ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 27/04/2012/2012 Issue 14456

 14456 الجمعة 06 جمادى الآخرة 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

مواجهة الخطر القادم.. المخدرات
محمد بن موسى الدايل

رجوع

 

أصبحت مشكلة المخدرات هاجسا يؤرق المواطن خاصة والوطن بالأساس، فالضرر لا يتوقف فقط على صحة البدن بل امتد إلى أكثر من ذلك وهو الضياع والبعد الديني، وتوسع إلى أعظم من هذا وأصبحت المخدرات وسيلة من وسائل الغزو غير المباشر التي تستخدمه الدول في حروبها على بعض الدول.

إن هذه المخاوف والتهديدات للمملكة العربية السعودية تعد من أكبر المخاوف نظراً لموقعها الاستراتيجي والديني وكذلك عالمية هذه المخاوف وليست حصرية على المملكة.

لقد أصبحت مافيا المخدرات في العالم ككل عبر تاريخها القديم والحديث تتبع أساليب حديثة ومرنة وتتكيف مع طرق محاربتها من أجل الوصول إلى غاياتها وأهدافها حتى أصبحت مشكلة المخدرات تنمو حجماً وتزداد توسعاً ويثبت ذلك الزيادة المطردة في أعداد المروجين والمهربين والكميات والنوعيات المنتشرة من المخدرات بأسماء وهمية.

من كل ما ذكر يدور في أذهاننا سؤال مهم:

لماذا العالم العربي مستهدف وخاصة المملكة العربية السعودية.

ولذلك يجب أن نضع حلولاً لمشكلة المخدرات وهذه الحلول يأتي من أبرزها الدور الأساسي للمشاكل الأسرية أو المادية أو الدراسية أو العملية، وكذلك الدور الكبير للتوعية الوقائية من هذه الآفة ونتائجها السلبية ولا ننسى الدور العظيم والتوعوي الذي يقدمه الأب والأم في المنزل ودور المعلمين والمرشدين الطلابيين في المدرسة حيث إنهم شركاء أساسيون في ذلك.

كلنا يدرك بأن مشكلة المخدرات مشكلة اجتماعية وتحتاج إلى مضاعفة الجهود من الجميع ولا نختلف بأن التوعية الوقائية تقدم دورا كبيرا ومهما وحلولا لهذه الظاهرة الخطيرة، فالحل الأمني لا يعد حلاً مناسباً لعلاج ظاهرة المخدرات بل يعد قادراً على الحد من المشكلة، ولكن يأتي الدور الحقيقي على التوعية الوقائية باختلاف طرقها ووسائلها في تبصير المواطن بهذه الآفة التي تفتك بالعقول وحتى نستطيع تحقيق الهدف الوطني الأسمى المتمثل في تحصين وحماية أبنائنا وبناتنا من الوقوع في مثل هذه الآفة وصد المحاولات التي ينتهجها مروجو هذه السموم للحفاظ على مجتمعنا نظيفاً.

من هذا وذاك نستنتج الدور المهم والكبير للتوعية الوقائية في تحجيم ظاهرة المخدرات وفي سبيل إيضاح أضرار المخدرات والوقاية منها، فالوقاية من الأمر قبل حصوله خير من علاجه بعد الوقوع فيه، وكذلك لا ننسى الدور الإعلامي مثل الوسائل المسموعة والمرئية، وكذلك طباعة الكتب والمنشورات والمطويات لتقديم المعلومات الصحيحة لجميع فئات المجتمع عن أضرار هذه الآفة ولا نغفل عن أهمية إقامة المعارض والندوات والمحاضرات لشرح أضرارها كما نوضح دور الأئمة والخطباء في تكريس الوازع الديني والتحذير من الوقوع في براثن المخدرات.

لذا نجد بأن مشكلة المخدرات ليست مسؤولية الأجهزة الحكومية فقط بل مسؤولية كل مواطن ومؤسسة تمتلك الحس الوطني ولذلك فإن الأمر يتطلب مشاركة كافة الأجهزة الحكومية والقطاع الخاص ليقوم بدوره الفاعل في توعية ووقاية أفراد المجتمع من أدران المخدرات حتى نستطيع بإذن الله من دحر عصابات الشر وحماية أبنائنا ووطننا من آفة المخدرات.

وحكومتنا الرشيدة في ظل الدعم غيرالمحدود من قبل خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وسمو نائب وزير الداخلية وسمو مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية- حفظهم الله- وما يقدمونه لأجهزتنا الحكومية بشكل عام وقطاع مكافحة المخدرات بصفة خاصة الذي يعرض لنا بين الفينة والأخرى الضبطيات الكبيرة للمخدرات التي تأتي مهربة إلى داخل المملكة مما يشعرنا بالخطر الجسيم الذي يواجه وطننا ولا ننسى أن نقدم الشكر والعرفان لرجال الأمن عامة ورجال مكافحة المخدرات وحرس الحدود والجمارك على وجه الخصوص الذين يعرضون أنفسهم وأرواحهم للموت من أجل صد والقضاء على هذه الآفة الخطيرة رغم ما يواجهونه من أخطار قد تصل إلى تعريض أرواحهم للموت.

وعلى مدى السنوات الماضية قدم أبطال من مكافحة المخدرات وحرس الحدود أرواحهم وأجسادهم في مواجهات دامية مع عصابات تهريب وترويج المخدرات حيث وقفوا لهم بالمرصاد وتصدوا لهم ببسالة وخاضوا ضدهم حروباً مستميتة فسقط بعضهم ما بين قتيل وجريح فداء للوطن وحماية لأبنائنا وبناتنا.

ويجعلنا ذلك أن نرفع أكفنا لله جل في علاه أن يتغمدهم بواسع رحمته وأن يتجاوز عنهم (آمين) ويجازي من أصيب منهم بالأجر والمثوبة. وهؤلاء الشهداء والمصابون أثبتوا للعالم مقدار حبهم وتضحيتهم لوطنهم، وحكومتنا الرشيدة لم تغفل عن ذلك بل أولت كل اهتمامها برعاية أسرهم وأولادهم وندعو الله جل في علاه أن يحمي بلادنا وبلاد المسلمين من كل شر ومكروه.

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة