ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 04/05/2012/2012 Issue 14463

 14463 الجمعة 13 جمادى الآخرة 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الريـاضيـة

 

القدوة وأهميتها في إعلامنا الرياضي

رجوع

 

في كل مجال من مجالات الحياة أسماء بارزة لها وزنها وثقلها لما يقدموه من عمل أو فكر من خلال نقد متواصل هدفه الإصلاح والبناء، وهؤلاء هم قدوة حسنة يحرص الإعلام على استقطابهم والحديث معهم حول ما يريدون إيصاله وفق آداب إسلامية محضة يتعلم منها الأجيال القادمة معنى حب الله ثم الإخلاص في العمل، هؤلاء الأفاضل نلمس من خلالهم المعنى الحقيقي لحياة كريمة نتمناها بشكل دائم، وهذا التوجه النبيل من الإعلام يجعلنا نحترم ما يُطرح من قبل هؤلاء الأفاضل، وهنا ليس للتعميم مكان، على الرغم من أني أتمنى ذلك ويصبح التعميم بالأشياء الإيجابية والمفيدة دون النظر لسواه، لكن عندما يتغير الأمر -ولو بشكل نسبي- يصبح الأمر واجب الحديث عنه دون إغفاله؛ حتى لا يتفشى ويصبح منتشراً يصعب حينها السيطرة عليه، وتنقلب بعدها الموازين في القيم النبيلة التي حثّ عليها ديننا الحنيف.

عنوان مقالي واسع الأفق ومتشعب؛ لأننا نجده في كل جوانب الحياة ونرفض تماماً ما يتنافى معه؛ حتى ونحن نتحدث عن المجال الرياضي ونربطه بكل جوانبه بعنوان وقيمة كهذه، وربما يكون المجال الرياضي أكثر خصوبة من غيره لتعليم قيمنا السامية والنبيلة، ولعلّي هنا أهدف من كتابة هذه المقدمة أن أوضح مدى الربط بين من يملك المبادئ ويدرك جيداً عندما يخرج أمام الملأ أن هناك عقولاً قد تجد فيمن يتحدث قدوة حسنة ويتعلمون ما يجب أن يفهموه عن قيمنا وأخلاقنا لأنها تؤمن بما تقول وتقود إلى فعل الصواب وفق مبادئ منصوص عليها هدفها تغذية البشر بمن يستطيعون تقديم الخير، ولن يحدث هذا إلا من خلال ما يقدمه المجتمع من أفراد يظهرون عبر المنابر الإعلامية ليتعلم منهم الناس وبخاصة النشء.

ما تزال الأحداث الرياضية تتواصل في كرتنا داخل حدود الوطن وخارجه دون الانتظار أو التأمل في بعض جزئياتها والتفكير فيما يحتاج منها إلى توقف ومعالجة سلبياتها على كافة الأصعدة: الفنية والإدارية والإعلامية، أشياء كثيرة تكشفها الأحداث التي تفرزها النتائج الإيجابية والسلبية لكل أندية الوطن، لن أتحدث عن الأشياء الطبيعية التي تكون ضمن المسموح والمأمول من الجميع، بل حديثي سيذهب إلى القسم الآخر الذي ينافي المأمول جملةً وتفصيلاً.

بدأت بالمقدمة السابقة حتى لا يعتقد البعض أن المجال الرياضي هو الأكثر سوءاً بين كل مجالات الحياة المختلفة، لكن خصوصية الرياضة وكثرة المنتمين للوسط الرياضي من كافة الطبقات تجعلها الأكثر متابعة ومنافسة، وحتى يتناسب ما سبق مع ما يُطرح من خلال الرياضة كمجال حيوي ومهم ويتناغم معه فأنا أحتاج إلى أدلة وبراهين تجعلني أستشهد بالإيجابيات التي يقدمها الذين أبرزهم الإعلام الرياضي للمجتمع السعودي والعربي بشكل عام، فعندما يظهر إعلامي مخضرم له اسم ومكانة كبيرة لدى المجتمع الرياضي السعودي على الهواء مباشرة من خلال قناة خليجية نحترمها ونقدرها بصورة مقززه تشمئز منها النفس وهو يستعرض الكذب والتعالي، ويتحدث بفوقية متناهية، ويفرض على المشاهد أنه هو المقوّم الحقيقي لأي عمل رياضي يحدث في المملكة العربية السعودية، فهنا لا يمكن أن ندرج مثل هذا الفرد ضمن من اختارهم الإعلام كمفكّر تستفيد من آرائه الأجيال القادمة، فالأدبيات التي يتحدث من خلالها لا يمكن أن يقدمها الإسلام ويتحلى بها أبناء الإسلام، فمن يذهب لمثل هذه التصرفات وهذا الفكر لا يقل بأي حال من الأحوال عمّن اتهمهم رئيس الشباب بالابتزاز حتى يتحدثوا عن فريقه بما يليق؛ لهذا -من وجهة نظري- فالإعلام بكل أقسامه وتفرعاته في هذه الفترة أمام تحدٍّ كبير يتطلب التأني والعودة للسياسة التي بُني عليها منذ البدايات قبل أن يتشعب ويفرط الأمر ويصبح مَن لا يعي ما يقول كالمدرك والمتمكن من أدواته، وأنا على يقين تام بأن هناك من سيسقط أمام تلك المواد الواضحة التي كان من المفترض أن يسير عليها إعلامنا الرياضي.

الإثارة مطلوبة وحميدة وترفع من وتيرة الحماس وترغّّب كل العاملين بالوسط الرياضي من تقديم عمل مميز يقف خلفه إعلام ناقد يملك من الموضوعية والمصداقية ما يجعله مرآة وعيناً للحقيقة، لكن أن يصبح الإعلام الرياضي مرتعاً لكل من هبّ ودبّ؛ فهنا ستكون المحصلة غير جيدة، وسنجد من يقود المتابع الرياضي إلى منحى آخر بعيد عن الرياضة وروحها وأهدافها، إما بالقول أو ببعض السلوكيات. وهذه من الإشكاليات الرئيسية التي أضرت بالأندية وامتد ضررها إلى العمل الرياضي بشكل عام.

لم تكن مخرجات الإعلام الرياضي في السنوات الأخيرة -مع الأسف- جيدة باستثناء البعض، لكن ربما يكون الأكثرية من وجهة نظري بعيدين كل البعد عن أدبيات الحوار والنقاش المثري والمفيد، لقد تحولت أكثر البرامج الرياضية إلى صراخ وفوضى ولا تحمل في مضمونها أي محاور تجعل المشاهد أمام صورة واضحة مليئة بالموضوعية والفائدة، لم تعد ذائقة المشاهد مهمة، كأنهم أرادوا تحويل البرامج الرياضية الحوارية إلى فصول مسرحيات هزلية لإضحاك المشاهد فقط دون النظر لسلبيات ما يُطرح من عبارات وكلمات جارحة.

نحتاج إلى تدخل عاجل وسريع لإعادة صياغة البرامج الرياضية وفق أهداف تربوية بعيداً عن كل ما يشوّه الذوق العام، واختيار الشخصيات والنماذج المميزة فكرياً التي تعتبر قدوة لأجيالنا؛ حتى لا تصبح بعض السلوكيات الخاطئة من المسلمات الرئيسية في المجال الرياضي.

- سلطان الزايدي

Zaidi161@hotmail.com
 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة