ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Saturday 21/04/2012/2012 Issue 14450

 14450 السبت 29 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

نُشر تقرير خلال هذا الشهر، أعدَّه ونشره - لأول مرة - معهد الأرض التابع لجامعة كولومبيا، بتكليف من الأمم المتحدة، أجرى فيه مسحاً لتحديد مستوى سعادة الشعوب بمختلف أجناسهم في نحو 156 دولة في مختلف مناطق العالم ما بين عامي 2005 و2011.

وقد أشار التقرير، الذي أُعِدّ من قِبل ثلاثة من كبار علماء الاقتصاد المشهورين في العالم، هم جون هيليول، ريتشارد لايارد وجيفري ساشس، إلى أن السعوديين حلوا في المركز الـ 26 للشعوب الأكثر سعادة عالمياً. وقد حلَّ السعوديون بعد الإماراتيين الذين كانوا في المرتبة الـ17، في حين جاء الكويتيون في المرتبة الـ29، والقطريون في المرتبة الـ 31.

أما بالنسبة للمراكز الخمسة الأولى فقد كانت لكل من (الدنمارك ثم فنلندا ثم النرويج ثم هولندا ثم كندا).

وعلى الرغم من أن السعوديين حلوا في المرتبة الـ26 في هذا التقرير إلا أنني كنت أبحث عن أسباب حصول السعوديين على هذه المرتبة، ولماذا لم تكُن مرتبة أعلى من ذلك؟ حيث إن الخبر ذكر أن (تقرير السعادة العالمي يصدر للمرة الأولى عن الأمم المتحدة). وعلى الرغم من أن التقرير لم يُشِر إلى الحيثيات والعناصر التي بموجبها وُضع هذا التقييم إلا أن معيار السعادة يقوم غالباً على العناصر الأساسية التي تجلب السعادة للفرد، وفي مقدمتها توافر سُبل العيش الكريم للفرد.

ولا شك أن سبل العيش الكريم تساهم في السعادة، غير أن مقياس السعادة يبقى نسبياً؛ فالبعض يقيسها من خلال معدل الدخل المادي للفرد، والبعض يقيسها بمستوى الحرية السياسية والاجتماعية، والبعض يقيسها بمستوى قوة العلاقات الاجتماعية والترابط، والبعض يقيسها بمستوى توافر الخدمات الحكومية للفرد، وفي مقدمتها الخدمات الصحية، والبعض يقيس السعادة بمستوى النزاهة والشفافية ومكافحة الفساد، والبعض يصبح سعيداً من خلال توفير فرص العمل، وغيرها من المقاييس التي يتم وضعها لقياس مستوى سعادة الشعوب.

وعلى الرغم من هذه الاختلافات في التعاريف لمفهوم السعادة إلا أن الاستقرار المعيشي للفرد هو العمود الفقري لهذه السعادة، وفي مقدمة العناصر التي تقوي هذا الاستقرار الوضع الاقتصادي للفرد، وهذا ما أكده التقرير؛ حيث إن الدول التي احتلت المراكز المتقدمة هي الدول الغنية.

وعلى الرغم من سعادتي الشخصية لظهور هذه النتائج بالنسبة للسعوديين إلا أنني آمل أن نعمل فعلياً على التحقق من هذه النتائج وتحسينها وتطويرها عاماً بعد عام؛ حيث نسعى إلى توفير سُبل السعادة الحقيقية لأفراد مجتمعنا، وفي مقدمتها سُبل العيش الكريم من خلال توفير فرص العمل والخدمات الحكومية الأساسية ومكافحة الفساد، وغيرها من العوامل التي من شأنها إيجاد السعادة في المجتمع بشكل حقيقي، ليس فيه مجال للشك.

كنتُ سعيداً وأنا أتابع التعليقات الكثيرة التي أُضيفت على هذا الخبر، والتي أوضح كثيرٌ منها أن السبب الرئيسي في سعادة مجتمعنا أنه يعيش في وطن يرفع راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، ويعمل على توفير الأمن والأمان لأفراده على الرغم من وجود الكثير من الأمور التي تحتاج إلى تحسين وتطوير، بما يساهم - بإذن الله - في رفع مستوى السعادة لدى الأفراد، وتحقيق مراكز متقدمة في التقارير القادمة.

 

وقفة مع سعادة السعوديين
إبراهيم محمد باداود

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة