ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 04/05/2012/2012 Issue 14463

 14463 الجمعة 13 جمادى الآخرة 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

أفاق اسلامية

      

هذا المقال ليس عنواناً لموضوع تجارة بعض الدعاة والاتهامات المسلطة عليهم من تقاضيهم لأجور عالية على بعض اللقاءات والبرامج التلفزيونية وليس تأكيداً أو نفياً لهذه التهمة ولكنه موضوع مختلف للغاية وبعيد عن هذا المضمون.

هذا العنوان هو مضمون لكتاب ألفته الباحثة الأمريكية «باتريشيا رسيو» أستاذة التاريخ الإسلامي في جامعة نيومكسيكو الأمريكية ولها عدد من البحوث التي تناقش العلاقات الإسلامية مع الآخرين ولاسيما في القرون الماضية وتحديداً في آسيا وأوروبا.

وتؤكد المؤلفة في كتابها المشار إليها إلى أن الإسلام قد جاء إلى بلدان شرق آسيا (الهند) وماليزيا وإندونيسيا وحتى الصين، وانتشر هناك من خلال التعامل بين أهالي هذه المناطق وتجار مسلمين أحسنوا في تعاملهم مع الآخرين ونقلوا لهم الصورة الصادقة في معاملة الإسلام والمسلمين ولم يصل الإسلام إلى هؤلاء بفرس ولا بسيف وكانت القدوة الحسنة في التعامل والتعايش والإقناع سبب رئيس في اقتناع أهالي هذه المناطق بالإسلام على الرغم من اعتناقهم لديانات ومذاهب متعددة كالبوذية والهندوسية والنصرانية وغيرها.

وكان التجار الذين استخدموا الملاحة والبحار للوصول لهذه الأقطار يفدون إليها قاطعين مسافات بعيدة وربما كانت الدعوة هاجساً لهؤلاء التجار وليس التجارة وحدها فكان من يقومون بالتجارة يحضرون لأهالي هذه البلاد ما يحتاجون إليه ولا يجدونه في بلدانهم ثم يأخذونه من بلدانهم ما يندر وجوده في بلدان العرب والمسلمين وكان لصدق التعامل والأمانة دور كبير في محبة هذه الشعوب للإسلام والمسلمين ولم يقف حد التأثر عند الإسلام والهداية بل تعدى ذلك إلى دخول مفردات وكلمات عربية لهذه المجتمعات وأصبحت اللغة العربية والحروف العربية أداة لكتابة اللهجات واللغات المحلية وتبدلت الأسماء المحلية للأشخاص إلى أسماء إسلامية وعربية وأضحت الشهور العربية ومسمياتها تستخدم كبديل للموروث القديم في هذه البلدان، وذكرت الكاتبة إنه ما من بلد وصل إليه التجار المسلمون إلا وكان الإقبال على الإسلام من أهل تلك البلاد بل وسبقت سمعتهم البلدان التي وصلوا إليها حتى تبنى أهل تلك البلاد الدعوة إلى الإسلام حينما عرفوا تعاليم الإسلام وسافر بعض الأهالي للحج والعمرة مع القوافل العائدة ثم تم توطين الدعوة في هذه البلاد وأصبحوا هم من يقومون بهذه المهمة.

وذكرت الكاتبة أنه لم يكن التجار المسلمون وحدهم في الميدان بل كانت هناك قوافل تجارية للهندوس والبوذيين والنصارى ولكن تأثير الإسلام كان جلياً واضحاً ولم يماثل انتشاره وسرعته وحجمه أي دين أو مذهب.

هذا الكتاب للباحثة الأمريكية كما ذكرت كان بعنوان «التجارة والإيمان ثقافة المسلمين وتجارتهم في المحيط الهندي» وأصدر نسخته العربية (مشروع كلمة) التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وتولى الترجمة الدكتور أحمد عبدالعزيز العباسي، وهو كتاب جدير بالدعاة والتجار وكل من له اهتمام بالشأن الإسلامي والدعوي على وجه الخصوص قراءته حتى تستفيد من هذه العبر والدروس وكم كنت أتمنى لو أن المسلمين اهتموا بتاريخهم وتراثهم ولكن (رب ضارة نافعة) والفضل ما شهدت به الأعداء.

وأسوق تساؤلاً كم عدد المسافرين من ديار العرب والمسلمين للخارج شرقاً وغرباً للتجارة والسياحة والدراسة هل فكر هؤلاء بدعوة غير المسلمين وهل حرصوا على أن يكونوا قدوة في تعاملهم مع غير المسلمين حتى يقدموا الصورة الحسنة عن الإسلام على الأقل ويبتعدوا عن كل ما من شأنه رسخ صورة ذهنية سلبية عن الإسلام والمسلمين بالتأكيد الجواب متباين فهناك من أسهموا في تنفير المسلمين من إخوانهم وعززوا الصورة الذهنية السلبية لدى غير المسلمين وهناك أناس بتعاملهم المثالي وأخلاقهم الحسنة أسهموا في دخول غير المسلمين للإسلام أو على الأقل ترك الانطباع الحسن عن الإسلام والمسلمين.

خاتمة:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم) ؟

alomari1420@yahoo.com
 

رياض الفكر
التجار الدعاة
سلمان بن محمد العُمري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة