ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 04/05/2012/2012 Issue 14463

 14463 الجمعة 13 جمادى الآخرة 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

نزاعات المغامرة التحالفية ضد منطقة الشرق الأوسط ألقت بظلالها الداكنة على الثرى العربي.. وانعكست سلباً على شعوبها التي عانت ولازالت تعاني من صراعات داخلية استند بعضُها على مسالك البطش والقمع والاستبداد الذي مارسته أنظمتُها لعقودٍ من الزمن.. بينما تمثل الآخر في صراع الطوائف والمذاهب.. والأحزاب السياسية التي لم تستطع ترجمة رؤاها على أرض الواقع العربي بسبب التباين والتنافر والصراع حول السلطة.. أو احتكار القوة والحرب التنافسية لاعتلاء المناصب مما أصاب الوطن العربي بشللٍ في مفاصله

وجعله عاجزاً عن التصدي لكل ما يعتريه من صدمات ومحنٍ داخلية أو خارجية.

لكن مهما حاول المواطن العربي أن يُنْحي جانباً الآلام التي تعتصره والأحزان التي تُغلف فكره بسوداوية أوضاع منطقته العربية.. ومهما حاول أن يرقى فوق مستوى معاناته التي ما إن تنتهي إحداها إلا وتبدأ أخرى.. فما زال ينظر بعين التشاؤم إلى كل قضاياه الشائكة.

وعلى الرغم من النتائج المبهرة التي حصدتها ثورات الربيع العربي والتي تمثلت أول ما تمثلت في إسقاط أنظمة الاستبداد وهو ما لم يكن لشعوب تلك الدول التي تأججت فيها الثورات أن تحلم به على مدار تاريخها إلى جانب ذلك الزخم السياسي الدولي الذي أُحيطت به وصفقت له... إلا أن المزايدات والمهاترات وإلصاق التهم واختلاط الرؤى ومظاهر تباين أبعادها حول كل القضايا التي تعصف به زلزلت الكيان العربي.. وفتحت الباب على مصراعيه منذرة بأسوأ العواقب.

عالمنا العربي يتجه اليوم نحو منعطفٍ خطير يُستَهدَف في كيانه ومستقبله وهويته بسبب فوضى الأيدولوجيات التي تسوده والاضطرابات السياسية والتناحرات الحزبية واللعب على أوتار الطائفية والكلفة هي شبكة أنفاق مبهمة النتائج لكنها بطاقة مرور دولية للدخول في هذا النفق الشائك وتحت شعارات تختلف في العناوين وغير متباينة في المضامين.

ومع شيوع ظواهر سياسات الإلهاء المجتمعي وافتعال الأزمات والمناورات الإعلامية السوداء التي تنعق بها أبواق الأعداء وتحرك بوصلة التحالفات الدولية والإقليمية.. بات النسق السياسي العربي مبعثراً بين اختلاف وخلاف وتنافس وصراع ما أذكى النزعات الدولية التي تُزاوج بين الدبلوماسية والقوة والاقتصاد للسعي نحو تحقيق أهدافها الإستراتيجية.. أو المحافظة على مصالحها بمد نفوذها وبسط هيمنتها. وتحت تأثير هذه التداعيات.. وفي ظل مأزق التعاطي مع الأزمات الراهنة التي تحيط بالوطن العربي تظل الشعوب العربية أمام فضاءات ومجالات تتداخل فيها مجملُ المصالح الدولية والإقليمية حيث لم تعدْ العلاقات الدولية من صنع الدول فقط بل تحركها سياسات مختلفة وتتداخل فيها تيارات متعددة والهدف حماية المصالح من التعرض لأي قوى عدائية قد تخلق حالة من التوتر يُفضي لنزاعٍ يُخِلُ بميزان إستراتيجيات المصالح التي تتبناها القوى الأجنبية والإقليمية في الوطن العربي.

المنطقة العربية بما تتميز به من ثروات نفطية ومواقع إستراتيجية.. وبما تشهده منذ عقود من تعدد للأزمات والنزاعات المتباينة داخلية أو دولية وإقليمية شكلتْ فضاءً خصباً للصراعات الدولية، والمتابع لصيرورة الأحداث على الأرض العربية يجد أن واقع هذه الأرض تواجه أخطر التحديات... ولعل أبرز هذه التحديات تداعيات التحولات الدولية التي شهدها النظام الدولي ولم يجنِ منها العرب سوى زوبعاتها.. ثم التحدي الصهيوني والصراع العربي الإسرائيلي.. هذا إلى جانب التحديات الإيرانية ومواقفه السياسية المثيرة للقلق وتهديداته المتزايدة لدول الجوار وتدخله المباشر في الشؤون الداخلية لبعض الدول العربية خاصة دول مجلس التعاون الخليجي بإثارة الفتن وزعزعة الأمن والاستقرار الذي تتمتع به هذه الدول.

وأياً كان الأمر.. تبقى النزاعات والأزمات صفتين متلازمتين ومترابطتين لمنطقة الشرق الأوسط.. ولا نبالغ إذا قلنا إن المنطقة العربية أصبحت مسرحاً لحروب مركبة ونزاعات قد يكون بعضُها مفتعلاً لكنها استنزفت شرايين الشعوب العربية وساهمت في تفكيك مقومات قدرات الوطن العربي وأفقدت النظام العربي مكانته وتأثيره في صنع القرارات السياسية على المستوى الدولي والإقليمي. فمتى يستعيد الوطن العربي وعيه المفقود؟ ومتى تنعم الشعوب العربية بالأمن والاستقرار؟

 

عود على بدء
متى يستعيد الوطن العربي وعيه المفقود؟
زكية إبراهيم الحجي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة