حوار - عيسى الحكمي :

عندما نقول الرجل المناسب في المكان المناسب، فإن ذلك ينطبق على محمد النويصر رئيس رابطة دوري المحترفين، الرجل المتمكّن في عمله، والمقنع في إجاباته، مثقف، يتفق عليه الجميع، عندما يتحدث يلبس عباءة الدبلوماسية أو الديمقراطية حسب الموقف، يدافع عن وجهة نظره ويحترم وجهة نظر الآخرين، إنه مثال حقيقي للرجل المثابر والفكر المتطور والطموح البعيد.

عندما التقيته في مقر رابطة دوري المحترفين شاهدت ورشة عمل حقيقية، لم يكن المكان كما توقّعت، هناك حراك حقيقي يديره بلياقة عالية محمد النويصر الذي نجحنا أخيراً في اقتطاع ساعتين من وقته لنخرج بهذا الحديث للقارئ العزيز.

* دخلت الكرة السعودية مرحلة انتقالية جديدة، من هيئة دوري المحترفين إلى رابطة دوري المحترفين، فما الفرق؟

- بالنسبة للهيئة أنشئت بقرار من الأمير سلطان بن فهد وترأسها الأمير نواف بن فيصل، وكان الهدف منها تحقيق معايير الاتحاد الآسيوي التي تضمن مشاركة الفرق السعودية في دوري المحترفين الآسيوي، وبفضل الجهود الجماعية نجحنا بتحقيق المعايير وشارك 4 فرق من السعودية في البطولة بينما غيرنا لم يشارك حتى الآن في البطولة لأنه لم يضمن تلك المعايير، في الهيئة حيث مرحلة التأسيس لم يكن الصوت الأعلى للأندية بينما العكس الآن الصوت الأعلى في الرابطة والقرار وتوزيع الدخل المالي بيد الأندية، وهناك شيء جديد هو تراخيص الأندية الذي سيكون فيه القرار للنادي من أجل ضمان مشاركته في دوري المحترفين الآسيوي إذا حقق النادي الشروط المعتمدة من الفيفا.

* كيف تتابعون خطوة التراخيص؟

- نعمل عليها حاليا، وتوجد لجنتان مستقلة ومختصة «تعتبر قضائية» من خارج اتحاد الكرة والرابطة هي لجنة التراخيص التي يرأسها المهندس طارق التويجري ولجنة الاستئناف برئاسة طارق السدحان.

صوت محمد النويصر

* هناك من يعتقد أن الصوت الأعلى سيكون لمحمد النويصر؟

- ضحك.. ثم أجاب.. الاجتماع الأخير خير دليل على مخالفة هذا الكلام للواقع، وأكرر ما ذكرت لوسائل الإعلام عبر «الجزيرة» صوتي وصوت ممثل الاتحاد السعودي سيكون آخر صوت.

* لكن قد يكون هو الصوت الحاسم؟!

- لا.. لا.. صوتي لن يعلن، نريد الأندية تصوت وتقرر مصيرها بنفسها.

* وهل قرار الأندية سيكون نافذا أمام اتحاد اللعبة؟

- غالبية القرارات النهائية فنيا بيد الاتحاد وهو أمر معمول به في جميع الروابط التي تعمل في كل العالم تحت مظلة اتحاداتها.

* حدد لي حجم استقلالية الرابطة في قرارها؟

- الاستقلالية موجودة في التنظيمات المالية والاستثمارية وكل ما يخص تنظيم كرة القدم،.. في الدوري الانجليزي الحكام والاستئناف تتبع اتحاد الكرة وليس الرابطة، هناك قضايا في كل الروابط تعود لسيطرة اتحاد الكرة، كالمخاطبات بين الاتحادات القارية والفيفا وغيرها.

نسمع جعجعة

* اسمع جعجعة ولا أرى طحينا.. قد يكون هذا هو لسان الشارع العام، هناك شعور ببطء التطور قياسا بالوعود، بماذا ترد؟

- بادرني بالإجابة مباشرة متسائلاً.. أريدك أخ عيسى فقط أن تعود لمباريات 2008 ومن ثم لعام 2011 ستجد فروقات كثيرة، دعني أبين أمرا «أنت في البيت ابنك يكبر يوما بعد آخر لكنك لا تشعر بالتغيير الحاصل رغم حدوثه» وهنا الفرق بين من يعيش التغيير وبين من يقيسه، التغيير الذي حدث.. قبل 2008 لم يكن يوجد دخل للهيئة «الرابطة الآن» ولا للأندية، لم يكن يوجد رعاة، كان الدخل صفرا، الآن الدخل في 2012 بلغ ملايين، لم يكن يوجد مسمى دوري محترفين.. الآن يوجد، لدينا الآن 5 رعاة.. هل توافقني الرأي في ذلك؟

* بالتأكيد هذا واقع.. ولكن أنا متفق مع البطء ولا أعلم هل توجد عقبات تسببه؟.

- ممتاز نحن نتفق إذن.. الأندية أصبحت تمتلك شعارا خاصا بكرة القدم، حساب كرة القدم أصبح مفصولا في الأندية بعكس السابق، أوجدنا بكل ناد، تسجيل الشعارات، أوجدنا مؤخرا الشعار الجديد كمنتج له قيمة، شعار دوري زين الآن له قيمة تساوي ملايين، شعارات الأندية أصبحت ذات قيمة، أوجدنا مبيعات على «النت» في السابق كان الأمر معدوما، أصبح لدينا معارض للرابطة في مختلف المراكز والملاعب، اليوم أنا سعيد بأن لدى الهلال ثلاثة معارض في ثلاث مدن، ولدى النصر معرضا في الرياض، وقريبا ننتظر معرضي الاتحاد والأهلي وكذلك الشباب، إننا نعيش نقلة.

*صحيح.

- جيد كنت تقول لا يوجد شيء؟

* لا.. لم أقل لا يوجد شيء قلت هناك بطء ولا زلت عند رأي.

- وجهة نظرك.. أنت ترى أنه بطيء.. أنا أرى أننا نعيش نقلة.. توجد معارض تزيد قيمتها على 100 مليون ريال، قد يكون هناك بطء ولكن في المقابل هناك جديد، عموما نحن متفقان إلى حد بعيد، ما دام هناك منتج فأنت بحاجة لتنظيمات، مثلا في 2009 حددنا أطقم المباريات على وخارج الأرض ومن ثم تطور الوضع لامتلاك كل فريق 3 أطقم وطورناه بتثبيت الأرقام ومن ثم بأسماء اللاعبين في الموسم الماضي، وفي 2013 نريد الوصول لأن يباع القميص متكاملا كمنتج على هامش توقيع العقود، كل هذه الأشياء لم تكن موجودة قبل 2008 والشيء الإيجابي الأكثر هو أن الأندية أصبحت تقوم بهذا التنظيم، في 2008 كادت تحدث كارثة في أول مباراة بين الأهلي والرائد عندما حضرا بنفس الطقم وكاد يلغى المشروع ولكن بحمد الله تجاوزنا المشكلة، إعلاميا توجد مؤتمرات صحافية قبل وبعد المباريات بعكس الماضي، ومقابلات على أرض الواقع بتنظيم ألغى الفوضى التي كانت تحصل، تنظيما أصبح لدينا بوابات الكترونية، بيع تذاكر الكتروني، أضفنا في هذا المواسم لوحات الكترونية «LED» في القصيم والأحساء والدمام، لدينا حراك، غيرنا لا يوجد لديه حراك ولا يشارك بدوري المحترفين.

* ماذا عن مستقبل هذا الحراك؟

- لدينا مشاريع عدة، في 2013 سيكون الدوري السعودي موجودا على «البلاستيشن» بجانب 32 دوري بعد عمل استمر عامين لتأكيد الحجز، هذا مهم لأن غدا كل طفل في العالم يبحث عن الدوريات العالمية في إسبانيا والأرجنتين وغيرها وسيجد بجانبها الدوري السعودي.

* هل التقصير من الأندية؟

- لا بالعكس قد يكون التقصير من طرفنا ومني شخصيا في كيفية التواصل مع الأندية، وسبق لي الاعتراف به.

استقالة نواف

* هل الأمور المالية ومطالبات الأندية هي من ولد هذا التقصير؟

- لا ليس كذلك، ربما هناك بعض القرارات السريعة التي اتخذت ولم يتم خلالها التواصل بالشكل المطلوب، وهو خطأ مشترك ونحن في الهيئة وأنا شخصيا أتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية، التركيبة السابقة للهيئة تتضمن أعضاء أكثر من الاتحاد وليس الأندية، لكنها تبقى مرحلة تأسيس وصلنا من خلالها لمرحلة متقدمة الآن، وليست مجاملة أن أشير للدور المهم الذي لعبه الأمير نواف بن فيصل سواء في تحويل الدوري إلى دوري زين للمحترفين باعتباره صاحب القرار الاستراتيجي الذي نقلنا لعالم الاستثمار الرياضي، وأكد على الاستمرار فيه.

* كيف ترى تأثير استقالته من رئاسة الاتحاد على المستقبل؟

- شخصية الأمير نواف معطاءة، رجل دولة، عمل في عديد اللجان، رئيس اللجنة الأولمبية، رئيس الاتحاد العربي، له وزنه في المعترك الرياضي، لديه الخبرة والحكمة في الإدارة، يملك موروثا متكاملا من والده الأمير فيصل بن فهد رحمه الله في القيادة، ولديه قوة علمية في القانون الذي درسه، إنه رجل متكامل، لا يتدخل في عمل الآخرين، ولا يبخل عند سؤاله بالإجابة، من الصعب سد الفراغ الذي يتركه، شخصيا أنا وأحمد عيد على تواصل معه، وأنا متأكد بأنه لن يتركنا من النصيحة والتوجيه متى طلبنا منه لأنه دائما في صف المصلحة العامة، ابتعاده عن الوسط الرياضي سيكون دون شك سلبيا لأن الحراك الذي يؤسس هو من وضع لبنته، الجميل أنه سيبقى المرجعية الأساسية لجميع التنظيمات الرياضية من خلال موقعه في الرئاسة العامة لرعاية الشباب واللجنة الأولمبية.

الرابطة والأندية

* تدافع بقوة عن الأندية مع أنها أول من هاجمكم، هل هذا الدفاع لأنها أصبحت شريكة القرار؟

- كمسؤول، بغض النظر عن جهة التقصير يجب أن يكون النقاش بيننا على طاولة الاجتماعات.

* إذا أنت راض عن الأندية؟

- نعم راض، وإذا حدث اختلاف يجب أن يكون في الغرف المغلقة، الماضي انتهى بخيره وشره ولن يعود.

* لا أريد افتعال أو وضع صدام بينكم وبين الأندية.. هل تتطور مثلما تتطورون؟

- حتى أكون صادقا، هناك أندية تطورت أكثر من الرابطة، وفيه أندية اقل وأخرى لا تزال تعمل.

أفضلية الفتح

* ماذا عن الأندية التي تعد في الشارع هي الأندية الكبيرة بدخلها وجماهيرها ووزنها؟.

- لا أنظر للأمور بهذا المعيار، أنا أرى أن نادي الفتح هو أفضل ناد من حيث الإدارة والتنظيم، وحسب التفاعل القائم، وحسب تثبيته لنفسه في دوري زين رغم الإمكانات التي قد لا تتوازى مع المتوفر في الأندية التي يطلق عليها لقب «الكبار» وهذا لا يعني أن تلك الأندية لا تتطور بل العكس هم يتقدمون للأمام.

* ماليا.. من يتعب الآخر أكثر.. الأندية أم الرابطة؟

- لا أحد.. من وجهة نظري الأندية يجب أن يتوازى فيها المصروفات مع الإيرادات.

* لكن هذا لا يحدث إلا عندما يتقدم مستوى التطور؟

- نعم، نحن في الرابطة بحاجة لزيادة الإيرادات والأندية كذلك حتى تغطي المصاريف، في الدول المتقدمة الرابطة أقل دخلا من الأندية الكبيرة، لكن يجب أن يزيد دخل الرابطة حتى يضمن الحد الجيد للأندية التي في المؤخرة كي تنافس لأن قوة المنافسة هي التي ترفع قوة الدوري، بالمنطق اعتبر هذا الموسم من أفضل المواسم، ترقبنا البطل حتى الدقيقة الأخيرة من الدوري وبعدما حسم اللقب للشباب انتظرنا دقائق حتى عرفنا الفريق الثاني والثالث وانتظرنا أيضا لنعرف من سيشارك في دوري الأبطال ومن الهابط.

* زميلك الدكتور حافظ المدلج قال بعد اجتماع الرابطة.. من حق الأندية معرفة التاريخ والوقت لحصولها على حقوقها المالية.. هل سيتحقق هذا على أرض الواقع؟.

- في الاجتماع الأخير أبلغنا الأندية بمواعيد دفعات النقل التلفزيوني والرابطة بالتدريج، في الاجتماع القادم سنبلغهم بجدول التدفقات، دورنا كرابطة التعرف على هذه التدفقات حسب مصادرها سواء وجدولة مواعيد التسليم.

* هل تملكون ضمانات بدقة التوقيت وبخاصة من الناقل الحصري؟

- نحن نتوقع ذلك لكن لا أحد يضمن شيئا كما يقال بالعامية إلا الذي في «في جيبه» إلا أنني أتوقع من المالك للحقوق التزاما كبيرا بالمواعيد ونحن نلتمس ظروف عقد السنة الأولى.