ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Saturday 28/04/2012/2012 Issue 14457

 14457 السبت 07 جمادى الآخرة 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

* لعل أبرزَ ما يسمُ المفكرَ استشرافُه المستقبليُّ لغدٍ لا يراه كثيرون، وهو ما لا يستطيعه المؤدلجُ المرتبطُ بمشروعٍ آنيٍّ، وقد يرتضي المفكرُ عزلةً اختيارية، وربما عدَّه مناوئوه هائمًا في فضاءاتِ ذاته، في حين يتكاثر أتباعُ المؤدلج، ثم يرحل ويرحلون دون تراتبية منْ يغيبُ أوَّلا وَفقًا لحساباتِ المشروع والمشرِّع، ويتمدد الفكرُ عبر القرون غيرَ عابئٍ بما نال صاحبَه من تهميشٍ أو أذى.

* وبالرغم من المجانية التي نمارسها في منح ألقابٍ واسعة للواجِهيين متوجةً بلقب عالِم ومفكر ومثقف ومبدع وما في مدارها فإن الحقيقةَ لا تضارُّ بمادحٍ أو قادح؛ لنبقى بحاجةٍ للتمييز بين درجات المعرفة؛ فالواعظ المتكئُ على صوته وإنشائياته هو حكّاءٌ ليس أكثر، وله دوره في أوساطٍ مؤمنةٍ به، وربما تبعته جيوش من الجماهير غير أنه سينتهي بمجرد قعوده أو إقعاده، وإذا صدَّره زمنٌ ضبابيٌ فإن أزمانًا فاحصةً قد تهبط بحجمه وقياساته.

* حسابات التأريخِ المدون لن تكون أكثر من ماضويةٍ تدفعُ نحو الركون، والغدُ هو الأهمُّ في ركب الأمة المستخلَفةِ لبناء الغبراء والانطلاق في الفضاء، والجمعُ المفسِّر لشؤونه بالحُلم والخرافة ودروس التعبير لن يصل إلى علامة الاستفهام التي تسكننا منذ قرون؛ فلماذا نحن واقفون والآخرون يتحركون؟

* أجاب «شكيب أرسلان 1869-1946م» - وهو من أوائل من طرح هذا السؤال في كتابه: «لماذا تأخر المسلمون ولماذا تقدم غيرهم؟»- بعوامل الجهل والفساد والخوف والجمود والاكتفاء بالدعاء، وتصور «مالك بن نبي1905-1973م» في كتابه «شروط النهضة» أنها «القابليةُ للاستعمار»، وفسرها «سيد قطب 1900-1966م» بغياب الحاكمية لله وليس بالفساد ولا ضعفِ التدين؛ رحمهم الله جميعا.

* أمثلةٌ من ثلاثةٍ مفكرين إسلاميين معاصرين امتدَّ طرحُهم حتى اليوم وما الظنُّ أنه سيختفي، وفيه مقاربةٌ ومحاولة إجابة، وسيبقى لغيرهم تفسيراتُهم؛ فما زال الكثيرون يتلمسون الطريق، وهنا نختزل الاستفهام الكبير؛ فما بالُ المشروع النهضويِّ في بلادنا -وهي مجرد نموذج- لا يتجاوزُ سقفَ الأمل الذي يُغنِّيه الصبيُّ ويحلم به الشاب ويندبه الكبير؟

* لا إجابةَ جاهزةً سوى «الرهان على الجفاء والاستعداد للعداء»؛ فحين يكون نصفُ المجتمع لا يخاطب نصفَه الآخر أو لا يثق به فهذا عامل تقويضٍ تُشغلنا به الأدلجة ولا يقبله الفكر، وحين يستعدي بعضُنا السلطةَ ويستدعيها فهذه صنيعة مؤدلجين لا مفكرين، وإذا وقف واحدُنا سدًّا أمام مشروعات التطوير فهذه مواصفاتُ مؤدلج لا مفكر، وإذا طغت نظرية المؤامرة فهذا خلل أدلجةٍ لا يليقُ بتفكير.

* التبعيّة رق.

ibrturkia@gmail.com
t :@abohtoon
 

النسخة الأخيرة..
د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة