص الفرعي من جامعة ديوك، الولايات المتحدة الأمريكية في مجال الرعاية الحرجة والرئوية السعودية مشاعل الحجيلان لـ»الجزيرة»، إحدى صاعدات قمة إيفرست الشهر المقبل تضامن مع التوعية بسرطان الثدي للمرأة السعودية.

وفي ذات الصدد يخضع فريق من النساء السعوديات للتحضيرات النهائية استعدادا لخوض تجربة فريدة تهدف إلى التوعية ضد مرض سرطان الثدي، وذلك بعد أن تبقى من الزمن الذي يفصلهن عن أحد أهم تحديات حياتهن أسابيع قليلة، حيث تنطلق المهمة التي تحمل اسم «رحلة نساء: جبل إيفريست» في السابع من مايو المقبل، حيث يغادر فريق من النساء السعوديات تم انتقاؤهن خصيصا (كلهن بين 25 و50 عاما ويشاركن بالنيابة عن مريضة مصابة بسرطان الثدي أو ناجيه منه) إلى كثمندو، نيبال، في حين يفترض أن يعود الفريق الى المملكة العربية السعودية في 21 مايو. وتتطلب الرحلة، التي تنظمها صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان آل سعود بالتعاون مع جمعية زهرة لسرطان الثدي، تسلق جبل إيفريست وصولا إلى معسكر «بيس كامب»، مما يتطلب بدوره جهدا ذهنيا وبدنيا عالياً من قبل كل من المتسلقات المشاركات، بالإضافة الى الكثير من العمل الجماعي والتنسيقي على مستوى الفريق.

من جهتها، تقول الأميرة ريما، مؤسسة جمعية زهرة ومنسقة الحملة بأن «المتسلقات في غاية الحماس والحرص وتدفعهن الرغبة في أن يشاركوا في هذه المعركة ضد هذا المرض العضال.

« وتضيف الأميرة ريما: «أن مثل هذه الجهود تثبت أن النساء في السعودية متحدات وقادرات على التحرك حين يتعلق الأمر بمسألة مهمة حقا».

أما علا عباس المرزوقي، المتحدثة الرسمية باسم الحملة، فتقول: «نحن فخورات بوجود هذه المجموعة من النساء السعوديات الشجاعات اللواتي يأخذن على عاتقهن هذه المهمة الشاقة نيابة عن جمعية زهرة للمساعدة في التوعية ضد مرض سرطان الثدي».

وفي هذا السياق، يذكر أن الحملة هذه السنة سيتم توثيقها في فيلم قصير سيتم إنتاجه من قبل طاقم تصوير مرافق لفريق المتسلقات، وقد تم إعطاء هذه المهمة لوكالة «كوانتوم ايدياز» السعودية.

ويقول مخرج الفيلم هيثم خوجة «نريد أن يشاركنا العالم في مشاهدة الشجاعة والقوة والعزم التي يتحلى بها هذا الفريق النسائي».

ويضيف: «يفترض أن ينتهي العمل على الفيلم الوثائقي في مطلع شهر يونيو المقبل وذلك بالتزامن مع الفعالية الختامية للحملة التي ستعقد في الأسبوع الثاني من ذلك الشهر، ونعتزم التقدم بالعمل لمهرجان كان السينمائي، جوائز دبي لينكس ومعظم جوائز الأفلام والأفلام الوثائقية المحلية».

كما يذكر أن الحملة هي ذات أبعاد متعددة، فجزء منها يهدف إلى التشجيع على تبني أسلوب حياة أكثر صحة ونشاطا بين النساء السعوديات، وذلك من خلال دعوتهن الى دعم متسلقات إيفريست من خلال الالتزام بالمشي 15 دقيقة لمدة 15 يوما بين 7 -21 مايو 2012.

وتقول الدكتورة منى باسليم، جراحة ثدي ورئيسة وحدة الثدي في مستشفى الملك فهد العام في جدة، إن التشجيع على ممارسة الرياضة هو «أحد الأهداف الرئيسية للحملة لأن الكثير من الدراسات الأخيرة أظهرت أن النساء اللواتي يمتعتن بحياة أكثر نشاطا وصحة هن أقل عرضة للإصابة بسرطان الثدي».

يذكر أن الحملة تعقد تحت رعاية وزارة الصحة وزارة التعليم بدعم من مصرف باركليز السعودية وشركة «سابك» كرعاة رئيسين/ شركاء في الحملة بالإضافة إلى الشركاء اللوجستيين: نادي يبرين، نادي أولومبيا (مستشفى الدكتور سليمان فقيه).

أما الشركاء الإعلاميون فهم مجلة لها، مجلة اوايسس، قناة الآن وجريدة المدينة السعودية.