ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 04/05/2012/2012 Issue 14463

 14463 الجمعة 13 جمادى الآخرة 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

مصر كانت ومازالت قلب البلاد العربية، ومصر كانت مهد الحضارة الإنسانية التي ظلّت آثارها باقية حتى حاضرنا الزاهي، لتقول للعالم أجمع إنكم مهما بلغتم من تقدُّم، فعليكم أن تنظروا إلى سالف الزمان، لتعلموا أنّ هناك سواعد قد خلّدت شواهد ستبقى موازية لما قد تصل إليه الحضارات بمقاييس الأزمان المختلفة.

مصر هي مصر التي ساعد أزهرها على حفظ الكثير من العلوم، بعد أن أخذ عالمنا سبات عميق فاق بعده ليبحث عن مصر، فوجدها لكنه ربما سبقها.

مصر لم تكن إلاّ في عطاء سياسي واقتصادي وإنتاجي مع جيرانها، وأبناء البلاد العربية أجمع.

وما كانت إلاّ محطة المرتحل، ومأوى طالب الأمن، ونأمل أن تظلّ كذلك.

ومصر بتعداد سكانها البالغ نحو خمسة وثمانين مليون نسمة، في تسابق مع الزمن في زيادة النّسل، والتضامن مع الأهل، تناشد أبناءها أن يشمّروا عن سواعدهم لبناء بلادهم، والمساهمة في توفير متطلّبات غيرهم في البلاد من القوى العاملة.

مصر في أيامنا هذه تمر بفترة غير مستقرة، حيث إنّ بوصلتها قد تذبذبت لكثرة المغناطيسات التي تجذبها هنا وهناك، وأكثر المغناطيسات الجاذبة هي حب الذات، ولذّة الكرسي، ومع هذا فعقلاؤها يجتهدون، وحكماؤها يعملون، ورجالها ينشطون، لكن مازال هناك الكثير الذي يستوجب عمله.

اختلط في مصر الحابل بالنابل، والمعطل بالثائر، والمنقذ بالقاتل، واختلط في مصر المتبوع بالتابع، والطامع بالقانع، والباخع باللاسع.

واختلط في مصر، الصحة مع السّقم، والنقد مع القلم، والشباب مع الهرم.

فأصبحت فرعاً غريباً لا يليق بمصر وتاريخها، لكن عزاءها أنها فترة وتنقضي إن شاء الله.

يقول الشافعي:

الدهر يومان ذا أمن وذا خطر

والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر

وعلاقات المملكة مع مصر جلّها صفو، وقطينها زهو، لكن قد تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، وتهب الريح، وتقلق المستريح، فيعلو الكدر ويستأسد شرار البشر.

لم تكن المملكة في مسيرتها منذ إنشائها إلاّ داعمة لمصر، واقفة موقف من لا يرجو ثواباً، ولا يأمل نوالاً، وإنما دوافع ذاتية، وإرادة حقيقية، وهي كذلك تظل.

لكن ما حدث من شغب غير محمود، وعمل غير مضبوط، من معلوم أو مجهول، أو أجير أو مسؤول، أو حاقد أو جاحد، لا يمكن له أبداً أن يمثّل شعباً بأسره، غير أنّ الأمر قد يستفحل، والمغرض قد يسترسل، فيحدث ما لا يحمد عقباه.

ولذا كان من الحكمة اتخاذ الخطوة الصائبة في الوقت المناسب، وعندما ينجلي الغبار، وتأمن الديار، فالأمر يسير، وستعود المياه إلى مجاريها.

المملكة كانت ومازالت داعمة لأغلب الدول، لا تفرّق بين دين أو جنس أو لون، حتى أنها بلغت المرتبة الأولى في نسبة ما تدفعه من معونات للدول، نسبة إلى إجمالي إنتاجها الوطني.

ولهذا فمن حقها على الغير، أن يقرّوا بفضلها، وهذا ما جبلت عليه الأنفس السليمة، والأخلاق الكريمة، ومصر فيها الكثير من تلك الأنفس ومن المتحلِّين بتلك الأخلاق.

ونرجو من العلي القدير الهداية، واختيار الدرب الأسلم لتحقيق المراد وخدمة الشعوب، والرّفع من مكانتهم، وجلب الخير لهم. إنّ الله على كل شيء قدير.

 

نوازع
مصر اليوم
د.محمد بن عبد الرحمن البشر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة