ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Saturday 28/04/2012/2012 Issue 14457

 14457 السبت 07 جمادى الآخرة 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

عندما نقوم باستعراض خارطة رجال الأعمال اليوم نجد أن كثيراً منهم هم أبناء لعوائل تجارية، وهم في معظمهم يكملون المضي في طريق قام بتأسيسه أحد أفراد العائلة قبل عشرات السنين، أما على مستوى رجال الأعمال الجدد والذين قاموا بتأسيس أعمالهم خلال

سنوات قليلة ماضية فيعتبرون قليلين جداً، ولعل البعض يتساءل لماذا لا يوجد رجال أعمال جدد في خارطة الأنشطة التجارية وفي اعتقادي أن رجال الأعمال السابقين مروا بظروف اقتصادية صعبة ساهمت في أن توجد أمثال أولئك الرياديين الذين كانوا يعملون ليل نهار ويقومون بأنفسهم على متابعة أعمالهم حتى استطاعوا - بتوفيق الله - من تأسيس كيانات اقتصادية كبيرة استمرت إلى وقتنا الحاضر، أما اليوم فهناك الكثير من المعوقات التي لا تساهم في إيجاد رجال أعمال مميزين وفي مقدمة هذه الأمور البرامج التعليمية التي يركز بعضها بشكل كبير على مجالات بعيدة عن واقعنا المعاصر من ناحية، وبعضها يهتم بالحفظ والتلقين بدلاً من التفكير والإبداع والابتكار، ومن معوقات وجود مثل هؤلاء الرجال هو عدم وجود أي توجيه أو توعية للأجيال بأن المستقبل العملي لا ينحصر في الوظيفة بل هو أكبر من ذلك وقد يوجد في مشروع صغير يكتب له النجاح ويصبح كبيراً، كما أن سيطرة المؤسسات الكبرى الحالية على المناقصات والمشاريع التنموية الكبيرة والتي تقيمها الدولة أو كبرى الشركات والمؤسسات في القطاع الخاص إضافة إلى عدم وجود جهة اختصاص تعنى بجمع الجهود المختلفة الموجودة اليوم في المجتمعات الاقتصادية ساهمت في دعم وجود رجال أعمال جدد.

إن السعي نحو إيجاد رجال أعمال جدد لن يساهم فقط في توفير قنوات جديدة لدعم التنمية على مستوى الوطن بل سيسعى إلى توفير فرص عمل جديدة لأبناء وبنات الوطن وهذا بحد ذاته يعد هدفاً إستراتيجياً يجب على كافة الجهات الحكومية أن تسعى إلى دعمه وتحقيقه، كما أن توفير رجال أعمال جدد يقلل من مخاطر اعتماد المشاريع التنموية على شركات محدودة مما يرفع نسبة المخاطرة في تنفيذ تلك الأعمال، إضافة إلى أن دعم وجود رجال الأعمال الجدد سيساهم في تقديم بدائل جديدة قد تكون أفضل على مستوى النوعية ومدة تنفيذ المشاريع وكذلك قيمتها المادية.

إننا نحتاج إلى وضع مبادرة وطنية تدعم تقديم عدد محدد سنوياً من رجال الأعمال الذين يساهمون في تنمية الوطن وذلك من خلال تبني كوادر وطنية شابة منذ وجودهم في المقاعد الدراسية وتقديم التدريب اللازم لهم ودعمهم بعد التخرج بقروض مالية حسنة وتقديم مشاريع لهم لتنفيذها وتوفير شبكات تواصل لهم مع جهات أخرى في مجال تخصصهم ووضع مستشارين يساهمون في تقديم الرأي والنصيحة لهم في حال وجود أي عقبات تعترض طريق أعمالهم.

لقد حرصت الدولة على تقديم العديد من المبادرات الهادفة إلى دعم أصحاب المشروعات الصغيرة، وجهود بنك التسليف وبرنامج كفالة وصندوق تنمية الموارد البشرية وصندوق المئوية والصندوق الخيري وبرنامج ريادة وغيرها من المشاريع الأخرى واضحة في هذا الإطار ولكن يجب أن نسعى إلى أن نوحد جميع تلك الجهود من أجل هدف واحد بعيد المدى يعمل على إيجاد رجال أعمال مميزين جدد، يقومون بدعم مسيرة التنمية والمساهمة في إيجاد شركات كبرى مستقبلاً توجد عشرات الآلاف من فرص العمل لأبناء وبنات الوطن.

 

ندرة رجال الأعمال الجدد
إبراهيم محمد باداود

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة