ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 04/05/2012/2012 Issue 14463

 14463 الجمعة 13 جمادى الآخرة 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

صحافة العالم

 

بشار يتلاعب بخطة عنان!

رجوع

 

جورج لوبيز*

نشر مراقبي الأمم المتحدة على الأرض في سوريا كجزء من خطة السلام الموسعة لكوفي عنان يعد خطوة بناءة للأمام، ولكن حتى الآن فإن بشار الأسد لا يزال هو من يضع معظم الشروط. ولكن بمزيد من الإجراءات الدولية الخلاقة لن يكون قادرًا على فعل ذلك على المدى المتوسط والبعيد.

مجلس الأمن ومن أجل الوصول إلى تلك المرحلة تحتم عليه أن يدخل في «رقصة دبلوماسية» مع بشار الأسد الذي لا يزال رغم كل شيء هو من وضع معظم الشروط، على الأقل على المدى القصير.

وقف قتل المدنيين السوريين أو تقليل حالات القتل من المؤكد أنها خطوة مرحب بها، ولكن لا يجب أن نكون ساذجين لنظن أن دخول المراقبين إلى سوريا في أي وقت في المستقبل بقوتهم الكاملة المتوقع لها أن تكون 250 فردًا سيمثل نصرًا للدول التي تحاول تضييق الخناق على الأسد أو الإطاحة به.

قبول الأسد دخول مراقبي الأمم المتحدة بدا في الوهلة الأولى أنه تنازل أو حتى انتكاسة سياسية له، ولكن الأسد يهدف من خلال ذلك الإجراء إلى جعل نفسه أكثر أهمية لمستقبل سوريا ويزيد من فرصه للنجاة على المستويين الشخصي والسياسي. وكلما استطاع الأسد الحصول على مزيد من الوقت والفرص، زادت فرصه في النجاة، على المستويين الشخصي والسياسي.

على سبيل المثال استطاع الأسد أن يعترض على بعض أشخاص المراقبين الذين يرى أن جنسيتهم تطرح تساؤلات بشأن حياديتهم في فريق مراقبي الأمم المتحدة.كما كان لدى الأسد اليد العليا فيما يتعلق بالمناطق الذي سيدخلها المراقبون والمدة التي سيمكثون فيها، وحتى الآن فإنه وحده الذي يحدد ما إذا كانت ستتم أية مفاوضات مع قوى المعارضة أم لا.

القصف المكثف للمناطق المدنية قبيل وصول المراقبين كان بمثابة السخرية من الجهود الأممية وانتقادها بأنها لا علاقة لها بما يحدث على الأرض، كما أن الدعم الروسي للأسد لا يسمح سوى بالقدر الضئيل من المناورة السياسية لمجلس الأمن، فمن أجل ضمان موافقة روسيا على القرار قامت الدول الغربية بتخفيفه واستثنت تقريبًا كل طلب ذا جدوى تم تقديمه إلى الأسد، فيما عدا المراقبين.

ولكن وجود المراقبين سيكون له أثر كبير، فتوثيقهم لما يحدث على الأرض بجانب مهامهم الأخرى، وخاصة الاستماع إلى طلبات الأطراف المتقاتلة وكذلك وقف ممارسات بعينها سيؤدي إلى تقليل القتل بصورة كبيرة، فوصول المراقبين مثل أول شرخ في باب تلك الدولة التي ظلت مغلقة تمامًا على أتون القمع السوري.

التحدي القادم سيكون كيف سيستطيع عنان وحلفاؤه أن يدعموا تلك الانفراجة لزيادة احتمالات وقف العنف وإدانة انتهاكات وقف إطلاق النار وتشديد القيود على قوات الأسد، فمن أجل تحقيق ذلك يجب على الأمم المتحدة والدول الأعضاء بصورة فردية أن تزيد من ضغوطها على بشار الأسد لكي يستجيب لكافة الطلبات وأن يتم الضغط عليه لكي يتعاون في كافة بنود خطة عنان، كما يجب على دبلوماسيي تلك الدول أن يقتفوا خطوات السفيرة الأمريكية سوازن رايس التي نددت وشجبت بعنف كل رفض من الأسد للقيام بالتزاماته الإنسانية.

التقرير الشجاع الأخير لفريق مراقبة حقوق الإنسان الذي وثق العشرات من حالات الإعدام خارج نطاق القضاء في سوريا في مارس يجب أن يحظى بتغطية عالمية واسعة، كما يجب استصدار دعوة عالمية للمحكمة الجنائية الدولية لإدانة أفراد الشرطة والجيش الذين يقودون مثل تلك العمليات من القتل.

حتى إذا لم يطبق وقف إطلاق النار بصورة كاملة فإن ذلك سيؤدي إلى قيام المزيد من أفراد القوات المسلحة السورية بالانشقاق والفرار من الجيش مقارنة بإذا ما استمر القتال بدون قيود على قوات الأسد، كما أن التظاهرات التي انتشرت في عدة مدن سورية بعد صلاة الجمعة الماضية بلا شك أنها ستظهر للأسد ثمن وقف إطلاق النار الجزئي والمحدود. فبالرغم من الانتصارات الدموية للأسد إلا أن الشعب لم يخنع ولم يخش من العودة مرة ثانية للشوارع بأعداد كبيرة، وبخاصة إذا استطاعوا أن يفترضوا (أو يأملوا) أن الحكومة لن تقوم بقتلهم، ومن المؤكد أن أعدادهم سوف تزداد وسوف تصبح تحركاتهم أكثر جرأة في كل جمعة وفي كل جنازة يحملونها، لذا يجب على عنان والمراقبين أن يؤكدوا على حق التظاهرات السلمية كنقطة ارتكاز للحوار السياسي مع المعارضة.

كما يجب على عنان والولايات المتحدة والأطراف الأخرى أن تستمر في الحوار مع الروس. و بالرغم من تأييدهم المعلن للأسد، إلا أن هناك إشارات على أن صبر الروس على الأسد بدأ ينفد. فالأسد يعتقد أن الفوضى هي التي سوف تؤكد مزاعمه بأنه يقاتل إرهابيين وأن استمراره في الحكم هو الضمانة الوحيدة للأمل في مستقبل أفضل للبلاد، ولكن روسيا تخشى من مثل تلك الفوضى وتداعياتها الإقليمية، وهذا يمكن أن يجعلها أكثر انفتاحًا على تبني استراتيجيات أخرى مع سوريا.

حتى الآن ظل الأسد يقاوم كل خطوة من الأطراف الخارجية لإنهاء العنف في سوريا، ولكن مثله مثل أي ديكتاتور دموي آخر فإن ثقته المفرطة وحساباته الخاطئة سوف تؤدي إلى نهايته، لذا على الأطراف الخارجية أن تسرع بنهايته عن طريق التضييق عليه وإغلاق كل مساحة صغيرة يستطيعون إغلاقها يمكن للأسد أن يناور من خلالها، فحتى الآن ربما يستطيع الأسد أن يضع مزيدًا من القيود على مراقبي السلام الأمميين، ولكن مع مزيد من التحرك الدولي الخلاق والمركز لدفع عمل المراقبين ولدفع خطة عنان، لن يكون الأسد قادرًا على فعل ذلك على المستويين المتوسط والبعيد.

*رئيس كرسي هيسبورج في دراسات السلام بجامعة نوتردام الأمريكية (كريستيان ساينس مونيتور) الأمريكية

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة